بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
هل يجوز الكذب من أجل تلافي مشكلة قد تقع بين الزوجين؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالكذب بين الزوجين جائز لتحصيل المصلحة، أو درء المفسدة، ولعلي أنقل للأخ السائل بعض كلام أهل العلم حول هذه المسألة.
يقول الإمام الصنعاني في سبل السلام: \" واعلم أنه يجوز الكذب اتفاقا في ثلاث صور كما أخرجه مسلم في الصحيح، قال ابن شهاب: لم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها، قال القاضي عياض: لا خلاف في جواز الكذب في هذه الثلاث الصور\".
أخرج ابن النجار عن النواس بن سمعان مرفوعا: \" الكذب يكتب على ابن آدم إلا في ثلاث: الرجل يكون بين الرجلين ليصلح بينهما، والرجل يحدث امرأته ليرضيها بذلك، والكذب في الحرب\" فانظر في حكمة الله ومحبته لاجتماع القلوب، كيف حرم النميمة وهي صدق لما فيها من إفساد القلوب وتوليد العداوة، والوحشة، وأباح الكذب، وإن كان حراما، إذا كان لجمع القلوب، وجلب المودة، وإذهاب العداوة\".
وقال الإمام السفاريني: \" والكذب للزوجة هو أن يعدها ويمنيها، ويظهر لها من المحبة أكثر مما في نفسه ليستديم بذلك صحبتها، ويصلح به خُلُقها. قاله البغوي في شرح السنة\"
قال الحجاوي - رحمه الله تعالى -: \" وظاهر كلام الأصحاب إباحة كذب الزوج للزوجة دون كذبها له. قال والظاهر إباحته لهماº لأنه إذا جاز للإصلاح بين اثنين أجنبيين فجوازه للإصلاح بينها وبين بعلها أفضل\".
وقد روي أن رجلا في عهد عمر قال لزوجته: نشدتك بالله هل تحبيني؟ فقالت أما إذا نشدتني بالله فلا، فخرج الرجل حتى أتى عمر - رضي الله عنه-، فأرسل إليها فقال:أنت التي تقولين لزوجك لا أحبك، فقالت يا أمير المؤمنين نشدني بالله أفأكذبه؟ قال نعم فأكذبيه، ليس كل البيوت تبنى على الحب. ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان\".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد