بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد: كيف حالك يا معاذ؟
معاذ: بخير والحمد لله، وأنت كيف حالك؟
أحمد: الحمد لله بخير حال، كيف كان حالك مع الامتحانات؟
معاذ: اسكت لا تذكرني كانت أيامًا غبراء.... الله لا يعيدها.
أحمد مبتسمًا: لماذا يا معاذ ألم توفق فيها؟
معاذ: الحقيقة...... بصراحة لا أحد يدري ماذا فعل في الامتحانات.
أحمد: فعلاً..... المهم ماذا سنفعل هذا الصيف؟
معاذ بخبث: مثل كل صيف سهر، وكافيتريات، وأفلام، وبنات وهكذا.
أحمد: أنا مليت من هذه الأشياء.
معاذ: هل عندك حل آخر غير هذه الحلول؟
أحمد: كلا، ولكن يمكن أن نفكر سويًا في طرق جديدة لقضاء الإجازة.
معاذ: فكر يا عبقرينو ثم أخبرني بما وصلت إليه.
أحمد: سنبدأ في السخرية الآن.... إذا لم تسكت سأتركك وأرحل.
معاذ: مهلاً مهلاً.... لن أسخر منك فكر على مهلك.
أحمد: اصمت ودعني أفكر في صمت.
معاذ: حسنًا.... سأصمت... المهم أن تكون بفائدة.
أحمد: بعد فترة من الصمت ما رأيك في السفر للخارج؟
معاذ: السفر للخارج!!! ماذا تعني؟
أحمد: السفر للخارج ألا تعرف السفر للخارج، حيث الحرية والانطلاق هناك لا يعرفنا أحد، ولن يراقبنا أحد.
معاذ: تقصد إلى تلك البلاد التي نسمع عنها كثيرًا؟
أحمد: نعم هي بعينها... هاه ما رأيك؟ توافق بالطبع.
معاذ: أفكر، فهذه ستكون أول مرة أقوم بهذا الأمر.
أحمد وهو يميل على أذن معاذ هامسًا: يا معاذ وهل هذا الأمر يحتاج إلى تفكير؟ أخبرك أنه لن يكون هناك رقيب علينا، ولن يقف أحد أمامنا في أي شيء نفعله.
معاذ: لا أدري، ولكني أشعر بالخوف.
أحمد: خوف!! من ماذا؟ وهل نحن ذاهبون إلى جوانتنامو؟
معاذ: لا أدري ولكني أشعر بخوف مبهم.
وفي هذه اللحظة يقبل أكرم صديق أحمد ومعاذ.
أحمد: يا خبر أكرم قادم...
معاذ: تقصد الشيخ أكرم؟
أحمد: نعم هو بعينه... انتبه ولا تتحدث أمامه عن رحلتنا المزعومة هذه.
معاذ: ولماذا؟
أحمد: يا أخي شغل عقلك قليلاً بالتأكيد سيكون رد فعله كعادة هؤلاء المتزمتين... حرام حرام.... كل شيء حرام.
معاذ: ولكن أكرم ليس من هؤلاء المتشددين.. أنا أعرفه شخصيًا.
أحمد: المهم لا تخبره وحسب.
معاذ: حسنًا كما تحب.
أحمد ملتفتًا إلى أكرم: كيف حالك يا شيخ أكرم؟
أكرم: بخير حال يا أحمد، وأنت كيف حالك؟
أحمد: بخير والحمد لله.
أكرم: الحمد لله... وأنت يا معاذ؟
معاذ: الحمد لله يا أكرم بخير حال.
أكرم: أين أنتم ذاهبون، أو ما الذي تفعلونه الآن؟
أحمد: لا شيء.... كنا واقفين قليلاً نتكلم مع بعضنا البعض.
معاذ: نعم كنا نتحدث عن.....
أحمد بغيظ: عن الامتحانات... أليس كذلك يا معاذ؟
معاذ بارتباك: بلى عن الامتحانات بالطبع في الامتحانات، وهل سنتكلم إلا في هذا الأمر.
أكرم مبتسمًا: حسنًا شيء جميل، ولكن أليس من الأفضل أن نتكلم عن المستقبل بدلاً من الماضي؟
أحمد: ماذا تقصد يا شيخ أكرم.
أكرم: أقصد الإجازة الصيفية وما سنفعله فيها.
معاذ بحماس شديد: تمام يا أكرم.
أحمد بارتباك: بالطبع هذا من الأشياء المفيدة.
أكرم: حسنًا كنت أريد أن آخذ رأيكم في بعض الأمور التي أريد أن أفعلها في هذه الإجازة بعد إذنكم بالطبع
معاذ: تفضل يا أكرم.
أحمد: تفضل يا شيخ أكرم تفضل.
أكرم: كما تعرفون فأنا أحفظ القليل من كتاب الله - تعالى -لأني لم ألتزم إلا منذ وقت قصير، ولذلك فقد قررت أن أجتهد في هذا الصيف وأن أحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله بمعدل ثلاثة أرباع في الأسبوع.
أحمد بتململ: جميل جميل.
معاذ بحماس: شيء رائع يا أكرم، وماذا أيضًا
أكرم: سأبدأ بإذن الله في تعلم العلم الشرعي في أحد المساجد المجاورة لنا.
أحمد بتململ أكثر: جمييييييييييل جمييييييييييييييييل.
معاذ وقد ازداد حماسه: فتح الله عليك يا أكرم وماذا أيضًا
أكرم: وكما تعلمون أن قدراتي في الكومبيوتر ضعيفة نسبيًا، فسأبدأ بإذن الله في تعلمه هذا الصيف في أحد المراكز.
أحمد وقد بدأ يتثاءب ويشعر بالملل الشديد: رائع.... شيء ممتاز.....
معاذ بإحباط ـ وقد بدأ يشعر بأن أفكاره السابقة كانت تافهة ـ: وهل هناك شيء آخر يا أكرم.
أكرم: نعم يا أخي يا معاذ هناك جزء مهم وهو الدعوة إلى الله - تعالى -.
أحمد: جميييييييييييييييييل يا أكرم...... أظن أنه لم يعد هناك وقت لديك للعب واللهو والفسح.
معاذ: نعم يا أكرم كان هذا السؤال في خاطري من لحظات وكنت سأسألك إياه الآن، هل بعد هذا البرنامج المزدحم سيكون هناك فرصة لكي تلعب وترفه عن نفسك وتخرج مع أصدقائك؟
أكرم: بالطبع يا شباب وهل تظنوني معقدًا بأن أمضي الصيف بلا خروج ولا فسح، ولكن كل شيء لا بد وأن يكون مرتبطًا بمرضاة الله، فأنا لا أحب أن أرفه عن نفسي وأحقق لها شهواتها، ثم تبقى لي الحسرة والألم بعد ذلك بأثر المعصية التي ارتكبتها لأرفه عن نفسي.
أحمد: آآآآآآآآآه ماشي.
أكرم مبتسمًا: يبدو أن الكلام لا يعجبك يا أحمد.
أحمد: في الحقيقة يعجبني، ولكن يجب أن تكون واقعيًا بعض الشيء، وتعيش واقع الشباب، كيف يمكن لشاب في سني أن يترك كل هذه المغريات ولا يشغل نفسه بها؟ ألا ترى أنك حالم بعض الشيء؟
أكرم مبتسمًا في رفق: كلا يا أحمد الأمر ليس كذلك، وأنا غير حالم وسأثبت لك....
يا ترى ماذا سيقول أكرم لأحمد؟
وهل سيقنعه بوجهة نظره، أم ستتهاوى مبادئه أمام صخرة الواقع المرير.
أكمل معنا لتعرف حماك الله من كل شر وسوء.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد