بسم الله الرحمن الرحيم
تقول هذه التائبة:
ما أتعس الإنسان حينما يعيش في هذه الحياة بلا هدف وما أشقاه حين يكون كالبهيمة لا هم له إلا أن يأكل ويشرب وينام دون أن يدرك سر وجوده في هذه الحياة.
لقد كان هذا هو حالي قبل أن يمن الله علي بالهداية لقد عشت منذ نعومة أظفاري في بيت متدين وبين أبوين ملتزمين كانا هما الوحيدين الملتزمين من سائر الأقارب والمعارف وكان بعض الأقارب يلومون والدي - رحمه الله - لأنه لا يدخل بيته المجلات الهابطة وآلات اللهو والفساد وينعتونه بالمتزمت والمعقد ولكنه لم يكن يبالي بأقوالهم.
أما أنا فكنت بخلاف ذلك كنت مسلمة بالوراثة فقط بل كنت اكره الدين وأهله واكره الصلاة وطوال أيام حياتي في المرحلة المتوسطة والثانوية لم أكن اركع لله ركعة واحدة وإذا
سألني والدي
هل صليت؟؟
أقول نعم كذبا ونفاقا
ولقد كان لرفيقات السوء دور كبير في فسادي وانحرافي حيث كن يوفرن لي كل ما اطلبه من مجلات هابطة وأغاني مجانية وأشرطة خليعة دون علم والدي.
أما اللباس فكنت لا البس إلا القصير أو الضيق وكنت أتساهل بالحجاب أتضايق منه لأنني لم أكن أدرك الحكمة من مشروعيته. ومضت الأيام وأنا على هذه الحال إلى أن تخرجت من المرحلة الثانوية واضطررت بعد السفر إلى مغادرة القرية التي كنا نسكن فيها لإكمال الدراسة الجامعية.
وفي السكن الجامعي تعرفت على صديقات أخريات فكن يشجعنني على ما كنت عليه من المعاصي والذنوب إلا أنهن
كن يقلن لي.:
صلي مثلنا ثم افعلي ما شئت من معاصي ومن جهة أخرى كان هناك بعض الأخوات الملتزمات كن دائما يقدمن لي النصيحة إلا إنهم لم يوفقن في نصحي بالحكمة والموعظة الحسنة فكنت ازداد عنادا وإصرارا وبعدا.
ولما أراد الله لي الهداية وفقني في الانتقال إلى غرفة أخرى في السكن ومن توفيق الله - سبحانه - أن رفيقاتي هذه المرة كن من الأخوات المؤمنات الطيبات
وكن على خلق عظيم وأدب جم وأسلوب حسن في النصيحة والدعوة فكن يقدمن لي النصيحة بطريقة جذابة وأسلوب مرح وطوال إقامتي معهن لم اسمع منهن نافقا أو كلاما قبيحا
بل كن يتبسمن لي ويقدمن لي كل ما احتاجه من مساعدة وإذا رأيتني استمع إلى الموسيقى والغناء كن يظهرن لي انزعاجهن من ذلك ويخرجن من الغرفة دون أن يقلن لي شيئا فاشعر بالإحراج والخجل
مما فعلت وإذا عدن من الصلاة في مصلى السكن كن يتفقدنني في الغرفة ويبدين قلقهن لعدم حضوري الصلاة فاشعر في قرارة نفسي أيضا بالخجل والندم فانا لا أحافظ على الصلاة أصلا حتى أصليها جماعة.
وفي أحد الأيام أخذت دوري في الإشراف على الوحدة السكنية وبينما أنا جالسة على مكتبي استمع إلى أغنية في التلفاز وقد ارتفع صوت الغناء جاءتني إحدى رفيقاتي في الغرفة
وقالت ما هذا؟
لما لا تخفضي الصوت إنكِ الآن في موقع المسؤولية فينبغي أن تكوني قدوة لغيرك. فصارحتها بأني استمع إلى الأغاني وأحبها فنظرت إلي تلك الأخت وقالت لا يا أختي هذا خطا وعليك أن تختاري
إما طريق الخير وأهله أو طريق الشر وأهله ولا يمكنك أن تسيري في طريقين في آن واحد عندها أفقت من غفلتي
وراجعت نفسي وبدأت استعرض في مخيلتي تلك النماذج الحية المخلصة التي تطبق الإسلام وتسعى جاهده إلى نشره بوسائل وأساليب محببة
فتبت إلى الله وأعلنت توبتي وعدت إلى رشدي وأنا الآن ولله الحمد من الداعيات إلى الله القي الدروس والمحاضرات
و أوكد على وجوب الدعوة وأهمية سلوك الداعية في مواجهة الناس كما احذر جميع أخواتي من قرينات السوء والله الموفق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد