بسم الله الرحمن الرحيم
الراوي:
في أعقاب حوار جميل... حانت الصلاة في البلد الذي أعيش فيه، وكان الطرف الآخر الذي يحاورني في بلد آخر.فاستأذنت منه، للحاق بالصلاة،لأن هتاف السماء يهيب بالعقلاء أن يبادروا لدعوة السماء، كي يعيشوا لحظات فريدة في رحاب مولاهم جل جلاله.
فلم يزد صاحبي على أن قال:(كلمة واحدة، يعلم الله أنها كانت خير من الحوار الطويل كله)
حتى أنني وأنا أكتب خاتمة الحوار _ كفارة المجلس _ أعاد تلك الكلمة بعينها
قال:...هيا.. هيا.. عجّل اذهب إلى مولاك … مولاك ينتظرك..!
- وعلقت كلمات في شغاف قلبي قبل أن تستقر في رأسي..!
وحين وقفت بين يدي الله سبحانه للصلاة رنت نفس الجملة بقوة في قلبي:
مولاك.. مولاك.. مولاك.... ينتظرك..!
وتمثلت أنني بين يدي مولاي وسيدي وحبيبي وخالقي وربي مالك قلبي..
وجاشت مشاعري بشكل عجيب مذهل..
وكانت صلاة خاشعة.. لاسيما حين وصلت إلى السجود وظللت أردد في انكسار:
يا مولاي يا سيدي.. يا خالقي.. ليس لي مولى سواك..
أنا بك كل شيء، وبدونك أنا لا شيء..
ونحو هذه المعاني
حتى كدت أن أبكي بصوت مسموع..!
وبقيت في حالة روحية شفافة..
طوال أربع ركعات، لم يغب عن ذهني أنني بين يدي مولاي مالكا أمري كله..
منكسرا بين يديه.. ومتذللا على أعتابه.. متوسلا إليه بأسمائه ودموعي لم تنقطع!
أتوسل إليه أن يقبلني خادما من خدامه.. وجندياً في ركب دعوته المباركة.. وسلم الإمام، ولا زالت في قلبي بلابل..!
وبقيت في مكاني لا أبرح، وأنا في حالة لا يعلم بها إلا الله سبحانه..!
بل حتى في طريق عودتي للبيت كنت في حالة عجيبة.. اشعر أني اسبح في بحر من نور خالص..
صحيح أنها لحظات.. ولكنها تساوي العمر كله..!
ومن أجل تحصيلها مرة أخرى.. يسعى العاقل إليها بكل سبيل، ويطرق من أجلها كل باب..
لحظات … لو طلب منك أن تبيع الدنيا لتحصل عليها، لكان الثمن والله قليل..!
وبمجرد أن دخلت فتحت الجهاز..
فوجدت محاوري لا زال موجودا، كأنما هو ينتظرني..
وسرعان ما أمطرته بشلال متدفق من الدعوات الروحية المتصلة
وهو يقول: خير.. خير.. خير.. آمين.. آمين.. خير.. خير..اللهم آمين
وأنا أمضي في طريقي بدعوات كثيرة.. كثيرة..
حروفي نفسها تكاد تبكي لتلك الروحانية الواضحة فيها..!
وصاحبي لا يزال متعجبا، لا يدري ماذا صنعت بي كلماته تلك..
ثم شرعت أحدثه بما كان وما هو لا زال كائنا حتى تلك اللحظة..!
سبحان الله، ما أروع صحبة الأخيار..!
هم كنز،ثمين لا يفرط فيه إلا أحمق
ليتني استطعت أن اكتب نفس حرارة مشاعري في تلك الصلاة..
لجعلت من يقرأها ينفعل بها.. ويبكي معها..
يتأثر بها إلى درجة أن يكررها بينه وبين نفسه في صلاته..
ليتني أستطيع أن أوصل شحنة التأثير، لاطمأننت أنني نجحت في دفع إنسان نحو الله بقوة، ومن أقرب طريق..
ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد