ضعف المعرفة لدى بعض المعلمين بطرق التدريس الحديثة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،، أما بعد:

 في ظل المتغيرات المعاصرة الذي يشهده العالم بصفة عامة وتشهده التربية والتعليم بصفة خاصة، ازدادت أهمية دور المعلم لمسايرة التطور المستمر لذا يجب عليه أن يكون دائماً متجدداً في عطائه متمكناً من مادته العلمية ماهراً في أدائها بأحدث الطرق والوسائل والأساليب الحديثة.

وإذا تأملنا إلى واقع استخدام المعلمين لطرائق التدريس الحديثة نجد أن كثيراً منهم لا يقوم بتفعيلها أو توظيفها التوظيف السليم أثناء الشرح لعدم معرفته لها أو الإلمام بكيفية تنفيذها ولعل ذلك يرجع إلى أسباب عديدة من أبرزها مايلي:

1- عدم وعي المعلم بأهمية استخدام طرق التدريس الحديثة ومردودها الإيجابي.

2- عدم الاهتمام بالجانب العملي في مؤسسات إعداد المعلمين على استخدام الطرائق الحديثة للتدريس حيث نجد أنها تدرس نظرياً فقط.

3- قد يُفاجأ المعلم حديث التخرج بنوع من الإحباط من المعلمين القدامى لذا نجده يتجاهل استخدام طرق التدريس الحديثة ويساير الواقع كما هو الحال عند زملائه الآخرين.

4- عدم تفعيل أساليب التدريس الحديثة من قبل المشرفين التربويين في آلياتهم وأساليبهم الإشرافية وبرامجهم التدريبية لأن المشرف التربوي نفسه قد يكون جاهلاً لهذه الأساليب ففاقد الشيء لا يعطيه أو قد لا يجد متسعاً لتطبيق ذلك نتيجة الظروف المحيطة به من أعباء إدارية وكتابية ومسؤوليات متعددة أدت إلى إعاقته عن تطوير أداء المعلم.

5- عدم قيام إدارات التعليم بتوفير الإمكانيات والتجهيزات اللازمة والتي تساعد المعلم على إتباع أساليب التدريس المعاصرة.

6- عدم الاهتمام عند القيام ببناء المناهج بأساليب التدريس الحديثة حيث يُقدم المحتوى فيها بصورة لا تثير اهتمام المعلم أو تفتح ذهنه نحو استخدام أحدث طرق التدريس.

7- عدم وجود دليل للمعلم يسترشد من خلاله في كيفية أتباع الأساليب المعاصرة للتدريس.

8- افتقار البرامج التدريبية المقدمة للمعلمين لمهارات التعلم الذاتي والتي تثير تفكيرهم نحو استخدام أساليب التدريس الحديثة.

9- اعتياد المعلمين على طرائق التدريس التقليدية والخوف من تجربة طرائق حديثة للتدريس على اعتقاد أن ذلك سوف يؤخرهم عن إنهاء المقرر الدراسي في الوقت المحدد أو عدم استيعاب الطلاب لها ونحو ذلك.

10- كثافة الطلاب في الفصول الدراسية من أبرز العوامل التي أدت إلى إعاقة استخدام المعلم لطرائق التدريس الحديثة حيث لا يستطيع المعلم في ظل الأعداد الضخمة على مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وتنمية مهاراتهم ومواهبهم والإجابة على جميع أسئلتهم.

ـ وبالرغم من وجود هذه المعوقات فإنه لا تكون حجر عثرة أمام معلم له إرادة قوية وله دافعية جيدة نحو التغيير والتجديد المستمر واتباع أحدث طرائق التدريس وأنفعها لطلابه فالهدف من استخدام أي طريقة من طرق التدريس هو توصيل الأفكار والمعلومات إلى أذهان الدارسين بطريقة سهلة وميسرة وأساليب التدريس بين كل المعلمين لا تتفق مع بعضها البعض فكل معلم له أسلوبه الخاص وطريقته الخاصة ولكن هناك سؤالاً مهماً هل يريد المعلم أن يطور نفسه أم لا؟

فكتب التربية مليئة بطرائق التدريس الحديثة وأساليب تنفيذها وطرق استخدامها وبالتالي يستطيع المعلم أن يطلع على كل ما يستجد في الميدان.

لذا فلا يتم تحميل مسؤولية قصور المعلم في استخدام طرائق التدريس الحديثة مؤسسات إعداد المعلم أو المشرف التربوي فالمسؤولية هنا مشتركة حيث أن المعلم يتحمل جزءً منها فمن المفترض أن المعلم قد دخل مرحلة النضج العلمي يستطيع أن يميز الصحيح من الخطأ وأن يقف ويعلم نفسه ذاتياً ويقدم لنفسه التغذية الراجعة حتى ينمو مهنياً ويتحسن أدائه وبالتالي يصل إلى درجة الإبداع، لكن يبقى عامل مهم وهو من يثير دافعية ذلك للمعلم؟

من وجهة نظري أن مدير المدرسية والمشرف التربوي لهم دور كبير في إثارة دافعية المعلم وتشجيعه وحفز همته نحو التعلم الذاتي والذي يحقق رفع مستوى مهاراته وقدراته وبالتالي استخدامه لأحدث أساليب التربية والتعليم.

وفي نهاية المطاف أود أن أطرح حول هذا الموضوع التوصيات التالية:

1- أن تهتم المؤسسات إعداد المعلمين بالجانب التطبيقي وأساليب التدريب العملي لطرائق التدريس الحديثة.

2- أن تهتم مراكز التدريب التربوي بإدارات التعليم عند تصميم البرامج التدريبية للمعلمين بالتركيز على طرق التدريس الحديثة نظرياً وعملياً.

3- أن تقوم وزارة التربية والتعليم بعمل خطط استراتيجية نحو تخفيف أعداد الطلاب المتزايدة بزيادة إنشاء المدارس الحكومية المجهزة بالإمكانيات والوسائل اللازمة إضافة إلى العمل نحو تخفيف الأعباء الملقاة على عاتق المعلم مما يساعد على أن يعمل في جو مريح يساعده على الأداء الجيد والإبداع المستمر.

4- أن يقوم كل من المشرف التربوي ومدير المدرسة بتوعية المعلمين وحثهم على أهمية استخدام أساليب التدريس الحديثة وأثرها على رفع المستوى التحصيلي للطلاب.

5- أن يقوم كل من المشرف التربوي ومدير المدرسة بإثارة الدافعية لدى المعلم نحو التعليم الذاتي بالإطلاع على كل جديد وتقديم الحوافز المادية والمعنوية التي تشجعه على ذلك.

6- أن يُراعى في برامج الإعداد التربوي للمعلم قبل الخدمة وأثنائها مهارات التعلم الذاتي والتي تحقق للمعلم نمواً مهنياً مستمراً تصل به إلى درجة الإبداع ومسايرة تطورات العصر.

7- أن يُراعى عند بناء المناهج تقديم محتوى علمي جيد بصورة تثير اهتمامات المعلمين نحو استخدام طرائق التدريس الحديثة.

8- أن تقوم وزارة المعارف بإعداد دليل للمعلم يسترشد من خلاله أساليب تنفيذ طرق التدريس الحديثة.

9- أن تولي مراكز مصادر التعلم عنايتها بتسجيل الدروس النموذجية والتي يستخدم فيها طرق التدريس الحديثة وعرضها أمام المعلمين.

10- أن يراعي المشرف التربوي عند تنفيذ آلياته وممارسة أساليبه الإشرافية ومشاركته في البرامج التدريبية التركيز على طرق التدريس الحديثة باستخدام أسلوب التعليم المصغر أو عمل دروس تطبيقية لها أو إقامة المشاغل التربوية حول إجراءاتها وطرق تنفيذها.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply