بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد غافر الذنب وقابل التوب، يفرح لتوبة عباده أشد مما يفرح أحدنا إذا وجد ضالته، وسعت رحمته كل شيء (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من اَبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته ودلك هـــو الفوز العظيم) والصلاة والسلام على سيد ولد اَدم من اجتباه ربه وعلمه وأدبه فأحسن تأديبه كان يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وعلى اَله وصحبه الطيبين السادة الغر الميامين وسلم تسليماً كثيراً
اسأل الله العلي العظيم أن يوفق الجميع إلى سلوك الطريق المستقيم وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلاً وان يرزقنا اجتنابه ثم أما بعد:
لقد قرأت هذه القصة من كتاب جبال الذنوب وسيد الغفران لي أبو طلحة محمد يونس عبد الستار وأحببت أن أشارك بها في:
حدثنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي - ابن الجوزي الحنبلي - أنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر ..... حدثنا جعفر الصائغ، قال: كان في جيران أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رجل ممن يمارس المعاصي والقاذورات، فجاء يوماً إلى مجلس أحمد يسلم عليه، فكانّ أحمد لم يردَّ عليه رداً تاما وانقبض منه، فقال له: يا أبا عبد الله! لمَ تنقبض مني؟ فإني قد انتقلت عمَّا كنت تعهدني برؤيا رأيتها، قال: وأي شيء رأيت؟ قال: رأيت النبي في النوم كأنه على علوّ من الأرض وناس كثير أسفل جلوس، قال: فيقوم رجل رجل منهم إليه، فيقول: ادعُ لي! فيدعو له حتى لم يبق من القوم غيري، قال: فأردت أن أقوم فاستحيت من قبيح ما كنت عليه، قال لي: يا فلان! لِم لا تقوم إليَّ فتسألني أدعو لك؟ قال: قلت: يا رسول الله! يقطعني الحياء لقبيح ما أنا عليه، فقال: إن كان يقطعك الحياء فقم فسلني أدعُ لك، فإنك لا تسبّ أحداً من أصحابي، قال فقمت فدعا لي فانتبهت وقد بغَّض الله إليَّ ما كنت عليه، قال: فقال لنا أبو عبد الله: يا جعفر! يا فلان! حدّثوا بهذا واحفظوا فإنه ينفع.
--------------------
من كتاب التوابين لابن قدامه ص 264
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد