زوجي مبتلى بعلاقات محرمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال

أنا متزوجة منذ عام ونصف، لديَّ طفل عمره أقل من سنة، مشكلتي أنني اكتشفت أن زوجي له علاقات محرمة منذ الأيام الأولى لزواجنا، وهي علاقات قديمة ومتينة، بعضهن متزوجات وأمهات لأطفال، إحداهن أولادها في مثل عمري، لكنهن لا يخفن الله، زوجي مبتلى بعلاقات محرمة، وقد تأكدت من هذا الأمر مليون في المائة، قرأت رسائل هاتفه المحمول، وتصنت على مكالماته، تأكدت من كل شيء، صارحته لكنه ينكر دائماً، ويغضب، ويقلب الموضوع علي، ويصبح أكثر حذراً في كل مرة، أحيانا أنهار فأصرخ في وجهه، وأطلب الطلاق، لكنني أعود عن قراريº لأنني أحبه، وأتمنى له الهداية، -أيضاً- لا أريد أن أشتت ابني الصغير، حاولت الإبلاغ عن أولئك النسوة، لكنني أخشى المشاكل، وأخشى أن يعاقبني الله، صبرت كثيراً. هل بإمكانكم مساعدتي؟.

 

الجواب

أسأل الله أن يفرج همك، ويكشف كربك، ويلهمك الصواب، ويفتح على قلب زوجك، ويرده إليك رداً جميلاً.

حقيقة ألمح من خلال كلماتك أنكِ تملكين عقلاً راجحاً، ونظراً في عواقب الأمورº وهذا سوف يسهل عليَّ الإجابة كثيراً.

أختي الكريمة: لو استشرتيني من البداية لقلت لك من الأفضل ألا تخبري زوجك مباشرة بأنك على علم بعلاقاته المحرمة، فلهذا فائدة كبيرة في حل مشكلتكº ذلك أن من أكبر ما يعين الإنسان على الاستقامة حرصه على سمعته ومكانته عند الآخرين، وخوف الفضيحة، فإذا فقدنا هذا العنصر فقدنا ورقة رابحة في الحل، إذ أن الأمور تقوى لديه، فما دام الأمر قد انكشف فلم يعد لديه ما يخشى عليه.

أقول لك ذلكº حتى تستفيدي منه في المستقبل، ولتعلمي أن المواجهة هي أسهل الحلول، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هي أنجحها.

أما وقد صارحته بذلك فلا بد من تغيير استراتيجية الحل لتناسب المقام، من الواضح أن علاقاته قوية ومتينة بأولئك النسوة كما أشرت إلى ذلك- كما أن من الواضح أيضاً أن زوجك بلغ درجة متقدمة من الانحراف.

فنشوة الزواج فرحته- لم تمنعه من مواصلة العلاقة بهن، فقد اكتشفتِ كما قلتِ أيام زواجكما، كونه على علاقة مع نساء متزوجات ولهن أبناء، وهذه العلاقة يأباها حتى الكفار الذين يتمتعون بقدر كبير من حرية العلاقات في بلادهم، وفي المقابل يظهر لي أن لك مكانة في قلبه، فرغم اكتشافه له إلا أنه ينكر العلاقة، ولو كان الأمر غير ذلك لما أقام لك وزناً، وكل هذه المؤشرات تعطينا أطراف الحل الحكيم بإذن الله تعالى-، ولكن لا بد أن تعلمي أن علاج مثل حالة زوجك صعب، يحتاج إلى قدر كبير من الصبر، والحكمة، والحزم، فقد قطع في انحرافه مشواراً طويلاً من الصعوبة الرجوع عنه، ولذلك أنصحك بما يلي:

(1) لا تستبعدي فكرة الطلاق من رأسك أبداً فهو خيار قوي في ظل ما ذكرته لك، إضافة إلى ذلك فإن العلاقات غير الشرعية تسبب أمراضاً فتاكة معروفة كالإيدز وغيره، وليس من العقل أن تغمضي عن هذا الخطر الذي ربما انتقل إليك، كما أن نشأة الأولاد وهم يرون قدوتهم يمارس الرذيلة سينعكس سلباً على نفسياتهم، وربما أخلاقياتهم، أنا لا أحثك الآن على طلب الطلاق، ولكن أريد أن تستخدميه لحل هذه المشكلة، فإذا كان زوجك يحبك ولك عنده مكانة فسوف يؤثر فيه تهديدك بطلب الطلاق، أو أن يترك ما هو عليه، فإن استجاب فهذا هو المطلوب، وإلا فلا خير في بقائك مع زوج منحرف لا يقيم لك وزناً، وقد يكون من المناسب أن تذهبي مغاضبة إلى بيت أهلك، وتجلسي عندهمº حتى يرعوي عن غيه وانحرافه.

(2) في وقت الحوار معه لا تحاولي استفزازه بانفعالك وصراخك في وجهه، بل أظهري الاحترام له، والشفقة عليه، والرحمة به بالرفق والحنان، وفي المقابل حزمك وجديتك في حل هذه المشكلة.

(3) أحرجيه بالمقارنة، فلو بدر من الزوجة نفس التصرف، وأقامت علاقات غير شرعية مع رجال آخرين فكيف ستكون مشاعره؟ فلم يستحل لنفسه ما يحرمه على غيره؟.

(4) أن تذكيره بالله - تعالى -وتخويفه من أليم عقابه وما أعده الله للزناة والزواني، ويمكن أن تهديه شريطاً أو كتاباً من هذا الموضوع.

(5) قد يكون من المناسب أن تستشيري شخصاً عاقلاً حكيماًº يعرفكما ليساعدك في حل المشكلة، ويفضل أن يكون أحد محارمك، أو أحد المشايخ الثقات ويكون عن طريق أحد محارمك.

(6) أن تكثري من الدعاء له ولك، ولأولادك بالهداية في كل وقت خاصة وقت إجابة الدعاء، فالله لا يخيب من رجاه.

ختاماً: إذا شعرت أن محاولاتك لا تأتي بنتيجة فاستخيري الله- تعالى- في طلب الطلاق حقيقة بعد أن تدرسيه من كل النواحي، الاجتماعية، والنفسية، والمادية، فهذا حفظ لكرامتك، ولأولادك.

أسأل الله أن يفتح على قلوبكم جميعاً، وييسر لكم سبل السعادة في الدنيا والآخرة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply