بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن: عابدا سمع قوما يعبدون شجرة من دون الله، فحمل فأسا وذهب ليقطع تلك الشجرة، فلقيه إبليس في صورة شيخ، فقال له:
إبليس: إلى أين وأي شيء تريد؟ يرحمك الله
العابد: أريد قطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله
إبليس: ما أنت وذاك؟ تركت عبادتك وتفرغت لهذا. فالقوم أن قطعتها يعبدون غيرها.
العابد: لا بد لي من قطعها
إبليس: أنا أمنعك من قطعها
فصارعه العابد وضربه على الأرض، وقعد على صدره
فقال له إبليس: أطلقني حتى أكلمك, فأطلقه فقال له: يا هذا إن الله - تعالى - قد أسقط عنك هذا، وله عباد في الأرض لو شاء أمرهم بقطعها
العابد: لا بد لي من قطعها
فدعاه للمصارعة مرة ثانية، وصرعه العابد. فقال له:
إبليس: هل لك أن تجعل بيني وبينك أمرا هو خير لك من هذا الذي تريد؟
العابد: وما هو؟
إبليس: أنت رجل فقير، فلعلك تريد أن تتفضل على إخوانك وجيرانك وتستغني عن الناس
العابد: نعم
إبليس: ارجع عن ذلك، ولك علي أن أجعل تحت رأسك كل ليلة دنارين تأخذهما تنفقهما على عيالك, وتتصدق منهما فيكون ذلك أنفع لك وللمسلمين من قطع هذه الشجرة,
فتفكر العابد وقال: صدقت فيما قلت, فعاهدني على ذلك وحلف له إبليس
وعاد العابد إلى متعبده فلما أصبح العابد رأى دينارين تحت رأسه، فأخذهما، وكذلك في اليوم الثاني. فلما كان في اليوم الثالث وما بعده لم ير العابد شيئا، فغضب وأخذ الفأس وذهب نحو الشجرة ليقطعها، فاستقبله إبليس في صورة ذلك الشيخ الذي لقيه أول مرة، وقال له:
إبليس: أين تريد؟
العابد: إلى قطع هذه الشجرة
إبليس: ليس إلى ذلك من سبيل
فتناوله العابد ليغلبه كما غلبه من قبل ذلك.
فقال إبليس: هيهات هيهات! وأخذ العابد وضربه على الأرض كالعصفور، ثم قال: لئن لم تنته عن هذا الأمر لذبحتك
فقال العابد: خل عني وأخبرني كيف غلبتني؟
فقال إبليس: لما غضبت لله - تعالى - سخرني الله لك وهزمني أمامك. والآن غضبت للدنيا ولنفسك فصرعتك.
من كتاب عجائب المخلوقات للإمام: القزوينى
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد