بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأب ردا\" على سؤال ضابط المباحث: كيف كشفتم أن ابنك أقدم على انتحار؟
يجيب الأب: كنا نجلس على مائدة الغذاء، وأثنائها سمعنا صوتا قويا يصدر من غرفة أبني وعندما دخلنا أنا وأخوته البنات وجدنا الدماء تنزف من فمه ورأسه وحبل الغسيل مربوط على رقبته، والجزء الأخر مربوط بالمروحة، ويبدو أن المروحة كانت السبب في نجاته لأنها لم تتحمل وزنه فسقط على الأرض، والحمد الله أنه قد نجا، وعندما طلب منه ضابط المباحث بعض المعلومات عن ابنه المنتحر أجاب الأب بأن أم أبني تعيش في الأردن، وهو يزورها بين فترة وأخرى للاطمئنان عليها، وكلما كان يسافر إليها أعطيه مبلغا من المال لكي يسلمه لها بالرغم من أنها طليقتي، ولكنني أساعدها قدر الإمكان، وولدي هذا لم يكن يشعر بأمه، ولم تكن تعني له شيئا\" ولكن بعد أن صار يتردد عليها انقلب حاله، وأصبح لا يحب الكلام مع أحد، وكان يفضل العزلة، وفي السابق كان يعمل في سلك الجيش ومنذ سنتين القي القبض عليه وبحوزته حبوب الهلوسة أثناء عمله ونتيجة لذلك تم فصله من الخدمة، وحاولنا قدر المستطاع أن نعيده ولكن كان القانون أقوى منا، ولقد اكتشفت بعد ذلك أنه يعالج بمستشفى الطب النفسي نتيجة إدمانه حبوب الهلوسة وعندما علمت بذلك أخذت في مراقبته فلاحظت أنه منطوى على نفسه، ولا يحب الاختلاط بأحد، فهو يقضى النهار نائما ويخرج من البيت في ساعة متأخرة من الليل وكان دائما يعود صباح اليوم التالي. ولقد أضاف الأب موجها حديثه إلى ضابط المباحث إلى أن زوجته قد توفيت منذ زمن قصير. أما طليقتي الموجودة بالأردن فذهبت إلى هناك أثناء الغزو العراقي وعشقت رجل من الجنسية الفلسطينية، وتخلت عنا وذهبت مع هذا الرجل إلى العراق فاحتضنت أولادي وطلقتها، وبعد التحرير سمعت أنها طلقت من زوجها الفلسطيني، وفي تلك السنة أيضا توفيت زوجتي الأولى وفي ظل أحزاننا طلب أولادي أن يزوروا أمهم فوافقت وقمت بحجز تذاكر الطائرة لهم بنفسي وحصلت على سلفة لكي يسلمها أولادي لامهم، وعندما عادوا الكويت بعد زيارتهم لأمهم لاحظت أنهم ليسوا سعداء لدرجة أنني ندمت على السماح لهم بالسفر لامهم هنا طلب ضابط المباحث من الأب السماح له باستدعاء أخواته البنات حتى تتفتح له الصورة لأنه في مقابلته للأب لم يستطيع أن يتوصل إلى أي شيء يفسر له أسباب انتحار ابنه. وعندما استدعى ضابط المباحث أخوة الشاب المنتحر البنات، وسألهم عن سبب انتحار هذا الشاب أخوهم الشقيق فأشارت إحداهن إلى أنهم كانوا يستقبلون مكالمات أمهم كانت لدينا رغبة في زيارتها ولكن عندما ذهبوا إلى زيارتهم الأخيرة إلى أمهم في الأردن اكتشفوا أنها تعمل راقصة في ملهى ليلي واكتشفوا أيضا أنها متزوجة من بلطجي وهو رجل قوى البنية يحميها أثناء رقصها وكان أكثرنا حزنا أخي الذي تشاجر مع زوج أمه وهو غير مصدق أن أمه تعمل راقصة، ولقد تأكد الأخوة أن أمهم هي التي طلبت حضورهم ليس حبا فيهم، ولكن من أجل الفلوس التي سوف يحضرونها معهم من الكويت حيث سارعت ألام بمجرد وصولهم إلى الأردن بتفتيش حقائبهم واستولت على الفلوس التي كانت معهم والسلاسل الذهبية التي كانت مع بناتها. المهم أن الأخ الأكبر لهم صدم من صورة أمه التي اكتشفها على حقيقة، ولكنه مع ذلك كان يقول لها يوميا ويلح عليها بأن تترك العمل في الملهى الليلي وفي مقابل ذلك فهو مستعد أن يعطي لها أي شيء تحتاجه ولكن أمه ردت عليه بأنه إذا أراد أن تترك هذا العمل فيجب أن تؤمن لها فلوسا\" كثيرة لأنها على حد قولها مديونة، وإذا لم تسدد ما عليها من ديون فسوف تدخل السجن، وتضيف الأخت الكبرى أن هذا يعد السبب الحقيقي لإدمان شقيقها حبوب الهلوسة، وكذلك انطوائه ولهذا السبب كان دائم التردد لمراجعة حالته التي تدهورت بمستشفى الطب النفسي حيث أدمن على حبوب الهلوسة، ولكن الذي لفت نظر ضابط المباحث قول شقيقته عند انتهاء المقابلة أنه كان يحضر لي الكثير من المشغولات الذهبية ويطلب منها بيعه، وبرر ذلك بأن حصيلة البيع كان يرسله لامه. هنا إصدر ضابط المباحث الأمر بتفتيش منزل الشاب المنتحر، بعد أن أخذ أذن من النيابة بذلك، وتم تفتيش غرفة الشاب في البداية فتم العثور على خاتم يحمل فصوصا\" ولونه فضي وسأل الضابط شقيقات الشاب المنتحر عن مدى ملكية هذا الخاتم؟ ولكنهم نفوا جميعا\" ملكية هذا الخاتم وقام ضابط المباحث باستدعاء أحد المتخصصين في سوق الذهب وسلمه الخاتم، وبعد أن تم فحصه أبلغه المتخصص بأن سعر الخاتم يتجاوز الألفين دينار، ومن هنا أيضا أعاد الضابط تفتيش حيث عثر في تانكي المياه في أعلى السطح على مصوغات ذهبية متنوعة، وعثر أحد الكاشيات في أعلى السطح على مبلغ وقدره ثلاثة آلاف دينار مع مجموعة من الولاعات الذهبية، والأقلام الفاخرة، وهنا علم الضابط أن الشاب المنتحر ربما له عمليات مشبوهة من جراء هذه الأغراض المتنوعة التي وجدها في تانكي المياه، وتم استدعاء والده وبسؤاله عن مصدر هذه الأشياء فأشار والده بأنه لا يعرف لابنه إلا صديق واحد أبلغ الضابط عن اسمه وعنوانه وقام ضابط المباحث بضبط صديق الشاب المنتحر حيث عثر معه على مبلغ 800 دينار مع سلسلة ذهبية. وبعد أن حاصره الضابط بالأسئلة اضطر إلى الاعتراف بأنه وصديقه الشاب المنتحر يسرقون من البيوت وغرف النوم بالذات بقصد سرقة الذهب ثم يعطونه لأخت الشاب المنتحر كي تبيعه في سوق الذهب وأبلغ الضابط أصحاب البيوت التي تم سرقتها بعد أن اعترف صديق الشاب المنتحر عن عناوين هذه البيوت واستدعى ضابط المباحث أصحاب هذه البيوت لاستلام الذهب الذي سرق منهم. وفي هذه اللحظة وردت إشارة من المستشفى تفيد بأن الشاب قد فارق الحياة نتيجة ارتجاج بالمخ ونزيف داخلي، وهنا أيضا بكي صديق الشاب المنتحر وأبلغ ضابط المباحث بأنهما كانا يسرقان البيوت ويبيعون الذهب والأشياء الثمينة من خلال أخت الشاب المنتحر، ثم يشترون بثمنها حبوب الهلوسة وكميات كبيرة من مخدر الهيروين، وقد أغلقت القضية المملوءة بالغموض وأحيل صديق الشاب المنتحر إلى النيابة ومعه أخت الشاب المنتحر التي أنكرت ما قامت به لضابط المباحث أول مرة أحالتهما النيابة إلى القضاء حيث تم الحكم على صديق الشاب المنتحر بالحبس عشر سنوات مع الشغل والنفاذ، وعلى أخت الشاب المنتحر بالحبس سنة وستة أشهر وبعد،،، فهذه مأساة شاب جاء ضحية أسرة مفككة وغير متماسكة الأب … تزوج مرتين الأولى كويتية وماتت والثانية عراقية احترفت مهنة الرقص في ملهى ليلي بالأردن وهى أم الشاب المنتحر الذي فوجئ بأن أمه تمتهن مهنة لها سمعة سيئة، مما أفقده رشده واتزانه، أراد تعويض ذلك من خلال إدمان حبوي الهلوسة لكي ينسى الواقع المهين الذي يحاصره، وعندما فصل من عمله نتيجة إدمانه حبوب الهلوسة لجاء إلى سرقة المشغولات الذهبية بمساعدة صديقه لكي يستطيعا الأنفاق على إدمان هذه الحبوب المهلوسة وإدمان الهيروين..ولقد كان نتيجة أو نهاية إدمان الحبوب المهلوسة سبق أن أشرنا إليه..من أصابه المدمن بحالة من الاكتئاب تجعل حياته لا قيمة لها، وفي هذه الحالة لا يفكر ألا في التخلص من حياته وقد كان....
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد