بسم الله الرحمن الرحيم
لما كان الحج من أفضل الأعمال، والنفوس تتوق إليه، وكثير من الناس يعجز عنه، شرع الله لعباده أعمالاً يبلغ أجرها أجر الحج فيُعوض بذلك العاجزون عنه.
أولاً: الأعمال التي يبلغ أجرها أجر الحج:
1- صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له مثل أجر حجة وعمرة تامة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تامة، تامة، تامة\"(1).
2 - من تطهر في بيته ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة: عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"من تطهر في بيته، ثم خرج إلى المسجد لأداء صلاة مكتوبة فأجره مثل أجر الحاج المُحرم، ومن خرج لصلاة الضُحى كان مثل أجر المعتمر\" (2).
3- المشي في حاجة أخيك: قال الحسن: مشيك في حاجة أخيك خير لك من حجة بعد حجة.
4- أداء الواجبات أفضل من التنفل بالحج والعمرة: كثير من الناس يهون عليه التنفل بالحج والصدقة ولا يهون عليه أداء الواجبات من الديون ورد المظالم، وكذلك يثقل على كثير من النفوس التنزه عن كسب الحرام والشبهات ويسهل عليها إنفاق ذلك في الحج والصدقة.
ثانياً: فضل الأيام العشرة من ذي الحجة:
عن محمد بن مسلمة - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \"إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً\"(3).
ومن هذه النفحات عشر من ذي الحجة:
فعن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة\".
ومن الأعمال المفضلة في هذه الأيام:
ذكر الله يذكروا اسم الله في أيام معلومات (الحج: 28)
وعن ابن عمر- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه منهن، من العمل من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيها من التكبير والتحميد والتهليل\" (صحيح)
وكان مطرف بن عبد الله، إذا دخل بيته سبحت معه آنية بيته!
الواجب العملي: أشغل أوقاتك البينية (المواصلات الذهاب إلى العمل الانتظار في المصالح الحكومية وغيرها....) بذكر الله.
قراءة القرآن:
عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، ولا يجهل مع من جهل، وفي جوفه كلام الله\"(4).
الواجب العملي: اجتهد أن تختم القرآن مرة في هذه العشر، واجعل لك ربعاً على الأقل تتدبر آياته وتأخذ منه العبرة
قيام الليل:
ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى\" أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79(الإسراء).
عن بلال- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : \"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله - عز وجل - ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد\"(5).
قال محمد إقبال: \"كن مع من شئت في العلم والحكمة، ولكنك لا ترجع بطائل حتى تكون لك أنّة في السحر\".
الواجب العملي: اجتهد أن تصلي ركعتين قبل أذان الفجر.
صيام التطوع:
عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \"لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً\"(6).
ومن ثمار التطوع أنه يهيئ المسلم للترقي في درجات القرب من الله - تعالى -، حتى يصل إلى درجة الحب من الله - عز وجل - فأداء الفرائض يوصل إلى القرب وأداء النوافل يوصل إلى الحب.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - \"صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده\"(7).
الواجب العملي: اجتهد أن تصوم الأيام التسعة من ذي الحجة.
الدعاء:
ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين 55) (الأعراف).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \"أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء\"(8).
الواجب العملي: تحر أوقات إجابة الدعاء وارفع يديك متضرعاً إلى الله - عز وجل - أن يكشف الغمة عن الأمة وأن يحفظ أهل الثغور ويجمع كلمتهم ويوحد صفهم، ويقوي شوكتهم فهم حصن المسلمين.
الصدقة:
يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم 276(البقرة).
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : \"الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار\"(9).
مَن مِن الملكين دعا لك؟: ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي ملكان يقول أحدهما: \"اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً\".
الواجب العملي: أنفق نفقة حج التطوع هذا العام على الأقارب والجيران والمساكين ولا تنسى أهل الثغور فمن جهز غازياً فقد غزا، كما أخبر المعصوم - صلى الله عليه وسلم - .
وتذكر نية التوسعة على المسلمين في الحج حتى تثاب وعدد نيتك.
يوم العيد:
قال الحسن- رضي الله عنه - : \"كل يوم لا يُعصى الله فيهº فهو عيد، كل يوم يقطعه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد\".
تذكر أن:
أهل الثغور في فلسطين والعراق والشيشان وكشمير وأفغانستان وكذلك أهل البلاء وغيرهم، عيدهم من نوع خاص:
فالمكان ليس في دار فسيح، بل تحت الأنقاض، أو فوق بقايا البيوت.
والطعام ليس من الضأن أو المعز، إنما لقيمات يلتقطونها من بين الركام إن وجدت.
والأصوات ليست من التهاني والبُشريات بل من دوي القنابل والدبابات.. هل عرفت الفرق بين عيدنا وعيدهم؟؟
-------------------
الهوامش
(1) حديث حسن، أخرجه الترمذي في سننه برقم (586).
(2) حديث حسن، أخرجه أبو داود في سننه برقم (558)، كتاب الصلاة).
(3) رواه الطبراني
(4) رواه الحاكم في مستدركه
(5) رواه الترمذي
(6) حديث حسن صحيح.
(7) حديث صحيح
(8) رواه مسلم في صحيحه.
(9) حديث صحيح.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد