هكذا فليكن الوداع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا عبد الله، هل أنت عازمٌ على الصدق مع الله أن لا تعود إلى ذنبٍ, تبتَ منه.

أم أنت ممن ينتظر الفراغ من الصيام، ليعود على ما كان عليه من المعاصي والآثام؟

 

كيف صنعتَ في صلواتك في هذا الشهر، هل فاتك منها شيء، وهل أنتَ عازم على سدِّ الخلل الذي وقع في تلك الصلواتِ الفائتة؟

 

هل أديتَ زكاةَ مالِك، طيبةً بها نفسك، وتخيرت من المال أحبّه إليك؟

هل جنَّبتَ صيامك كلَّ مبطلاتِه، وصنتَ لسانك عن القيل والقال؟

هل تعلمتَ كيف تتَّقي ربَّك في رمضان، وحققتَ ما من أجله شُرع الصيام، كما قال – تعالى -:

[يَـأَيٌّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُون َ].

فحفظتَ لسانك عن قول الحرام، وعينك عن رؤية الحرام، وأذنك عن سماع الحرام، وفرجك عن غشيان الحرام، وبطنك عن أكل الحرام؟

 

يا عبد الله، أَكثِر من الاستغفار في نهاية الشهر، فإنَّه من علامات سعادة العبد، وهكذا شأن الاستغفار مع الأعمال كالطابع إن كانت صالحة، وكفارةً إن كان فيها تفريط.

 

وأَكثِر من شكر الله الذي أنعم عليك بإتمام الصيام، فإنَّه نعمةٌ عظيمة، وتوفيقٌ كبيرٌ من الله لعبده، قال الله – تعالى -: [وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرُونَ] أي: تشكرون الله على ما أنعم به عليكم، من توفيقه لكم بالصيام والقيام، وإعانته لكم، فحقه سبحانه وتعالى أن يطاع فلا يعصى، وأن يُذكر فلا ينسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.

 

اللهم يا مجيب المضطرين، ويا غياث المستغيثين، تقبل منا صيامنا، وقيامنا، ودعاءنا، وتوبتنا، ولا تجعلنا من المحرومين. اللهم، هذا جهدنا، ومنك القبول، وهذا تقصيرنا، ومنك المغفرة، فاغفر لنا مغفرة من عندك، وتقبلنا في المفلحين، ولا حول ولا قوة إلا بك.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply