كيف تنظم وقتك ( 3 – 3 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

القضيةُ الثالثة: التنفيذُ والتطبيق

بعد أن خططت ونظمت نفسَك بقي عليك المرحلةُ الأخيرةُ وهي أن تنفذَ ما خططت له ونظمت نفسَك من أجلِه وألا أصبحَ جهُدك السابقَ لا فائدةَ منه البتة ولذلك عاتب الله - تعالى -المؤمنون بقوله: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفعَلُونَ * كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفعَلُونَ)) (سورة الصف: 3).

 

وللتنفيذِ أُوصي بما يلي:

* ضع قائمةً بالأشياءِ التي يجبُ القيامُ بها.

* حاول أن تجمع الأعمالَ المتشابهةَ بعضَها مع بعضٍ, في هذه القائمة.

* ابدأ يومَك بطلباتٍ, تطلبُها من الآخرينº فبينما تقومُ أنت بعملِ أشياءٍ, أخرى سيعملُ الآخرون في الوقتِ نفسهِ على إنجازِ الأعمالِ التي طلبتِها منهم، وإذا تعذرَ وجودُ وقتٍ, للقيامِ بكلِّ المهامِ فاعمل على إنجازِ المهامِ الكبرى تطبيقاً لقولِ القائلِ: (اعمل بذكاءٍ, لا بجهدٍ, أكثر).

*عند إنجازِ عملٍ, ما من القائمةِ عليك شطبُه منها، وهذا في حد ذاتِه يعدُ حافزاً لك على مواصلةِ العمل، ولكن احذر أن يتسربَ إليك إحساسٌ خادعٌ بالرضا من شطبِ الأشياءِ من قائمةِ المهام، خاصةً إن كان معظمُها ذا أوليةٍ, منخفضة.

* وفي نهايةِ اليومِ احصر المهامَ المتبقيةَ، ولا تحتفظ بها في القائمةِ نفسِها، بل حوّلِها إلى قائمةِ اليومِ التالي، إلا إذا كنتَ فوّضتَ بعضاً منها إلى آخرين أو أسقطتَها لعدمِ أهميتهِا.

* لا تنس أن يكون يومُك مجزأً بين إنجازِ عملِ اليومِ، والتفكيرِ في أعمالِ الغدِ ونشاطاته.

* أثناءَ العمل: كن متأكداً بأنك تركزُ على تنفيذِ العملِ الصحيحِ بشكلٍ, صحيحٍ, في الوقتِ الصحيح.

* عندما يكون الموضوعُ لا يزال جديداً أمامَك فلا تتردد في أخذِ موقفٍ, حيالَهº لأن هذا يوفرُ عليك مشقةَ إعادةِ تذكرِ الموقفِ مرةً أخرى.

* لا تكن مهتمّاً بشكلٍ, زائدٍ, بمسألةِ إنهاءِ العملِ بسرعةٍ,º فالنتائجُ غيرُ المتقنةِ تعني أنك ستضطرُ إلى إعادةِ القيامِ بالعمل، مما يعني ضياعُ وقتٍ, آخر، عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله: ((إن الله يحبُ إذا عملَ أحدُكم عملاً أن يتقنه)) [1].

 

وكما قال القائلُ:

قد يدركُ المتأني بعضَ حاجتِه *** وقد يكونُ مع المستعجلِ الزلل

* عليك مراقبةُ مدى التقدمِ في إنجازِ عملِك، وذلك حتى لا تعودَ إلى ممارسةِ عاداتِك السيئةِ السابقة، وحتى تُجري إصلاحاتٍ, وتعديلاتٍ, على خطتِك، لتتلاءمَ مع الهدفِ ومع الظروفِ التي تواجُهها.

 

وفي الختام:

فإن الأشخاصَ الفاعلين لم يولدوا هكذا بالفطرة، بل هم مصنوعون، والنقطةُ المهمةُ والمحوريةُ التي يجبُ أن تتذكرهَا هي استمرارُ الوعي بالكفاءةِ من خلالِ الوعي بأهميةِ الوقتº فذلك أكثرُ أهميةٍ, من مجردِ الانصياعِ وتطبيقِ كلِ المبادئِ التي يمكنُ وصفُها.

وتذكر أيضاً أنك لا تستطيعُ إرضاءَ كلَّ شخصٍ,، وأن الطريقةَ التي ستستثمرُ بها وقتَك قد تزعجُ آخرين، وقد لا يعاونُونك عليها.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply