بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق العباد لعبادة رب العباد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم التناد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله نشر العدل والحب في أرجاء البلاد، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين..وبعد:
هذه كلمات أوجهها إلى كل مسلم ومسلمة، عن أمر عظيم، فيه استدراج من الله - تعالى - لهم، وهم في غفلة معرضون، وعن العبادة منشغلون، هذا الأمر الناس فيه ما بين فرح مسرور، وحزين مثبور، أمر إما نعمة، وإما نقمة، نعمة لمن عرف نعمة الله فيه، ونقمة لمن كفر نعمة الله فيه، \" وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين \"، هذا الأمر هو المال، وتعالوا بنا نجوب طرق هذا المال، وكيف يعيش الناس حياتهم معه، فهي أمور عجيبة غريبة، تكاد لا تصدق عندما تسمع، ولكنه الواقع الذي مفر منه، ولا محيد عنه، لقد انشغل الكثير والكثير من الناس اليوم بحب المال، شغلهم عما عداه وأنساهم عن كل ما سواه ملأ القلوب حبُ المال حتى لم يبق في القلوب متسع لسواه فمن أجله تستباح الأعراض ومن أجله تراق الدماء ومن أجله يكون الصفاء والإخاء وتكون العداوة والبغضاء، أصبح المال هو القطب الذي تدور حوله القلوب وأفعال العباد في هذا الزمان.فالقلوب في سرور مادام المال سالما ولو سبب ذلك انهيار الشرف والأخلاق، ودمار الدين والنفوس، فالناس في تواصل ما لم يُطلب المال وإذا طُلب المال فالنفوس في عداوة وبغضاء، قال - تعالى -: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم} [التغابن].
لقد افتتن كثير من الناس اليوم بحب المال، وجمعه من أي طريق، وفي أي وقت، وانظر إليهم، وهم حول أجهزة الصرف الآلي يتحلقون، وعن الصلوات يتخلفون، فأي ضياع بعد هذا الضياع، منادي الله يناديهم الله أكبر، يعني الله أكبر من النفس والولد والمال، ومن كل شيء، والمال عندهم أكبر، منادي الله يناديهم، حي على الصلاة، يعني هلموا إلى الصلاة، أقبلوا إلى الأجر العظيم من العزيز الحكيم، وأكثرهم عن الصلاة غافلون، وبحب المال منشغلون، فيالها من عاقبة سيئة، الكثير ممن يقفون جماعات حول آلات الصرف الآلي لا يبالون بالصلاة أأقيمت أم لم تقم، أفرغ الناس من صلاتهم أم لم يفرغوا، المهم أن يصرف حفنة من المال، وما هي إلا ساعات، أو أيام قلائل وأصبح الراتب في خبر كان، والله إن صرف المال من تلك الصرافات ينتظر، وصلاة الجماعة إذا فاتت لا تعوض، فهب أنك وقفت وسمعت الناس يصلون، وأنت عند الآلة قائمة تنتظر دورك لتصرف راتبك، ثم أتاك دورك، ولكن ليس الدور الذي كنت تنتظره، بل الدور الذي لم يخطر لك ببال، ولم يدر بخلدك بحال، فاتاك هادم اللذات، ومفرق الجماعات، أتاك من الله اليقين، أتاك ملك الموت الذي لا تقف له الحواجز، ولا تقفل في وجهه الأبواب، ولا يهرب منه مطلوب، ولا يفوته مرغوب، تخيل أنك في ذلك الصف الطويل، ثم جاء دورك، ووقفت بجانب الآلة لتصرف مالك، والناس بعدك ينتظرون، وإليك ينظرون، ولكن: \" وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد \"، ثم لم تحرك ساكناً، فقد شل الله أركانك، وأعمى بصرك، وأصم سمعك، وفقدت جميع حواسك، انتهت الصلاة في المساجد، وأنت عنها غافل، وبالمال مشغول، تركت الصلاة عمداً، وقد جاء في مسند الإمام أحمد مرفوعاً: \" من ترك صلاة واحدة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله \"، تصور نفسك والناس ينتظرون دورهم، وأنت تقاسي سكرات الموت وغصصه وعذابه وآلامه، تصور نفسك والناس حولك مجتمعون، ولسان حالك يقول: \" رب ارجعون \"، ثم يرفع عملك في ذلك الوقت وقد تركت تلك الصلاة عمداً، فمن ينقذك من بأس الله إن جاءك، ومن تلوذ به من عذاب الله، ومن الذي يعصمك من الله.: \" والذي كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلماً أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون \"، ثم بعد موتك يقتسم مالك ويتمتع به غيرك، هذا هو المال، وهذا هو الحال، في هذا الزمان، مع آلات الصرف الآلي، وحبذا لو أقفلت وقت الصلاة لكن خيراً وأعظم أجراً.
أما البخيل: فالبخيل يستعجل الفقر الذي هرب منه، ويفوته الغنى الذي يطلبه، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب يوم القيامة حساب الأغنياء، فالبخيل هو الوحيد الذي يفرح أهله بموته، ويستبشر ورثته بمرضه وفقده، تجده مستغرقاً في جمع المال بالليل والنهار لا يتعب ولا يفتر، ولا يكل ولا يمل خوفا من الفقر مع أن البخل هو الفقر بعينه، ولقد حذر الله - تعالى - من عاقبة البخل السيئة فقال - تعالى -: \" ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شرٌ لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة \" [آل عمران]، فتجد البخيل يبخل بالمال حتى على نفسه وذلك خوفاً من أن يقل المال أو يفنى، والواقع شاهد على صدق ذلك، فمعظم الناس إذا رأيته قد تمد يدك إلى جيبك كي تتصدق عليه، وهو يملك أموالاً وعقاراً لا تملكه أنت ولا غيرك، ولكن هيئته ولبسه، يدل على أنه ما شكر نعمة الله عليه، فكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \" إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده \"، فأين أثر النعمة على العبد وهو يبخل حتى على نفسه، إن الله جميل يحب الجمال، وتجده أيضًا يبخل على أولاده ويقتر عليهم فلا يعطيهم ما يكفيهم وذلك حبًا في جمع المال. قال - صلى الله عليه وسلم -: \" كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته \" [مسلم]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: \" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً \" [متفق عليه].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: \" دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة (أي عتق رقبة)، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك \" [مسلم].
فويل لمن عاش في هذه الدنيا مغروراً وظن أن السعادة كلها جمع الأموال وتكديسها عنده آلافاً وملايين وعمائر وأراضٍ, وبيوت وعقارات، فهذا هو الخاسر، لقد أنسى الناس حُب المال عن الدين والشرف وجعلهم يتنافسون حطام هذه الدنيا. وما علم أصحاب الأموال أن المال إذا تجاوز خدمة الدين وابتعد عنه فسيكون وبالاً ونكبة على أصحابه، يقول داود - عليه السلام -: \" اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن مال يكون علي عذاباً \"، ولما سئل عيسى - عليه السلام - عن المال قال: \" لا خير فيه، قيل: ولم يا نبي الله، قال: لأنه يُجمع من غير حِل، قيل: فإن جُمع من حِل، قال: لا يُؤدي حقه، قيل: فإن أدى حقه قال: لا يسلم صاحبه من الكبر والخُيلاء، قيل: فإن سلِم، قال: يُشغله عن ذكر الله، قيل: فإن لم يُشغله، قال: يُطيل عليه الحساب يوم القيامة \"، فتأملوا هذه العقبات الخمس وقليل من يتجاوزها سالماً، وذلك لأن الأغنياء يُحاسبون على أموالهم من أين اكتسبوها وفيما أنفقوها، فاستعدوا يا أصحاب الأموال، استعدوا يا من بخلتم بأموالكم، وأعدوا لكل سؤال جواباً، ولا تنسوا أن يكون الجواب صواباً. قال - تعالى -: \" يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم \" [الشعراء].
وليعلم أصحاب الأموال أن لله حقاً فيها، فعليهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم فيها، فطرق الخير كثيرة وعديدة لمن أراد ذلك، ومنها بناء المساجد والمساهمة فيها، ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين والأرامل واليتامى وما أكثرهم في، فالله يعلم بحالهم، هناك أسر لا تعرف من الطعام إلا الخبز اليابس المدهون بالماء، وهناك أسر تلتحف السماء، وبيوت إذا دخلتها كأنك في العصور الغابرة التي لا تعرف من التقدم والمدنية شيئاً وما ذاك إلا لقلة ذات اليد، وهناك أطفال تشردوا، ونساء ضعن، بسبب الفاقة وكثرة الحاجة، فالله المستعان وعليه التكلان، سألوكم ممن مال الله الذي آتاكم، طلبوا من إخوانهم العون ومد يد المساعدة، ومنهم من بادر ثم انقطع، ومنهم من أعرض ولم يستمع، فشكواهم إلى الله،: \" وفي السماء رزقكم وما توعدون \"، قال - صلى الله عليه وسلم -: \" من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مُثل له شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه (يعني شدقيه) يقول أنا مالك أنا كنزك \" [البخاري].
ثم ليتق الله من يتعامل بالربا، فالربا حرب لله ولرسوله، وقد عده النبي - عليه الصلاة والسلام - من السبع الموبقات أي المهلكات، والربا محرم بالكتاب والسنة، قال - تعالى -: {وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} البقرة، وصاحب الربا ملعون، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: \" لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله \" [رواه مسلم]، وزاد الترمذي وغيره: \" وكاتبه وشاهديه \"، وليتق الله من ينفق ماله فيما حرم الله من قمار وميسر وبيع وشراء محرم وغش في معاملاته. كالاشتراك في المسابقات ذات الاتصال المدفوع، سواءً عن طريق البطاقة أو عن طريق الهاتف، فكل ذلك من القمار والميسر، أو المشاركة في المسابقات التي تعرض عبر الشاشات، كمسابقة رمضان للكبار والصغار، ومن يربح المليون، أو الاتصال عن طريق الجوال في من يربح خمسة مليون دولار، أو ما شابه ذلك من المسابقات المحرمة شرعاً، وقد صدرت فتوى هيئة كبار العلماء بهذا الخصوص، قال - تعالى -: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون} المائدة، وليتق الله من دأبوا على أكل أموال اليتامى ظلماً وعدواناً، قال - تعالى -: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً} النساء، وليحذر أولئك الذين يتعاملون بشتى أنواع البيوع المحرمة والمكاسب المحرمة مثل: بيع الدخان والشيشة وبيع آلات اللهو والطرب وبيع أشرطة الغناء، وأشرطة الفيديو والمجلات الخليعة التي تدعوا إلى الرذيلة والبعد عن الحق والدين، ولينته من يؤجر محلاته على من يبيع الحرام للمسلمين ومن ينشره بينهم، فليتق الله أولئك الناس، فكل هذه المكاسب محرمة وهي وبالٌ على أصحابها، فإن الله إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، وليحذر من يتعامل بالرشوة فقد لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" الراشي والمرتشي والرائش \" [رواه الترمذي وابن حبان والحاكم]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: \" كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به \" [رواه البخاري]، وعند الترمذي قال - صلى الله عليه وسلم -: \" لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام \"، فأولئك سيسألون عن هذه الأموال من أين اكتسبوها وفيما أنفقوها، فلا يغتر أولئك بهذه الحياة وما بلغوا فيها من درجات وما كسبوا فيها من أموال، فها هو قارون الطاغية أعطاه الله - عز وجل - من الكنوز ما يعجز عن حمل مفاتحه الأقوياء من الرجال، فعصى واستكبر وعاند وما عرف حق الله في هذا المال فما كان مصيره، يقول الله - عز وجل - في سورة القصص: {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} إلى أن قال - تعالى -: {فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين}.
فاحذروا أيها المسلمون من المال الحرام فهو سبب للهلاك والدمار وعدم إجابة الدعاء، فقد ذكر النبي - عليه الصلاة والسلام -: \" الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنا يستجاب لذلك \" [رواه مسلم]. ومن المال المحرم أن يستدين الإنسان مالاً ثم يجحده، قال - صلى الله عليه وسلم -: \" من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله \" [رواه البخاري وابن خزيمة]، ويحسب هذا أن ما استدانه من مال ثم جحده سينفعه يوم القيامة، بل سيكون وبالاً عليه، وحسرة وندامة، ويسدد ما عليه من الدين حسنات بدل النقود، فانتبهوا واحذروا وردوا الأموال التي استدنتموها إلى أهلها قبل أن يذهب قطار العمر ثم لا ينفع الندم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: \" نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه \" [رواه الترمذي وهو حديث حسن]، وعنه - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: \" أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: \" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار \" [رواه مسلم]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: \" إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة \" [رواه البخاري].
ثم هنيئاً لأولئك الذين عرفوا الله - عز وجل - وتاجروا معه - سبحانه - التجارة الرابحة وأقرضوا الله القرض الحسن، فهنيئاً لهم، ويالفوز أولئك الذين أنفقوا أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية لا يريدون إلا الله، ويبتغون الدار الآخرة، يسألون الله الجنة ويعوذون به من النار، قال - صلى الله عليه وسلم -: \" اتقوا النار ولو بشق تمرة \" [متفق عليه].
هنيئاً لمن بذلوا أموالهم في سبيل الله، فكم من أرملة كادت أن تقع فريسة للأشرار وأهل الفساد فأتاها المال الذي ابتغى صاحبه وجه الله فعفت نفسها وأولادها؟ وكم من فقير ومسكين متعفف أتاه مال ذلك المنفق في سبيل الله فكف يده عن السؤال؟ وكم من يتيم كادت أن تتخطفه أيدي العابثين فحفظه بإذن الله مال المتاجر مع الله؟ فيا لها من أموال ستنفع أصحابها بإذن الله في ذلك اليوم العظيم الذي غفل عنه من غفل، فليبشر من تاجر مع الله وليبشر من أنفق أمواله في سبيل الله، ليبشروا بما بشرهم الله به من الآيات الدالة على فضل البذل في سبيل الله وفضل المنفقين، قال - تعالى -: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} البقرة، وقال - تعالى -: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} البقرة، وقال - تعالى -: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} البقرة، وقال - تعالى -: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم} آل عمران، وقال - تعالى -: {الذين ينفقون في السراء والضراء... إلى أن قال الله - تعالى -: {أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين} آل عمران، وقال - تعالى -: {وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين} سبأ، والآيات في ذلك كثيرة معلومة. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \" أنفق يا ابن آدم يُنفق عليك \" [متفق عليه]، وقال - عليه الصلاة والسلام -: \" لا حسد إلا في اثنتين: وذكر منها: ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار \" [متفق عليه]، والأحاديث في ذلك كثيرة أيضاً.
اللهم اجعلنا من عبادك المتقين، الخائفين الوجلين، الله اغفر لنا ما قدمن وما أخرنا وما أعلنا وما أسررنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، والله أعلم والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد