بسم الله الرحمن الرحيم
قد يظن الإنسان حاله في يوم من الأيام أنه أفضل من غيره بل قد يصل العجب في الشاب المستقيم بأن يعتقد أنه ضمن الجنة, ونسي المسكين مع سعة علمه وكثرة إطلاعه أنه قد يفتن في آخر لحظة في حياته ينظر إلى العاصي وكأنه كافر يعتقد أن التوبة لن تغمره في يوم من الأيام -سبحان الله- تناسى أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء, غفل وغرته عبادته, وقصر ثوبه, وطول لحيته ما علم بقوله - صلى الله عليه وسلم - :( ..إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها).رواه البخاري ومسلم.أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -.
من هنا كانت بداية أولئك الشباب
كانوا أصحاب أحوال..
كبقية شباب الأمة إلا ما رحم ربي...
ولكن ما ضرهم ذلك.. فقد أعلنوها توبة صادقة لله رب العالمين..
كانوا ثلاثة شباب.. من الله على أحدهم بالاستقامة فاجتهد على صاحبيه حتى سلكا الطريق..
نعم.. وهكذا تكون الأخوة الصادقة..
أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك..
المهم أن الشباب الثلاثة استقاموا..
بل أصبحوا يتواعدون يوميا يقومون الليل بأحد المساجد ...
تجدهم في الثلث الأخير من الليل لهم خنين من البكاء ..
توبة صادقة تولد بكاء الأسحار ..
في أحد الأيام والشباب ذاهبون كما اعتادوا إلى مسجدهم لقيام الليل..
إذا بصوت مزق أرجاء السكون وحطم طمأنينة الهدوء...
إنه مزمار إبليس.. الغناء
كانت سيارة فارهة تعج بأصوات الغناء...
الله المستعان الرب - سبحانه- .. ينزل في الثلث الأخير من الليل ويقول: هل من داع فأجيبه هل من مستغفر فأغفر له ..
وشباب الأمة يجاهرون بالغناء ...
تردد الشباب في البداية...
ننصحه... ؟! لا ننصحه... ؟!
ثم عزموا أمرهم ودعوا الله أن يجعل هدايته على أيديهم.
أشروا له بالسيارة..
فنزل منها...
رجل ضخم الهيأة أسود اللون ذا قوة عظيمة...
سلموا عليه فرد السلام...
يحسبهم يريدون المضاربة...
وقال في نفسه من يريد المضاربة لا يبدأ بالسلام..
ذكروه بالله وأخذوا يسردون عليه ما أعد الله للمتقين وما أعد للفاسقين..
ما ارتدع..
ثم إذا به يفجر الكلمات حتى كادت تنزل كالصاعقة على الشباب ..
قال: ما عرفتموني ...
أنا حسان ؟؟..
ما خلقت النار إلا لأجلي...
أنا حسان؟..
عصيت الله بشتى أنواع العصيان..
هل تظنون أن الله يقبل توبتي؟!!..
فذكروه.. كيف لا وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات..
وذكروه بسعة رحمة الله بكى حسان وذهبوا جميعا لأداء صلاة الفجر....
وفي الصلاة انفجر حسان بالبكاء..
فقد تلى الإمام آيات يرق لها القلب وتدمع لها العين...
هنؤوه بالتوبة وهنأه أهل المسجد..
ثم ذهبو لأبيه فهو أحق الناس بالفرح بتوبة ابنه..
أبوه في إحدى المساجد القريبة يجلس حتى شروق الشمس..
دخل حسان المسجد عند أبيه..
وما إن رآه.
انتثرت دعوات أبيه عليه
حسان؟؟؟!!..
أحرق الله وجهك بالنار يا حسان...
حسان؟؟؟ عذبك الله كما عذبتني يا حسان.
وحسان يبكي ..
فهدأ الشباب روعه وأخبروه أنه تائب عائد إلى الله بعد طول غياب ...
مرت الأيام ولا تتصور مدا فرح الأب والأم بتوبة ابنهم ..
ولكن لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ..
لقد بات الحرب الشيوعية ضد المسلمين في الأفغان ..
وقرر أصحاب حسان الثلاثة الخروج إلى أرض الجهاد ...
للذود عن الأعراض والدفاع عن الدين ...
عباد ليل إذا جن الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخد أجراه
وأسد غاب إذا صاح الجهاد بهم *** يمضون للموت يستجدون لقياه
حسان فكر في الأمر مليا, الأمر فيه جنه وحور وقصور...
وذنوبي كثيرة ذهب ليستأذن والداه ..
فلذة كبد هما سيمضي للجهاد قد لا يعود ماله إلا أيام فرحوا بها في توبته ..
أشار أبو حسان عليه وأذن له بالخروج على أن يكون شفيعا لوالداه إذا ما استشهد ..
حسان يقول لأبيه: لن يكفر ذنوبي إلا أن تتقطع أشلاء جسمي في سبيل الله...
الله أخبر.. لسان حاله..
قد بعت والله اشترى
هناك على أرض الجهاد وعلى إحدى جبال الأفغان الشاهقة ..
وقف المجاهدون يذودون عن الأمة يوم أن تخلف من تخلف ...
وفي إحدى غارات الروس ..
سقط حسان من أعلى الجبل كما تمنى..
أتو أصحابه ينادوه...
حسان... حسان......
هل أنت حي يا حسان حسان...
وجدو حسان لقد قطعت الحجارة أجزاء جسمه ....
الدم من كل مكان ينزف ...
كم تمنى...
تأسو على حال حسان...
حسان يناديهم يقول صه صه ..
والله إني لأسمع صوت الحور العين ينادينني من خلف هذا الجبل ...
والله إني لأسمع صوت الحور العين.. ينادينني من خلف هذا الجبل ..
سبحان مبدل الأحوال...
السيارة تهتز من الغناء في الثلث الأخير من الليل ...
والآن يسمع صوت الحور العين ينادينه...
هنيئا لمن صدق في التوبة ...
هنيئا لمن كانت له التوبة بعد الأوبه..
هنيئا لكم أيها التائبين..
وهذه وقفه:
لكل شاب مسقيم أن يراجع نفسه ..
هل حاول أن ينزل للشباب العصاة أم تخاذل عن الدعوة إلى الله...
فكم الآن من بين الشباب مثل حسان وألف ألف حسان لكنهم ينظرون أصحاب حسان..
وجزاكم الله كل خير .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد