أسير البر !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

عالم فسيح، يضيق أحيانا، ينفرج هذا العالم بدعاء الوالدين، حقهما مقرون بأعظم حق وهو التوحيد، وأقبح ذنبٍ, وهو الشرك، (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا).

نعم، فالبر لا يبلى بل من فعل البر مرة صار من أهله، ولا بطلقة من طلقاتها، صيحة أطلقها عمر لما قال له رجل وهو يطوف بأمه على ظهرها: هل تراني أديتها حقها، فقال عمر: ولا بطلقة من طلقاتها.

 

معشر الشباب....

وهل يشقى من ببر والديه أبلى، كلا، أنمُوذج فريد لشاب من شباب هذا العصر، حينما تملكني اليأس، وتلفت ورأيت العقوق، جاءت هذه القصة لتعيد لنا الأمل، أسره بره بوالديه، فحق لنا أن نسميه أسير البر، وتلك قصته، شاب من الشباب، لازم والده على فراش المرض، مدة خمسة عشر عاما، أعيد مرة أخرى، لأقول خمسة عشر عاما، كان يلازمه طول مده مكثه في المستشفى، وكان لا يخرج إلا في يومي الخميس والجمعة لقضاء حاجاته وغسيل ملابسه، ثم يصلي صلاة الجمعة ويعود إلى والده ملازماً له، وهكذا حتى توفي والده - عليه رحمة الله تعالى -.

طالما عرضت عليه والدته الزواج، ولكنه أبى، وكان يقول لأمه: أماه، لقد تزوجت البر!

انتقل بعدها إلى جوار أمه ليقوم على خدمتها، وكانت هي الأخرى قد أصابها مرض حتى توفاها الله - تعالى -.

لله دره ما أنبله وما أحسنه وما أجمل صنيعه!!

كنت أرى دور رعاية المسنين فآسى وأحزن، يقتلني اليأس حتى وقفت على قصة هذا الشاب فأحيت في نفسي الأمل.

فيا شباب الأمة، بروا آبائكم وأمهاتكم تفلحوا، فإن الجزاء من جنس العمل، وهي دقة بدقة، وإنك لا تجني من الشوك العنب، ومن راب سعادة فليلزم طاعة والديه وبرهما في غير معصية الله - تعالى -.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply