انظــروا... مــاذا قــدّم للمــلك؟؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أراد التـّقــــــــرّب

ونيــــل الزّلــفـى

 

التـّـقرّب إلى مـن؟

إلـــــــى المـــــــــلك

انطــرح له ذلـــيـلا

لم يكتف بذلك بل سجــد بين يديه

 

لــكـنه لم يُحسن اختيار الهدية

 

إذ اختار ثوبا باليا ممزقا مرقعاً

 

لمـــــــــــاذا؟

ليُقدّمه للملك!!!

 

أيليق ذلك بالملك؟؟

 

لا يليق بآحاد الناس

بل لا يليق بالفقراء

بل لو أهداه لمجنون لـردّه عليه!

 

أكان على علم به؟؟

 

نــــــــعـــــــــــــــــم

 

إذاً... لماذا قـدّمــه؟؟

 

وكيف تجـرأ على فعـلـته؟؟

 

وقدّم للملك ما لو قـُدِّم له هو لوَصَـفَ من قدّمه بالبخل!!

 

إذ كيف يُقدّم ذلك لي؟؟

 

لقد قـدّم للملك ما لا يرضاه لنفسه

 

هل تريدون معرفة السبب؟؟

 

أم معرفة المقصود من ذلك؟؟

 

إنه أنا وأنت

 

إنه أنتِ و هي

 

قدّمنا أعمالنا قـُـربة وطاعة بين يدي

الملك القدوس السلام

وانطرحنا بين يدي الملك الدّيّـان ليقبلها

لكنها ربما كانت مخرّقة مرقعة

وربما كانت بالية!

 

يا لحيائنا من ربنا

 

كيف تجرأنا على ربّ السماوات العـُـلى؟؟

وعلى تقديم قـُربة وطاعة تـُقرّبنا من ملك الملوك سبحانه

وهي بتلك الحالة؟؟

 

قال محمد بن المنكدر - رحمه الله -: الصائم إذا اغتاب خـَرَق، وإذا استغفــر رقــع.

 

وقال بعض السلف:

الغيبة تخرق الصيام والاستغفار يرقعه، فمن استطاع منكم أن لا يأتي بصوم مخرق فليفعل.

 

هل أدركنا ذلك؟؟

 

ربما نحن نتقرّب إلى الله بهذا الصيام المخرّق المرقع

 

فوا حياءً من الله

 

أنرضى ذلك للملك القدوس السلام؟؟

أنرضى له سبحانه ما لا نرضاه لأنفسنا؟؟

 

نحن جميعا لا نرضى ولا نقبل أن يُهدى إلينا ثوب مرقع مخرق

 

فكيف رضيناه لربنا؟؟

 

لعل في هذا زاجراً للنفوس

أن تقع في أعراض عباد الله

 

ولعل فيه عِضـة وعبرة

لكـي نحســن العمــل

إن الله يُحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه

 

فيا إخوتاه

ويا أخياتي

 

دعونا نقف مع أنفسنا وقفة محاسبة

وقفـــــــة مُصــارحــــــــة

 

كم رصيدنا من الأعمال الصالحة الخالصة؟؟

كم هي الأعمال الصالحة التي قدمناها على الوجه المرضي؟؟

كم من عمل صالح عملناه بإتقـان؟؟

كم نعقـل مــن صـــلاتـــنا؟؟

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها خمسها ربعها ثلثها نصفها.

 

فكم هو نصيبك منها؟؟

 

كم عملا أنجزت وأنت بين يدي مولاك؟؟

كم طريقا سلكت وأنت في صــــلاتك؟؟

 

كم فستاناً أصلحتِ وأنتِ في صلاتكِ؟؟

كم زيارة زرتيها وأنتِ في صلاتكِ؟؟

 

كم بيتاً شيدناه ونحن نقف بين يدي ملك الملوك سبحانه؟؟

 

بل كم حذاء اشتريناه ونحن في بيت من بيوت الله وبين يدي صاحب الفضل والإنعام؟؟

وكم تـَسَوّقنا ونحن في قـُربة وطاعة نتقرّب بها إلى الملك الديان؟؟

 

ورُبّ صاحب مهنة أصلح الخلاّط و (السيفون) وهو في صلاته!!!!

 

شتان بيننا وبين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -

الذي كان يُجهّز الجيوش وهو في صلاته

 

بل نادى أحد قادته وهو على المنبر يخطب

فصاح: يا سارية الجبل. يا سارية الجبل.

فأكرم الله أمير المؤمنين بأن بلـّـغ صوته للقائد (سارية)

فانحاز ساريةُ إلى الجبل فنصرهم الله.

 

لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم **** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply