خطورة الهجر والقطيعة والشحناء والاختلاف وأهمية الصلح والإصلاح والألفة والائتلاف


 

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله والحمد لله وحده وبه نستعين وصل اللهم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين. أما بعد:

فإنَّ الإسـلام تميزَ بخصائص كثيرة منها: الحرص على تنمية العلاقة الإيمانية بين المسلمين قال - تعالى - {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون} والهجر والقطيعة كبيرة من كبائر الذنوب فأحببت أن أذكر نفسي وجميع المسلمين أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال {لا يحل لمسلم أن يهجرَ أخاه فوق ثـلاثة أيـام يلقاه هذا فيعرض عنه وأيهما بدأ بالسلام سبق إلى الجنة} وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال {تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال. أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا} فإنَّ المسلم لا يبغض أخاه ولا يحـسـده ولا يـقـاطـعـه بل هـو أخ لكل مسلم. إذا تألم , يتألم لألمه , وإذا فرح , يفرح بفرحه , يـغـض الطرف عن الـزلات والـهـفـوات , فورد في الحديث {من هجر أخـاه سـنـة فهو كسفك دمه} وسلامة القلب والصدر وحب الخير للناس أمره عظيم فقال الله - تعالى - {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا. واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} وقال - تعالى - {فاتقوا الله وأصلحوا ذاتَ بينكم} قال - تعالى - {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} قال - تعالى - {فاعف عنهم واصفح إنَّ الله يـحـب الـمـحـسـنـين} قال - تعالى - {ولا تـنـازعـوا فـتـفـشـلـوا وتـذهـب ريـحـكم} قال الله - تعالى - {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات} قال الله - تعالى - {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً} قال الرسـول صل الله عليه وسلم {التوبـة تجب ما قبلها} وقال الرسـول صل الله عليه وسلم {التائـب من الـذنـب كمن لا ذنب له}.

 

فأبشر بالـخير يا أخي المصلح بالأجـر العظيم من الله الكريم إن صلحت النية وأخلصت العمل لله - تعالى - متبعاً منهج الـرسـول - صلى الله عليه وسلم - وصحـبـه الكرام - رضي الله عنهم -والسلف الصالح رحمهم الله فـسـوف نصلح جميع أمورك إن شـاء الله - تعالى -.. والله - سبحانه و تعالى - أعلم.

 

أسـأل الله الكريم الرحيم أن يهدينا جميعاً إلى صـراطـه المستقيم وأن تصلح نياتنا وأعمالنا وأقوالنا وإعتقادنا وأحوالنا وأخلاقنا وأهلينا وذرياتنا , مع عفو وعافية , كما أسـأله أن ينفعني وإياكم بما نسمع ونقول وأن يرزقنا العلم النافع والـتـسامـح والحـلـم والأنـاة لنطرد به الجهل والغضب.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply