بسم الله الرحمن الرحيم
الأخُ لجين.
يبدو أنك تقصدُ هذا الحديثَ.
عَن عَائِشَةَ قَالَت : سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: \" مَا مِن شَيءٍ, يُصِيبُ المُؤمِنَ حَتَّى الشَّوكَةِ تُصِيبُهُ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَو حُطَّت عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ \". رواهُ مسلمٌ (2572).
عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَت : \" مَن يَعمَل سُوءًا يُجزَ بِهِ \" بَلَغَت مِن المُسلِمِينَ مَبلَغًا شَدِيدًا \"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : \" قَارِبُوا وَسَدِّدُوا ، فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ المُسلِمُ كَفَّارَةٌ حَتَّى النَّكبَةِ يُنكَبُهَا ، أَو الشَّوكَةِ يُشَاكُهَا \". رواهُ مسلمٌ
قال شيخُ الإسلامِ في \" الفتاوى \" (24 / 375): \" وَمَا يَحصُلُ لِلمُؤمِنِ فِي الدٌّنيَا وَالبَرزَخِ وَالقِيَامَةِ مِن الأَلَمِ الَّتِي هِيَ عَذَابٌ فَإِنَّ ذَلِكَ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَينِ عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: \" مَا يُصِيبُ المُؤمِنَ مِن وَصَبٍ, وَلَا نَصَبٍ, وَلَا هَمٍّ, وَلَا حَزَنٍ, وَلَا أَذًى حَتَّى الشَّوكَةَ يَشَاكُهَا إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِن خَطَايَاهُ \".
وقال أيضاً (7 / 500): \" السَّبَبُ الثَّامِنُ: مَا يَحصُلُ فِي القَبرِ مِن الفِتنَةِ وَالضَّغطَةِ وَالرَّوعَةِ فَإِنَّ هَذَا مِمَّا يُكَفَّرُ بِهِ الخَطَايَا \".
وقال أيضا في \" منهاج السنَّة \" (6 / 238): \" أن مما يكفِّر السيئات: ما يُبتلى به المؤمن في قبره من الضغطة، وفتنة الملَكين \".
أما المذنبُ أو الظالمُ فإن تاب من ذنبه أو مظلمته فإن الله يتوبُ عليه.
عَن أَبِي مُوسَى قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: \" أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرحُومَةٌ لَيسَ عَلَيهَا عَذَابٌ فِي الآخِرَةِ عَذَابُهَا فِي الدٌّنيَا الفِتَنُ وَالزَّلَازِلُ وَالقَتلُ \". أخرجهُ أبو داود (4278)، وأحمدُ (4/410، 418).
قَالَ المُنذِرِيٌّ: فِي إِسنَاده المَسعُودِيّ وَهُوَ عَبد الرَّحمَن بن عَبد اللَّه بن مَسعُود الهُذَلِيّ الكُوفِيّ اِستَشهَدَ بِهِ البُخَارِيّ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَير وَاحِد.
وَقَالَ العُقَيلِيٌّ: تَغَيَّرَ فِي آخِر عُمره فِي حَدِيثه اِضطِرَاب.
وَقَالَ اِبن حِبَّان البُستِيّ: اِختَلَطَ حَدِيثه فَلَم يَتَمَيَّز فَاستَحَقَّ التَّرك. اِنتَهَى كَلَام المُنذِرِيِّ.
وَالحَدِيث أَخرَجَهُ الحَاكِم وَصَحَّحَهُ وَأَقَرَّهُ الذَّهَبِيّ وَفِي مُقَدِّمَة الفَتح عَبد الرَّحمَن الكُوفِيّ المَسعُودِيّ مَشهُور مِن كِبَار المُحَدِّثِينَ إِلَّا أَنَّهُ اِختَلَطَ فِي آخِر عُمره.
وَقَالَ أَحمَد وَغَيره مَن سَمِعَ مِنهُ بِالكُوفَةِ قَبل أَن يَخرُج إِلَى بَغدَاد فَسَمَاعه صَحِيح اِنتَهَى وَاَللَّه أَعلَم.
وقال الشيخُ شعيب الأرنؤوط في \" تخريجِ مسندِ الإمامِ أحمد \" (32/454 - 457): \" ضعيفٌ...\" واستقصى طرقَ هذا الحديثِ وقال في آخرِ التخريجِ: \" وقد أشار شيخُ الصنعةِ الإمامُ أبو عبد اللهِ البخاري في كتابهِ \" التاريخ الكبير \" (1/39) بعد أن أورد طرقَ هذا الحديثِ وبيَّنَ ما فيها من اضطرابٍ,: والخبرُ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الشفاعةِ وأن قوماً يعذبون ثم يخرجون أكثرُ وأبينُ وأشهرُ.وهذا يدلُ على أن البخاري - رحمه الله - أضاف إلى اضطرابِ السندِ نقد المتنِ وأنهُ مخالفٌ للأحاديثِ الصحيحةِ التي تكادُ تكونُ متواترةً بأن أناساً من أمةِ محمدٍ, - صلى الله عليه وسلم - يدخلون النارَ ثم يخرجون منها بشفاعةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - \". ا. هـ.
فالحديثُ لا يثبتُ لأنه مضطربٌ سنداً ومتناً، ولولا خشيةُ الإطالةِ لنقلتُ تخريجَ الشيخِ كاملاً، واللهُ أعلم ُ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد