غموض الأبناء أم تجاهل الآباء


بسم الله الرحمن الرحيم

 

ظل بعض الأبناء يمارس دوراً قد لا يتوافق مع المثالية التي يفترض أن تكون وساما على مثله وخلقاً يعرف به ارتجالية في الأعمال وعشوائية في الإدارة ، فلنسأل أنفسنا من كان السبب في هروبهم بعيداً عنا

ولماذا آثروا البعد عند تلون الأحداث مع ما يقاسونه من متاعب الطريق إن مما ينبغي أن لا نتناساه

أن مشاركتنا لهم في أفراحهم ومشاطرتهم في أتراحهم وإشباع رغباتهم والتغاضي عن بعض زلاتهم من شأن ذلك أن يسهم في تحقيق السعادة وتقوية العلاقة.

حقيقة التربية إحياء لغة الحوار بين الملقي والمتلقي أباً كان أو معلما فالسلبية التي يعيشها الأبناء نتيجة تجاهل الآباء لبعض ما يعانونه من مشاق الحياة

فمثلاً عند وقوع مكروه ما عادة ما يلجأ الأبناء إلى أصدقائهم في حل مشاكلهم أو التخفيف من معاناتهم وهذا قد ينعكس سلباً على الأبناء، فالصديق قد يحمله على رأي أو مشورة عاطفته تجاه ما يلقاه صديقه.. بل لعله اعتاد أن لا يسمع من خاصة أهله من يسليه أو يواسيه أو على الأقل يتوجع له  ومشكلة أخرى

يجد البعض من الأبناء كلما بعُد عن البيت فسحة في الترويح عن النفس فما السر؟

جدُ غريب لكن ربما لأنه تحرر من مملكة السيطرة..

حيث البعض من الآباء لا يزال يتعامل باللغة الحاسوبية تحت ما يسمى بقائمة الأوامر  و شيء آخر لا يقلّ أهمية عنه هو افتقارنا إلى فنّ الإصغاء ربما كان الحامل لهؤلاء حكمة الشيوخ وهي وإن أفادت \"من كان أسنّ منك لزم أن يكون أحكم منك \"

لكن هذا لا يعني أن يصبح حديثه على هامش الحياة

وأقول: أن بمقدور كل أب أن يصنع من نفسه في داخله زنزانة يحتجز فيها فلذة كبده متى كسر حاجز الرسمية واعترف بضرورة التربية.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply