بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسر لهم الأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا واشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد...
أختي الغاليـــــــــة... حديثي معك عن الجنة ... وما أدراك ما الجنة ...
الجنة... فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
إليك غاليتي ما أعده الله لأهل الجنة رجالهم ونسائهم..
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرًا لأحبابه، وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه، ووصف نعيمها بالفوز العظيم، وملكها بالملك الكبير، وأودعها جميع الخير بحذافيره، وطهرها من كل عيب وآفة ونقص
وإن سألت: عن أرضها وتربتها، فهي المسك والزعفران.
وإن سألت: عن سقفها، فهو عرش الرحمن.
وإن سألت: عن بلاطها، فهو المسك الأذفر.
وإن سألت: عن حصبائها، فهو اللؤلؤ والجوهر.
وإن سألت: عن بنائها، فلبنة من فضة ولبنة من ذهب، لا من الحطب والخشب.
وإن سألت: عن أشجارها، فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب.
وإن سألت: عن ثمرها، فأمثال القلال، ألين من الزبد وأحلى من العسل.
وإن سألت: عن ورقها، فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.
وإن سألت: عن أنهارها، فأنهارها من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى.
وإن سألت: عن طعامهم، ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون.
وإن سألت: عن شرابهم، فالتسنيم والزنجبيل والكافور.
وإن سألت: عن آنيتهم، فآنية الذهب والفضة في صفاء القوارير.
وإن سألت: عن سعة أبوابها، فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام.
وإن سألت: عن تصفيق الرياح لأشجارها، فإنها تستفز بالطرب من يسمعها.
وإن سألت: عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها.
وإن سألت: عن خيامها وقبابها، فالخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلاً من تلك الخيام.
وإن سألت: عن علاليها وجواسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار.
وإن سألت: عن ارتفاعها فانظر إلى الكواكب الطاع، أو الغارب في الأفق الذي لا تكاد تناله الأبصار.
وإن سألت: عن لباس أهلها، فهو الحرير والذهب.
وإن سألت: عن فرشها، فبطائنها من إستبرق مفروشة في أعلى الرتب.
وإن سألت: عن أرائكها، فهي الأسرة عليها البشخانات، وهي الحجال مزررة بأزرار الذهب، فما لها من فروج ولا خلال.
وإن سألت: عن أسنانهم، فأبناء ثلاثة وثلاثين، على صورة آدم - عليه السلام -، أبي البشر.
وإن سألت: عن وجوه أهلها وحسنهم، فعلى صورة القمر.
وإن سألت: عن سماعهم، فغناء أزواجهم من الحور العين، وأعلى منه سماع أصوات الملائكة والنبيين، وأعلى منهما سماع خطاب رب العالمين.
وإن سألت: عن مطاياهم التي يتزاورون عليها، فنجائب أنشأها الله مما شاء، تسير بهم حيث شاؤوا من الجنان.
وإن سألت: عن حليهم وشارتهم، فأساور الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التيجان.
وإن سألت: عن غلمانهم، فولدان مخلدون، كأنهم لؤلؤ مكنون.
وإن سألت: عن عرائسهم وأزواجهم، فهن الكواعب الأتراب، اللائي جرى في أعضائهن ماء الشباب، فللورد والتفاح ما لبسته الخدود، وللرمان ما تضمنته النهود، وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور، وللدقة و اللطافة ما دارت عليه الخصور.
اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليه من قول وعمل...
يقول ابن عباس - رضي الله عنه - ليس في الدنيا مما في الأخرة إلا الأسماء..
فنعيم الدنيا ليس كنعيم الجنة..
أختي الحبيبة ألا تشتاقين لها؟؟!!!
ألا تريدين الوصول إليها؟؟!!
لا شك بأننا كلنا نسعى لرضا الرحمن والفوز بالجنان فسلعة الله غاليـــــــــــة..
فقد قال رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزله ألا إن سلعة غالية ألا إن سلعة الله الجنة)
فالطريق طويل وشاق... لكن له لذة وحلاوة تجدينها في قلبك وتستشعرينها في أعمالك..
فقد قال الله - تعالى -(ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة)
فلتشمري ولتجتهدي لتفوزي فوزا عظيما جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين
وإليك بعض الوصايا أختي الحبيبة علها توصلنا إلى مبتغانا ورضى مولانا
أوصي نفسي وإياك غاليتي بتقوى الله وطاعة رسوله الكريم
أكثري من الصدقة والاستغفار فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار.... الحديث))
أكثري من ذكر هادم اللذات فإن ذكر الموت يبعدنا عن الدنيا وزينتها وزخرفها ويقربنا من لقاء ربنا..
أوصيك أخيتي بقيام الليل... قال الله - تعالى -(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - (تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون على صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة)
عليك بكثرة الذكر فهو غراس الجنة..
وإياك من تجمعات القيل والقال وتذكري بأن هناك ملكان يحصيان ويكتبان كل كلمة تقولينها (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) فليكن مجلسك فيه الخير الكثير والنفع والفائدة.... لتقومي مغفورا لك بإذن الله..
فحي على جنات عدن فإنها *** منازلك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلم
وختاما أيها الأحبة اسأل الله - تعالى -أن نكون ممن قال الله فيهم (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)
أسال الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من المخلصين الفائزين وأن يغفر لنا ويرحمنا ويتجاوز عن سيئاتنا وان يدخلنا في عباده الصالحين وأن يرزقنا الجنة برحمته وكرمه إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد