كيف تكون مديراً متميزاً ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل أنت مدير كفء أو تريد أن تكون كذلك؟

نحن نقدم إليك مرشدًا يعينك على كيفية الاستفادة من فنون إدارية من خلال مفكرة الإسلام.

 

وفي البداية لا بد أن ننوه أن الفكر الإداري في الإسلام والذي استند على القرآن والسنة واجتهادات العلماء والفقهاء وإجماع علماء المسلمين، قد سبق الأفكار الإدارية المعاصرة بتعاليمه السمحة مبادئه السامية.

 

ـ فلقد تميز النظام الإداري للدولة الإسلامية بربانية النظام عمومًا واعتباره مبدأ رقابة الله العليا على الرئيس والمرؤوس والضمير الحي المغروس في القلوب مبدأ أساسيًا تبنى عليه أسس الإدارة.

 

ومثلت والية الحسبة وولاية المظالم محاولة تجريبية فائقة للرقابة الشاملة في النظام الإداري للدولة الإسلامية، قد بلغنا من الدقة والتقنين والعناية ما يوضح مدى تأثير مبادئ وأسس الشريعة الإسلامية على الفكر الإداري في الدولة الإسلامية، ومن ثم نجد الفكر الإداري في الإسلام يمثل أرقى مراحل النظم والنظريات الإدارية حتى أرقى من الفكر الإداري الحديث والمعاصر.

 

ـ والإدارة عمومًا هي تحقيق أقصى ما يمكن بأقل ما يمكن، والإدارة يمكن أن تنقسم إلى ثلاث وظائف رئيسة تتم في كل عملية إدارية أو من خلال أي قسم من أقسام المؤسسة الإدارية، وذلك من خلال قادة ومديرين وأفراد وموظفين وعبر وسائل اتصال وتوجيه تربط بين الرئيس والمرؤوس، وجلها هو اتخاذ قرارات مناسبة لتحقيق أفضل المطلوب.

 

القسم الأول:

ـ الوظائف الرئيسة في الإدارة هي [التخطيط ـ التنظيم ـ الرقابة].

1ـ التخطيط:

وتعني به هي تلك العملية التي تتضمن وضع مجموعة من الافتراضات حول الوضع في المستقبل، ثم وضع خطة تبين الأهداف المطلوب الوصول إليها خلال فترة محدودة، والإمكانات الواجب توافرها لتحيق هذه الأهداف، وكيفية استخدام هذه الإمكانات بالكفاءة والفاعلية المطلوبة.

 

2ـ التنظيم:

وإذا كانت وظيفة التخطيط تتمثل في التعريف بالأهداف وتحديدها، فإن وظيفة التنظيم تتعلق بتحديد النشاطات اللازمة لتحقيق الأهداف المخططة، وتجميع هذه النشاطات في إطار أو هيكل متعاون يضمها، ثم إسناد هذه النشاطات إلى وظائف محددة يتولاها أشخاص قادرون على الاتصال ببعضهم وراغبون في المساهمة بالعمل لتحقيق الأهداف المشتركة والمحددة، فالتنظيم هو الوسيلة إلى توزيع الأعمال وتدرج السلطات وتنسيق الاتصالات في الاتجاهات كافة، وبدون التنظيم يفقد التخطيط أهميته ويفشل الأفراد وتنهار المنظمات أو تقصر عن بلوغ أهدافها.

 

3ـ الرقابة:

تعتبر الرقابة أحد أهم الوظائف الإدارية الرئيسة، وعن طريقها تتحقق القيادة مما إذا كانت العملية الإدارية قد حققت أهدافها بأعلى قدر من الكفاية، وبأقل جهد وتكلفة وفي أقصر وقت، وذلك في ضوء مفهومها الجديد الذي ينصرف إلى الرقابة الإيجابية البناءة.

 

وهي تمارس فقط حينما تؤدى وظائف الإدارة الأخرى كالتخطيط والتنظيم والتوجيه، وذلك أن الهدف الأساسي من الرقابة هو التأكد من أن الأعمال تسير في اتجاه الأهداف بصورة مرضية، ومن هنا لا يمكن أن نخدم الإدارة الفاشلة أو تكون بديلاً عنها.

 

القسم الثاني:

[التوجيه]:

لا يمكن أن تنفذ الخطط والأهداف إلا من خلال تنظيم فعَّال وجيد ورقابة ترصد ذلك كله وتتابعه هذا صحيح، ولكن كل ذلك لم يتم إلا عبر قادة يترجمون ذلك إلى مجموعة من القرارات الصائبة واجبة التنفيذ، ومن خلال وسائل اتصال تربط هؤلاء القادة بأفراد مؤسساتهم، ولكي تتم هذه العملية لا بد من دراسة ثلاثة مواضيع:

 

1ـ القيادة الإدارية.

2ـ الاتصالات الإدارية.

3ـ القرارات الإدارية.

 

القسم الثالث:

ويشمل الأقسام التي توجد في أي مؤسسة إنتاجية، ومن خلال هذه الأقسام منفردة أو مجتمعة تمارس الوظائف السابقة للإدارة [تخطيط ـ تنظيم ـ توجيه ـ رقابة].

 

وقد تزيد هذه الأقسام أو تنقص من مؤسسة إلى أخرى ولكن أهم تلك الأقسام أربعة: [الأفراد ـ التمويل ـ الإنتاج ـ التسويق].

 

1ـ إدارة الأفراد:

تعتبر إدارة الأفراد من الإدارات المهمة حيث تركز على العنصر البشري، والذي يعتبر أثمن عناصر الإدارة وأكثرها تأثيرًا في الإنتاجية، ويومًا بعد يوم يزداد دور الأفراد تأثيرًا في كفاءة المنظمات الإدارية، مثلما تزداد أعداد العاملين بهذه المنظمات، وتزداد مشكلاتهم عمقًا وتشعبًا، ومحتوى إدارة الأفراد يدور في ثلاثة وظائف أساسية يمكن أن تتشعب بعد ذلك وهي:

 

أ ـ اجتذاب العاملين واختيارهم وتعيينهم.

ب ـ تنمية قدرات العاملين وتطوير مهاراتهم.

جـ ـ تهيئة الظروف الملائمة لاستخراج أفضل طاقاتهم.

 

2ـ إدارة التمويل:

وهي عبارة عن مجموعة النشاطات الإدارية التي تتعلق بالبحث عن الأموال اللازمة وتوفيرها والتأكد من حسن استخدامها وفقًا لأوجه الإنفاق المحدودة.

 

فوظيفة الإدارة المالية يترتب عليها التخطيط لمصادر الإيراد المتوقعة خلال فترة زمنية قادمة، كما أنها تتناول من ناحية أخرى تحديد أوجه الإنفاق لهذه الإيرادات وفقًا لما هو محدد لها في الأنظمة والقواعد المالية، فهي لا تقوم فقط بدور البحث عن المال وإنفاقه، وإنما تحديد الأوجه اللازمة للإنفاق من حيث أهميتها والأولوية التي يجب أن تحتلها بين مصادر الإنفاق الأخرى، كما أن الإنفاق يتم وفقًا لأنظمة رقابية محددة تتأكد الإدارة المالية عن طريقها من حسن استخدام هذه الأموال.

 

3ـ إدارة الإنتاج:

وتهتم هذه الإدارة بكيفية تقديم منتج عالي الجودة بأقل تكلفة في زمن مناسب فهي تهتم بالجودة والابتكار وكيفية السيطرة عليها وكذلك بالتكاليف وحسن التعامل مع المواد الخام وإدارة الزمن إدارة يمكن المؤسسة من الوفاء بالتزاماتها في الوقت المحدد وبالكمية المطلوبة.

 

4ـ إدارة التسويق:

وهي الإدارة المسئولة عن تقديم المنتجات والخدمات إلى المستفيدين منها، وإيجاد ميل لتقبل السلع والإقبال عليها، وهي تتكون من مزيج تسويقي عبارة عن:

 

[المنتج ـ السعر ـ التوزيع ـ الترويج]، ومن خلال العلاقة بين أركان المزيج التسويقي تتم عملية البيع، وهي الثمرة النهائية للعملية التسويقية وتهتم أيضًا بدراسة سلوك المستهلك، وكذلك دراسة السوق.

 

ـ الإدارة الاستراتيجية:

وهي من مهام الإدارة العليا، وفيه تقوم الإدارة العليا بدراسة البيئة الداخلية للمنظمة لتحديد نقاط القوة والضعف، ودراسة البيئة الخارجية لتحديد الفرص والتهديدات المحيطة بالمنظمة من خلال المكونات الأربعة [قوة ـ ضعف ـ تهديد] ثم نبدأ في رسم استراتيجية تعمل من خلالها.

 

الفكر الإداري:

وهو جزء تطرحه مفكرة الإسلام لتعميق أفكار ومبادئ إدارية معينة تساعد على تنمية الفكر الإداري الذي بدوره يسهم في العملية الإدارية الكلية.

 

إدارة الذات:

وهو جزء تقدم فيه وصفات لرفع المستوى الفردي للأفراد للاستفادة القصوى من إمكانياتهم ومحاولة تنميتها.

 

السلوك الإداري:

وهي موضوعات نفسية سلوكية تحدد شكل العلاقة المثلى بين المدير والموظفين أو الموظفين وبعضهم البعض كفريق عمل واحد، أو الموظفين ودرجة حبهم وولائهم لعملهم.

 

الإدارة الدعوية:

وهو عمل سوف تقوم به المفكرة إن شاء الله، وفيه تنصح الدعاة كيف يستخدمون علم الإدارة في الدعوة والتربية، وإدارة المؤسسات الدعوية.

 

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply