بسم الله الرحمن الرحيم
يريد الشيطان أن يظفر بالإنسان في عقبة من سبع عقبات بعضها أصعب من بعض، لا ينزل منه من العقبة الشاقة إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به منها، وهذه العقبات التي يحاول الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه أن يزرعها في طريقنا هي كما يلي:-
العقبة الأولى: الكفر بالله وبدينه، وإن ظفر فالإنسان في هذه العقبة بردت نار عداوته واستراح.
العقبة الثانية: البدعة إما باعتقاد خلاف الحق الذي أرسل الله به رسوله وإما بالتعبد بما لم يأذن به الله من الأوضاع والأمور المحدثة في الدين، والبدعتان في الغالب متلازمتان قل أن تنفك إحداهما عن الأخرى كما قال بعضهم تزوجت بدعة الأقوال ببدعة الأعمال فاشتغل الزوجان بالعرس، فلم يفاجئهم إلا وأولاد الزنا يعيشون في بلاد الإسلام تضج منهم العباد والبلاد، وقال شيخ الإسلام: تزوجت الحقيقة الكافرة بالبدعة الفاجرة فتولد بينهما خسران الدنيا والآخرة فإن قطع هذه الحقيقة وخلص منها بذور السنة واعتصم منها بحقيقة المتابعة، انتقل إلى العقبة الثالثة.
العقبة الثالثة: الكبائر، فإن ظفر به فيها زينها له، وحسنها في عينه، وسوف به فترى العبد يشرب الخمر لا يبالي، ثم هو يزني ثم هو يقتل النفس التي حرم الله وهكذا دواليك، فإن قطع هذه العقبة بعصمة من الله أو بتوبة نصوح تنجيه منها، طلبه على العقبة الرابعة.
العقبة الرابعة: الصغائر، فكال له منها بالقفزان، قال: ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم، أو ما علمت بأنها تكفر باجتناب الكبائر وبالحسنات ولا يزال يهون عليه أمرها حتى يصر عليها فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالاً منه، فالإصرار على الذنب أبشع منه، ولا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع الإصرار، أخرج الإمام أحمد في المسند (5/331) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعودٍ, وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه). وفي صحيح البخاري (5949) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب سرى على أنفه فقال به هكذا...!!
فإن نجا من هذه العقبة بالتحرر والتحفظ ودوام التوبة والاستيقاظ وأتبع السيئة الحسنة طلبه على:
العقبة الخامسة: المباحات التي لا حرج على فاعلها فشغله بها عن الاستكثار من الطاعات، وعن الاجتهاد في التزود لمعادٍ, ثم طمع فيه أن يستدرجه منها إلى ترك السنن، ثم من ترك السنة إلى ترك الواجبات، فإن نجا من هذه العقبة ببصيرة تامة ونور هادٍ,، ومعرفة بقدر الطاعات والاستكثار منها، فبخل بأوقاته وضنّ بأنفاسه أن تذهب في غير ربح، طلبه على:
العقبة السادسة: وهي عقبة الأعمال المرجوحة المقصودة من الطاعات، فأمره بها، وحسنها في عينيه، وزينها له وأراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عما هو أعظم منها كسباً وربحاً، لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل، ولكن أين أصحاب هذه العقبة فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأولى، فإن نجا منها بفقه في الأعمال ومراتبها عند الله، ومنازلها في الفضل، ومعرفة مطارديها، والتمييز بين مفضولها وفاضلها، لم يبق هناك عقبة يطلبه العدو عليها سوى واحدة لابد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله وأنبياؤه.
العقبة السابعة: تسليط جنده عليه بأنواع الأذى باليد واللسان على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه العدو بخيله ورجله، وظاهر عليه بجنده، وسلط عليه حزبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد