بسم الله الرحمن الرحيم
أمسكت بالقلم لأسطر الألم بعد ما ضاق به صدري وباح به دمعي أمسكت به ولسان حالي يتساءل يا ترى هل ستشفى جراحي وآلامي؟؟
أرجعت شريط الذكريات إلى أيام كنت أظنها ستستمر في الابتسام لي وإسعادي فاغتررت بها وببريقها الزائف ساعدني في غروري هذا محيط أسرتي وأخواتي فكلهم يدللونني ويحيطونني بالدلال الذي جنى على فانا أصغرهم وأجملهم... سمعت كثيرا عن ما يسمى بالانترنت وكنت أتوق إلى أن اعزف بأناملي على لوحة المفاتيح لذلك الجهاز مثلما اعزف على الآلات الموسيقية التي شغفت بحبها وحب الأغاني التي تحكي قصص الحب والغرام... استطعت بكل ما أوتيت من دلال ومكر أن اقنع أهلي واحصل على الانترنت, تعلمت الانترنت وللأسف استثمرت ذكائي وطموحي في تعلمه حتى عرفت كيف أتصفح فرحت أتنقل من موقع إلى آخر فهذا موقع للأغاني وآخر للموسيقى وآخر للأزياء أما ما كنت أجده من مواقع مفيدة ثقافية أو إسلامية كنت أتحاشاها ساخرة نعم كنت اسخر من تلك المواقع ومن واضعيها أدمنت الانترنت واخذ كل وقتي تعرفت على الماسنجر ومن ثم الشاتنج فوجدت المتعة الزائفة الخالية من الرقابة فأنا في عزلة في غرفتي مغلقة بابي أسامر جهازي أحادث الشباب بكل جرأة دون أن يردعني دين أو حياء رسخت في ذهني الصداقة البريئة وإننا في زمن التطور والانفتاح خدعت وأبهرتني الأفكار الغربية التي نفثت سمومها في تلك الأفلام والمسلسلات وزينت لي الصداقة بين الجنسين في البداية كنت أظنها مجرد صداقات عابرة مسلية من خلف جهاز وما كنت أعلم أن هناك ذئابا بشرية تنتظرني لتنهشني.
تعرفت على أحد الشباب وأغرقني في بحر المدح والإعجاب فانتشيت فرحا وحلقت في السحاب أغراني بما لديه من معرفة ومهارة بالانترنت ومواقعه فأغدق علي بإرسال المواقع التي كانت تبهرني واستمرت علاقتي به تتطور تعلقت به بعد أن أرسل لي صورته عبر الجهاز والتي صدقت أنها صورته فانجذبت إليه وبقوة حين زعم أنه يحبني وأن صوتي لا يفارق مسامعه وأنني فتاة أحلامه فنبض قلبي بحبه وصارحته ورسم لي عالما من السعادة وأنه سيتزوجني ويجعلني أسعد زوجة وطلب صورتي فلم أتردد في إرسالها له وتمر الأيام تلو الأيام وأنا غارقة في بحر الأوهام أصبح يبعث لي صورا خليعة كنت أخجل في البداية ولكنني وجدت نفسي أدمنها شيئا فشيئا لدرجة أنني إن لم أجده أصاب بأكتئاب وأفقد شهيتي للأكل وانتظر عودته بفارغ الصبر ليزودني بتلك الصور... اعتزلت في غرفتي وعكفت على جهازي فما عدت أرغب بغير ذلك الشاب الذي أحببته وهنا كانت المفاجئة حين طلبت منه أن يتقدم لأهلي بعد أن كان يصر على مقابلتي قال لي بكل وقاحة (هل أنا مجنون لكي ارتبط بمثلك وتكون زوجة لي وأما لأبنائي؟؟؟ وأنتي بعثتي لي بصورك ما الذي يضمن لي أنكي لم تبعثي لغيري من الشباب بصورك؟؟ ثم كيف أتزوج بمن خلعت عنها ثوب الحياء وأدمنت الصور الخليعة,,, إن أنا تزوجت فسأتزوج بفتاة مثل الحلوى مغلفة بالدين والحشمة والأدب والحياء وليس مثلكِ يتساقط عليها الذباب).
ااه وااااااه كانت تلك كلماته التي ودعني بها كسكين في قلبي كرهت نفسي وكرهت الدنيا وندمت على كل دقيقة من عمري أمضيتها أمام هذا الجهاز ولكن ماذا ينفع الندم ها أنا ذا أدمنت الصور حتى أصبحت بمثابة الأكل والشرب لي وأصبح الزواج الذي كان حلما جميلا كمثالي من بنات جنسي يشكل شبحا مخيفا وكابوسا مروعا إذ فما أدراني أنه لم ينشر تلك الصور عبر الانترنت أو يسيء استغلا لها.... في كل يوم أشعر بالخوف وأنا أشاهد تلك الصور ماذا لو داهمني هادم اللذات وأنا على هذه الحالة؟؟
تيقظ في داخلي الإيمان والخوف من الرحمن بعد فوات الأوان وإدماني على الصور التي أصابتني بالذل والهوان فكنت كما قال الشاعر:
وقفت بقلب مثخن ** قد أسبلت دمه الجروح
وقفت بدمع سائر ** في الخد حيران يروح
ترثي لقلب منهك ** بالذنب ما سور يلوح
كأس مرير أتجرعه يدمي قلبي ويجري مدامعي ألجا إلى ربي ليغفر لي مع أن شيء بداخلي يقول لي بأي وجه تدعين ربك؟؟ أين كنتِ وهو - جل وعلا - ينظر إليكِ وأنتِ مستمتعة بما تشاهديه من قذارات؟؟؟
أبكى الوجود نحيبها ** فنحيب حسرتها فصيح
تبكي ليغفر ذنبها ** وعبير توبتها يفوح
نعم انه عبير التوبة الذي قررت أن استنشقه واملأ به رئتي وقلبي عسى أن يغفر لي ربي (قُل يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِم لا تَقنَطُوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذٌّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
وبعد أحبتي كانت تلك أنات وزفرات أدمت القلب وأجرت الدمعات ** ولكن مازال للأمل شمسا تشرق *** أسال الله - جل وعلا - أن يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد