بسم الله الرحمن الرحيم
(إن الغضب هو أول المشاعر التي يشعر بها البشر آخر المشاعر التي نتعلم كيف نديرها بفعالية) جيل لندنفيلد.
المشاعر الإنسانية هي تعبير عن التفاعل مع الأحداث ولا يمكن لأحد أن يلغي مشاعره إلا أن أمكنه أن يتحول إلى جماد، لكن ما يسعنا فعله هو إدارة تلك المشاعر وتوجيهها بطريقة تتناسب مع القيم والمبادئ والدين.
الغضب تعبير عن الإنسانية:
يخفي البعض غضبه تجاه الكثير من الأحداث مخافة أن تتجه إليه الأنظار بأنه سيء الخلق أو حاد الطبع مع أن الغضب شعور تلقائي إنساني ينتاب كل الناس فليس سيئاً أن يغضب الإنسان إنما السيئ أن يدمن الغضب حتى في توافه الأمور أو أن يفقد السيطرة على نفسه حينما يغضب.
عبر عن غضبك:
حينما يسيء البعض أدبه في تعامله معك، أو يحاول أن يكيد لك فلا تترد في مواجهته بذلك وتعبيرك عن مدى غضبك تجاه ما فعله بطريقة مؤدبة، وكذلك الأمر في كل ما تجد أنك محتاج أن تظهر غضبك فيه، وتذكر دائما أن الاكتئاب ليس إلا غضباً موجهاً تجاه أنفسنا بدلاً من أن يتم توجيهه للخارج.
أنت من يدفع الثمن:
عندما تعتاد على كبت مشاعر الغضب في داخلك فإنك ستحصل على نتيجة حتمية وهي أن من كان سبباً في غضبك ما زال مستمراً في فعل ما يغضبك ولم يحصل على إشارة كافية لتجنب ذلك، بينما تشتعل النيران في داخلك كل حين وتأكل في صفائك وحقك في الهدوء والراحة.
كما أن كبت الغضب عامل مسبب لكثير من الأمراض الجسدية، ويترواح ذلك من الصداع وحتى الإصابة بأمراض القلب والجلطة.
مسببات الغضب:
لا يمكننا حصر كل ما يغضبنا، فقد نغضب لارتفاع صوت المذياع أو لضحكة مرتفعة ممن حولنا أو الأمور أكبر من ذلك كالتعدي على مقدساتنا ومعتقداتنا لكن ما يغضبنا في الغالب لا يخرج عن ثلاثة عوامل:
1) عوامل خارجية يمكننا التعامل معها ولو بشكل محدود: كسوء خلق بعض الأصدقاء أو تصنيفنا كفاشلين في العمل أو التأنيب الدائم بسبب التأخر في العمل، فباستطاعتك النوم مبكراً لضمان عدم التأخر، وإثبات نفسك كموظف ناجح، وتجنب من لا تروقك أخلاقه من الأصدقاء.
2) عوامل خارجية لا يمكننا السيطرة عليها: كتعطل الطائرة أو السيارة في حين أنك على موعد هام مع أحد ما، أو خسارة صفقة مهمة بسبب انسحاب أحد العملاء.
3) عوامل فسيولوجية: وهي العوامل الجسدية التي تصيب الإنسان كالإرهاق والإصابة ببعض الأمراض كالسكر والقلب.
4) عوامل نفسية: تؤثر بالإنسان مثل اليغضب الذي ينتاب المرأة في بداية الدورة الشهرية والغضب الذي ينتاب الشخص المتوتر بسبب فقدانه للأمان في وظيفته وغير ذلك مما يجعلنا نغضب أحياناً من غير أن نعرف السبب لكننا نعتقد أنه عامل نفسي.
تجنب أسباب الغضب:
في الحديث المشهور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما سأله رجل فقال أوصني: قال: لا تغضب. فردد مراراً، قال: لا تغضب.
قال العلماء معنى قوله لا تغضب أي اجتنب أسباب الغضب ولا تتعرض لما يجلبه وإلا فليس باستطاعة أحد أن يلغي شعور الغضب في حياته، وعند التوقف مع أسباب الغضب التي ذكرناها سابقاً فسترى أنه بإمكانك تجنب الكثير من الحالات والمواقف التي تغضبك. كما أن النقاط التالية تفيدك في تجنب بعض حالات الغضب:
1) اعترف بحق الآخرين في الاختلاف معك، عندها لن تكون مضطراً لمواجهتهم والتصادم معهم.
2) احترم سلوك الآخرين وإن لم توافق عليه ولا تلجأ إلى تسفيه ما يقومون به.
3) وطّن نفسك على الرضا بقضاء الله - سبحانه - وذلك سيجعلك تتقبل العوامل الخارجة عن إرادتك.
4) اعلم أنك ستأخذ نصيبك من الدنيا كاملاً ولن يزيدك الغضب أو التوتر شيئاً فلا تغضب لذهاب صفقة ولا لخسارة عمل بل تأمل الأسباب والأحداث وتدارك الأخطاء ولا تطفئ شمعة الأمل.
9- نصائح للتعامل مع الغضب:
عندما تتفجر بداخلك مشاعر الغضب، وتجد نفسك مضطراً لفعل أمرٍ, ما، فتذكر أنه ليس من حقك أن تتصرف كما تشاء، حتى وإن كان موقفك صحيحاً وصائباً، تحمل بالمسؤولية و روض نفسك على إدارة غضبك، قد تحتاج بعض الوقت لكن المحاولة أفضل من الوقوع الدائم في الخطأ، وإليك بعض ما ينصح به علماء تنمية الشخصية:
1) اعترف بمشاعرك: استخدم عبارات مثل إنني غاضب أو عصبي وعبر عن ذلك بوضوح، إن اعترافك بغضبك يساعدك على الشعور بالمزيد من السيطرة عليه.
2) حدد مستوى الغضب: كن واعياً بالدرجات المختلفة للغضب وهذا سيساعدك في طريقة تعاملك مع غضبك، فلا يعقل أن تكون ردة فعلك في الغضب البسيط كما هي عند ما يواجهك تهديد حقيقي.
3) ابحث عن السبب الحقيقي: عندما نغضب فإن السبب المباشر ولا شك يكون معروفا لدينا، لكن في الواقع قد تكون هناك أسباب حقيقية أخرى جعلتنا نتمادى في غضبنا دون شعور منا، قد يكون تصرف الآخرين نابعاً عن اختلاف في المفاهيم أو في العادات.
4) قم بالتعبير عن الشعور بالغضب جسدياً: بالطبع افعل ذلك دون أن تؤذي أحداً كأن تلقي بالوسادة أو تضرب الأرض بقدميك، لكن بعض الناس تمنعه مكانته أو شخصيته من فعل ذلك، ولا بأس لكن حاول أن لا يتحول الغضب إلى نار في داخلك.
5) أجل النقاش: إذا شعرت بأن الاستمرار في المناقشة ستزيد من توتر الموقف وتجعلك تستمر في غضبك، أجل ذلك إلى وقت آخر.
6) غادر المكان: حين تعلم أن الأمور لن تنتهي على خير بينك وبين زملائك أو بين شريك حياتك فغادر المكان ثم عد في وقت تجد نفسك مستعداً للنقاش الهادئ.
7) لا تتخذ قراراً: لا تحاول أن تتخذ أي قرار وأنت غاضب، تكلم عن احتمالات أو أفكار أو تصورات لكن لا تتخذ قراراً نهائياً تندم عليه فيما بعد.
8) غيّر من وضعيتك: اتبع في ذلك تعليمات النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أمر الغاضب أن يجلس إذا كان قائماً وأن يضطجع إذا كان جالساً فإن ذلك سيخفف من حرة غضبك.
9) كن متسامحاً:لا تحاول دائما أن تجازي من أساء إليك وأغضبك حتى وإن كنت محقاً اجعل للصفح مكاناً في قلبك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد