يا ليت لنا مثل هؤلاء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لمـا لقـي هــارون الـرشـيد فضـيل بن عياض، قال له الفضيل: يا حسن الوجه، أنت المسؤول عن هذه الأمة، حدثنا ليث عن مجاهد: { وتقطعت بهم الأسباب }، قال: الوصل التي كانت بينهم في الدنيا، قال: فجعل هارون يبكي ويشهق.

 

وقال له ابن السماك يوماً: إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث منه وحدك، فاحذر المقام بين يدي الله - عز وجل - والوقوف بين الجنة والنار، حين يؤخذ بالكظم، وتزل القدم، ويقع الندم، فلا توبة تقبل، ولا عثرة تقال، ولا يقبل فداء بمال، فجعل الرشيد يبكي حتى علا صوته.

 

ووعظه يوماً فقال: إن لك بين يدي الله ـ تعالى ـ مقاماً، وإن لك من مقامك منصرفاً، فانظر إلى أين منصرفك؟ إلى الجنة أو إلى النار، فبكى الرشيد.

 

بمثل هذه المواقف الخالدة حفظ لنا التاريخ صوراً من عزة العلماء، وهيبة الحكام لهم، وأثرهم فيهم، وقولهم كلمة الحق، لا يخافـون في الله لومة لائم، ولا يرجون من ورائها مغنماً رخيصاً، تذكروا أمامهم عظمـة الله فصغر كل شيء دونه، وتمثلوا وقوفهم بين يديه فأخذوا لذلك الموقـف أهبته، فيا ليت لنا مثل هؤلاء!!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply