بسم الله الرحمن الرحيم
أستعرض معكم قصتي لاعتناق الإسلام:
خرجت على هذه الحياة نشأت وترعرعت في بيئة تعتنق الديانة النصرانية، وتؤمن بها فما كان مني سوى الاتباع والانقياد بدون حكمة أو معرفة حقيقية لهذه الديانة، وأردت أن أكون على نفس القوانين التي يعيشون بها، وقبلت بما يوجد فيها من عيوب وأخطاءº لأني اعتقدت اعتقاداً جازماً بأن هذا هو الدين الصحيح على هذه الأرض، وليس هناك دين غيره.
لم يكن هناك شيء مهم يذكر في حياتي فقد كانت مليئة بالمعاصي والانحراف، وتقوم على أساس من العربدة، والسهر الماجن، وتجاوز حدود الأدب في التعامل مع الآخرين من سرقة، وخيانة، واعتداء على المحرمات، وما شابه ذلك من أمور الرذيلة والانحطاط، وكنت لا أرى في هذا عيباً أو استنكاراºً لأن من حولي كانوا يحملون نفس الصفات التي أحملها، وبذلك لا يوجد بيننا من هو مصلح أو واعظ بل على العكس فربما كانوا أشد مني انغماساً في الملاهي والملذات، والابتعاد عن طريق الجادة والصواب.
نظراً لضيق المعيشة في الفلبين قررت البحث عن العمل في إحدى الدول الخارجية، ووقع الاختيار على المملكة العربية السعودية، وقد تحصلت على ذلك بالفعل، ووقعت على عقد عمل بالمملكة وكان عملي (فني مطبعة) يقوم على ترتيب الأوراق، وصفها وتجميعها، وإصدارها على شكل كتيبات، ومن ثم تتم عملية توزيعها على المكتبات.
وبسبب تلك المهنة كانت تُعرض على المطبعة في اليوم والليلة الكثير من الكتب، وكان من ضمنها الكتيبات الإسلامية التي أنظر إليها بشيء من الكراهية والغيظº لأن نظرتي عن الإسلام نظرة حاقدة، بسبب ما قرأته أو سمعته من أقوال تقدح في الإسلام وأهلهº ولذلك كنت أتمنى أن ألحق الضرر بالمسلمين، أو التنكيل بهم بأي شيء مهما صغر حجمه، وضعفت قوته.
في أحد الأيام جاء إلى المطبعة شخص ذو لحية كثيفة، فعرفت من ملامحه بأنه أحد رجال الدين، وكان يحمل معه كتاباً، وقام بالحديث إلى صاحب المطبعة، وبعد ذلك تم إرسال الكتاب الذي معه إلي وتوجيه الأمر لي بمتابعة طباعته، وعندما نظرت إلى الكتاب وجدت أنه يتحدث عن الدين الإسلامي وعن أهله، وأن الرجل يريد القيام بطباعته إلى اللغة الإنجليزية، واللغة الفلبينية بغرض توزيعه على العديد من المراكز الدعوية والأجانب، من أجل شرح الدين الإسلامي وأحكامه، وطرق تعامله.
وتم إسناد هذه المهمة لي خصيصاً ومتابعة هذا الأمرº لمعرفتي التامة بهاتين اللغتين من جهة الترجمة ومدى صحتها، وقد كنت كارهاً لذلك الأمر ولا أريده، بل على العكس أريد التخلص من هذا الكتابº لأني أعلم بأن هذا الكتاب سوف يُستغل في سبيل الدعوة إلى الدين الإسلامي الذي أكرهه ولا أريد له انتشاراً، وأني سأكون شخصاً ساعد على انتشار هذا الدين، ولكن بما أني الشخص المسئول كنت مجبراً على القيام بهذه المهمة.
جلست في المطبعة أقوم بالعمل حتى ساعة متأخرة من ذلك اليوم حيث يوجد لدي الكثير من الأعمال الواجب قضاؤها، وجاء دور الكتاب الإسلامي لأقوم بترتيبه، ومن ثم صفه وطباعته، وعندما هممت بحمله ووضعه بين يدي وأنا أشعر بكراهية العمل الذي سوف أقوم به خطرت لي فكرة شيطانية أستطيع التخلص بها من الكتاب بدون تحمل أدنى مسؤوليةº حيث قررت أن أقوم بافتعال حريق صغير في المطبعة، يكون سبباً في إحراق الكتاب الإسلامي وإتلافه وبذلك أتخلص من الكتاب فلا تتم الاستفادة منه بالشكل المطلوب، كما أنه لا يمكن لأحدٍ, إثبات أن الحادث كان مقصوداًº لأن جميع المواد المستخدمة في حادث الحريق مثل المواد المشتعلة هي من المتطلبات الواجب تأمينها في المطبعة للقيام بالأعمال، وإضافة إلى ذلك عدم وجود أحد من العمال غيري في المطبعة في ذلك الوقت، وبالفعل بدأت بتجهيز الخطة من أجل تنفيذ العملية حتى تبدو وكأنها حدثت بدون تدبير مسبق، وحتى أتمكن من النجاة وعدم تحمل المسؤولية.
قبل البدء في عملية إشعال النار بالكتاب خطر لي هاجس أن أتصفح الكتاب قبل إتلافه في محاولةٍ, لإيجاد معرفة أكبر عن الدين الإسلامي للحذر منه، وعدم إتباعه، واكتشاف بعض العيوب به لإقامة الحجة أمام المسلمين إذا ما تمت دعوتي للدين الإسلامي، وبذلك أكون قد أخذت الحيطة من الإسلام والمسلمين، وبدأت فعلياً بالانتقال بين صفحات الكتاب، فوجدت كيفية تعامل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع الكافرين، ورأيت فيها سمواً في التعامل والأخلاق، وقرأت طريقة دعوته إلى الإسلام وأنها لم تتم عن طريق الإكراه أو الإجبار، ولكن عن طريق الاقتناع والاختيار، وإضافة إلى هذا احترام الإسلام للمرأة حيث كانت قبل الإسلام تدفن وهي حية فحرم ذلك العمل، كما أنه حفظ لها كرامتها بحفظها من الرذيلة، وليس كما يوجد في الفلبين من بيع للنساء في بيوت الدعارة وإهدار لكرامتهن.
ومن المحاسن الأخرى للإسلام:
حفظ الرجل لماله وصحته بالابتعاد عن المحرمات الأخرى من لعب القمار، وشرب الخمر، والمسكرات، فرأيت في هذه الأحكام تمام العقلانية والعدل وهي كاملة وليست ناقصة كما كنت أسمع عن الدين الإسلامي، وأخيراً جذب انتباهي في الكتاب الحديث عن الجنة والنار بعد الموت، ووجود الحساب والعقاب كل بحسب، عمله إن خيراً فخير، أو شراً فشر، وكانت بمثابة ناقوس الخطر الذي دوى برأسي يحاول إنقاذي من الخطر المحيط بي، والغفلة التي أنا واقع فيها، ومما زادني رهبة قرأتي عن الله - سبحانه وتعالى -، وقوته وعظمته وسعة رحمته للتائبين، وشدة عقابه للمعتدين والظالمين فشعرت بعد هذه الحقائق التي اكتشفت بأن نفسي هي التي احترقت واشتعل بها نور الحقيقة بدلاً من اشتعال النار في الكتاب، نعم إنه نور الحقيقة التي كانت غائبة عن نفسي وتفكيريº فأظهر هذا النور لي الحقائق وكشف الخفايا عن حياتي التعيسة والمظلمة التي كنت أعيشها بعيداً عن طريق الحق والهداية.
إنني في الوقت الحاضر من المسلمين ولله الحمد والمنة، وأعلنت التوبة قبل فوات الأوان، فرحمة الله وسعت كل شيء، وقد أحسست بالتغير في حياتي، وبدأت أشعر بالقوة الإيمانية في ظلال هذا الدين، وأتلذذ بطعمها، وأصبحت أحب الخير لجميع البشرية، وتوقفت عن عمل المعاصي، وأسال الله الثبات على ذلك، وأستغل هذه الفرص الطيبة لأقول لمن لم يدخل في الإسلام: إن الإسلام دين واحد وشامل وهو يدعو إلى الحق والتقوى، وأقول للمسلمين الذين سبقوني:عليكم بالتمسك بالكتاب والسنة والله الهادي إلى سوء السبيل.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد