بسم الله الرحمن الرحيم
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …وذكر منهم …شاب نشأ في طاعة الله )وثبت عن أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ قال يوم أحد: ( واهاً لريح الجنة إني لأجد ريحها من وراء أحد ).
حدثني الدكتور قائلاً:
اتصل بي من المستشفى، وأخبروني عن حالة خطيرة تحت الإسعاف، فلما وصلت إذا بالشاب قد توفي ـ رحمه الله ـ ولكن ما هي تفاصيل وفاته؟ فكل يوم يموت المئات بل الآلاف، ولكن كيف تكون وفاتهم؟!! وكيف خاتمتهم؟!!
أصيب هذا الشاب بطلقة نارية عن طريق الخطأ، فأسرع والداه ـ جزاهما الله خيراً ـ به إلى المستشفى العسكري بالرياض، ولما كانا في الطريق التفت إليهما الشاب وتكلم معهما !! ولكن !! ماذا قال؟ هل كان يصرخ ويئن؟!
أم كـان يقول أسرعوا بي للمستشفى؟! أم كان يتسخط ويشكو؟! أما ماذا؟!
يقول والداه كان يقول لهما: لا تخافا !! فإني ميت، واطمئنـا فإني أشم رائحة الجنة… ليس هذا فحسـب بل كرر هذه الكلمات الإيمانيـة عند الأطباء في الإسعـاف … حيث!
حاولـوا وكرروا المحاولات لإسعافه… فكان يقول لهم: يا أخواني إني ميت لا تتعبوا أنفسكم … فإني أشم رائحة الجنة …
ثم طلب من والديه الدنو منه وقبلهما، وطلب منهما السماح، وسلّم على إخوانه ثم نطق بالشهادتين!!
\" أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله \"، ثم أسلم روحه إلى بارئها ـ سبحانه وتعالى ـ.
الله أكبر !!!
ماذا أقول وبم أعلق؟ أجد أن الكلمات تحتبس في فمي، والقلم يرتجف في يدي، ولا أملك إلا أن أردد وأتذكر قول الله ـ تعالى ـ:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ولا تعليق عليها( إبراهيم آية 27 ).
ويواصل محدثي فيقول أخذوه ليغسّلوه فغسله الأخ ضياء مغسل الموتى بالمستشفى وكان أن
شاهد هو الآخر عجباً!.
كما حدثه بذلك في صلاة المغرب من نفس اليوم!!
أو لاً: رأى جبينه يقطر عرقاً. قلت لقد ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أن المؤمن يموت بعرق الجبين … وهذا من علامات حسن الخاتمة.
ثانياً: يقول كانت يداه لينتين وفي مفاصله ليونة كأنه لم يمت، وفيه حرارة لم أشهدها من قبل فيمن أغسلهم!!
ومعلوم أن الميت يكون جسمه بارداً وناشفاً ومتخشباً.
ثالثاً: كانت كفه اليمنى في مثل ما تكون في التشهد قد أشار بالسبابة للتوحيد والشهادة وقبض بقية أصابعه … سبحان الله … ما أجملها من خاتمة نسأل الله حسن الخاتمة!
أحبتي … القصة لم تنته بعد!!
سـأل الأخ ضياء وأحد الأخوة والده عن ولده؟ وماذا كان يصنع؟!
أتدري ما هو الجواب؟!
أتظن أنه كان يقضي ليله متسكعاً في الشوارع أو رابضاً عند القنوات الفضائية والتلفاز يشاهد المحرمات، أم يغطٌّ في نوم عميق حتى عن الصلوات، أم مع شلل الخمر والمخدرات والدخان وغيرها ؟!
أم ماذا يا ترى كان يصنع؟! وكيف وصل إلى هذه الخاتمة التي لا أشك أخي القارئ أنك تتمناها … أن تموت وأنت تشم رائحة الجنة!.
قال والده:
لقد كان غالباً ما يقوم الليل… فيصلي ما كتب الله له، وكان يوقظ أهل البيت كلهم ليشهدوا صلاة الفجر مع الجماعة، وكان محافظاً على حفظ القرآن، و كان من المتفوقين في دراسته الثانوية، قلت صدق الله: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم ) فصلت آية 32.
كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر )
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد