بسم الله الرحمن الرحيم
أنا متزوجة من حوالي ثلاثة عشرة سنة زوجي اكبر مني بخمس عشرة سنة كان مغترب، أي هو في بلد وأنا في بلد وكنت أحبه جدا وكنت متأكدة من مدى حبه لي، كان يجيء بعد حوالي 8 اشهر ويجلس عندي حوالي شهران كنت سعيدة جداً معه بعد حوالي سبع سنين استقر عندي ومن ذلك اليوم بدأت المشاكل لا أحس أني افهمه ولا يفهمني طباعنا مختلفة هو بارد جداً وأنا عصبيه، لا نتوصل لحل مشكلنا بل نتجاهلها وهو السبب يفضل أن نسكت ولا نتكلم وكل ما اكلمه عن شي يقول لي لماذا تكبرين الموضوع شخصيته اجتماعيه جداً يحب الناس والأصدقاء وهو محافظ على صلاواته والسنن وصادق في كل كلامه مؤدب في ألفاضه معي لا يحب السباب وعاقل جداً المشكلة أنني لا أستطيع أن أوصل له ما أريد وهو لا يفهمني وأجد البكاء والصراخ هما الحل الوحيد أمامي، عندي ثلاثة أطفال منه وهو يحب أطفاله جداً كريم معي ولا يبخل علي بشي ولكنه يبدي أنني أكلفه فوق طاقته، وإنني أنا من اضطره لكل هذه المصاريف، يخوفني من نفسي وإنني قد أصاب بمرض نفسي والآن أنا تعبانه من نفسي وأفكر أن ابتعد عنه وأعود لأعيش بعيده عنه، كنت أحبه بجنون والآن لا أجد شي من ذلك الحب، لا أحس انه يفهمني ولا يدرك احتياجاتي وهو مشغول دائما، وأنا لوحدي دائما لا أحب أن اقضي وقتي مع أطفالي بل اجلس لحالي أمام النت أو التلفزيون كثيرا ًما ابكي وأتضايق بسرعة أرجو أن تساعدوني وأي أسئلة أنا مستعدة للإجابة عنها.
الإجابة
العزيزة موضي
ما لفت نظري في رسالتك هو أن وصفك لزوجك يتسم بالحياد والموضوعية بل وأحيانا بالمديح، حيث وصفته بأنه اجتماعي، يحب الناس والأصدقاء، محافظ على صلواته، لا يحب السباب، عاقل جدا، يحب أطفاله جدا، كريم معك ولا يبخل عليك بشيء وإن كان مؤاخذتك الأساسية عليه هي أنه بارد جدا من وجهة نظرك في الوقت الذي تصفين نفسك بأنك عصبية، لا تحبين أن تقضي وقتك مع أطفالك، تجلسين أمام النت أو التليفزيون، كثيرة البكاء وتتضايقين بسرعة، فلم تذكري شيء عن عملك، شهادتك العملية، هواياتك، فإذا اعتبرنا أنك لا تعملين، فليس هناك مشكلة من أن تكوني ربة بيت، فما يمكن للمرأة عمله داخل بيتها لا ينتهي، فمتطلبات المنزل والأطفال والزوج لا تنتهي حتى إذا كان لديك خادمة، كما أنك لم تركزي في رسالتك سوى على أنك كنت تحبين زوجك عندما كان بعيدا عنك بينما اختلفت الحياة بعد استقراره معك، وهذا في حد ذاته ليست مشكلة كذلك فأنت تستطيعين أن تجددي حياتك الأسرية إذا كانت لديك القدرة على تجديد هواياتك وتنمية مهاراتك سواء من خلال تعلم أنواع مختلفة من الأطعمة أو الحياكة أو ترتيب المنزل أو تعلم أمور دينك أو البحث عن أوجه خير، فالسعي إلى الخير يجلب الخير، ولكني أري أن مشكلتك يا موضى في اختزال حياتك في التليفزيون والنت، فتلك الأشياء تعد سلاح ذو حدين، فقد تكون نعمة وقد تكون نقمة، فإذا كانت تلك الأمور على حساب الأبناء والزوج وعلى حساب عبادات الرحمن، فتلك نقمة، أما إذا كانت للاستفادة أو التعلم أو لتنمية قدرات الإنسان وأفكاره وعلمه فهي نعمة.
كما أن هناك نعمة أخرى هي الأبناء، فإذا كنت لا تحبين قضاء الوقت معهم وتفضلين التليفزيون والنت، فدعيني أخبرك يا موضي أنك في حاجة إلى تغيير عاداتك اليومية، وإعادة ترتيب أولوياتك حتى لا تحملي زوجك (الذي وصفتيه بكل تلك الأوصاف الجميلة) ما لا يطيق أحيانا، فالمشكلة أنك أنت من تريدين التغير وطبعا كل إنسان في حاجة دائما إلى إعادة النظر في أولوياته وفي عاداته اليومية حتى يكسر روتين حياته ويبحث بنفسه عن السعادة في الدنيا بشكل صحيح، فليست السعادة من صنع الآخرين فليس زوجك المسئول وحده عن ذلك، ولكن أين دورك، أريدك أن تفكري معي في ما سأقوله:
هل أنت مجرد أداة في يد الآخرين؟
أليس لك شخصيتك المستقلة؟
أليس لك أي اهتمامات تنميها بخلاف مشاهدة التليفزيون والجلوس على النت؟
هل رأيت من هم أقل منك حالا في الحياة؟
لماذا تقللين من قدر نفسك يا موضي؟
يجب أن تنظري إلى نفسك وتبحثين فيها عن مواطن الجمال والقوة وأن تحاولي من خلالها أن تتخطي ضعفك فمثلا إذا كنت مقصرة تجاه أهلك أو أهل زوجك حاولي تنمية هذه العلاقات، إذا كنت مقصرة في حق دينك حاولي ترميم هذه النواحي، إذا كنت مقصرة في حق أبنائك حاولي تصحيح ذلك، إذا كنت ناجحة في أعمال الحياكة أو الطبخ أو غيرها حاولي تنمية هذه المهارات، إذا كان لديك هوايات فنية كالرسم علي الزجاج أو غيره.
لماذا أقول ذلك؟
لأن تنمية المهارات ورعاية الأبناء وإقامة العبادات والحرص عليها وغيره من أمور يؤدي إلى بعث الحياة في حياتك التي اختزلت فى التليفزيون والنت والبكاء: والبكاء هنا هو نتيجة الفراغ. (الفراغ يا عزيزتي آفة البشر.. والصحة النفسية تتمثل في القدرة علي الحب والعمل).
وعندما يحدث ذلك سيبدأ زوجك في الإعجاب بما تصنعيه و بأنك إنسانة مختلفة وبالتالي سيشعر وكأنك امرأة جديدة أكثر نشاطا وحيوية وعطاءاً مما بدوره سينعكس علي علاقتكما بمشيئة الله ومن جهة أخرى سيحسن ذلك من صورتك عن نفسك وسيجعلك أكثر سعادة وعندئذ ستكتشفين أن زوجك ليس السبب فيما تشعرين به بل سلوكك وعاداتك اليومية النمطية هم السبب فيما تشعرين به.
ويوفقنا الله لما فيه الخير لنا ولأمتنا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد