بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدور الذي تلعبه البرامج التعليمية في تحسين أداء المعلم وتطوير مهارات التعلم لدى الطالب في غاية الأهمية إذا ما كانت غايتنا الوصول إلى أفضل النتائج وأنجع السبل في العملية التعليمية والتحصيل العلمي. فباستخدام الصوت والصورة والنص والحركة في آنٍ, واحد مجتمعة أو بعضاً منها يشكل هذا الدور الكبير والمهم لهذه البرامج في التعليم. لتحقيق هذا الدور لا بد من دراسة هذه البرامج وتقييم فاعليتها من عدَة زوايا بطريقة علمية صحيحة.
البرامج التعليمية لا بد وأن تساعد في تقليص ظاهرة الرهبة من استخدام الحاسوب لدى المستخدم (والتي تعرف باسم computerphobia) - هذا المستخدم ربما ليست لديه الخلفية الكافية لاستخدام الحاسوب أو ربما ليست موجود أصلاً - وذلك من خلال السهولة في عملية الاستخدام والسرعة في التعامل مع الأوامر والرد عليها لاستحواذ ثقة المستخدم بالبرنامج. هذه الثقة مهمة جداَ بالنسبة للمعلم الذي لا زالت نتائج استخدام الوسيلة الجديدة في عمله مبهمة. فبدلاَ من أن يهدر وقته في تعلم إجراءات طويلة معقدة في كيفية استخدام والتعامل مع البرنامج فمن الممكن تصميم البرنامج بطريقة استخدام سهلة ومبسطة.
بما أن المتعاملين مع هذا النوع من البرامج يمثل شريحةً ليست من أهل الاختصاص وذوي خلفية محدودة في استخدام البرامج فمن المفترض أن تمتاز البرامج التعليمية بعدم تأثرها بسوء استخدام المعلم أو الطالب أثناء التعامل كإدخال إجابة خاطئة أو الضغط على مفتاح في لوحة المفاتيح عن طريق الخطأ مثلاً بحيث ترشده من خلال رسالة توضيحيه مكمن الخطأ وما الذي يجب عمله.
أضف إلى ذلك أن الشكل الذي تظهر به المعلومات من خلال شاشة العرض بغاية الأهمية بالنسبة للمستخدم فإذا كان تصميمها بطريقة مرتبة واضحة سهَلت في عملية المتابعة لما يظهر على تلك الشاشة وزادت من تحفيز الطالب وشد انتباهه لمجريات الأمور فتساعد طريقة العرض في البرنامج الطالب أن يكون قريباَ من الأهداف المرسومة. فالبرنامج الذي يحتوي على ألوانٍ, متناسقة وجداول وصور ورسوماتٍ, توضيحية …الخ من شأنه أن يشد انتباه الطالب ويزيد من الدافعة لديه لأن يتفاعل مع البرنامج. إضافة لذلك فإن حجم الخط المستخدم وكثافة النص وتوقيت العرض على الشاشة و الصوت كل ذلك من شأنه أن يخلق في البرنامج عوامل تساعد في تفاعل الطالب وجذبه نحو الاستفادة من المعلومات التي يتضمنها و تحقيق الأهداف المنشودة إذا ما تم اختيارها بشكل سليم.
هناك عدة طرق تُمكن المستخدم التعامل مع البرامج المختلفة الأغراض وذلك من خلال وظائف لوحة المفاتيح أو الفأرة أو عصا التحكم والتي تتيح له إصدار الأوامر ليتم التعامل معها. فنجد مثلاً أن الضغط على مفتاح معين في إحدى البرامج لا يعطي نفس النتيجة في برنامج آخر. لذلك وجب على المستخدم الإطلاع على الوثائق المرافقة لكل برنامج والاستعانة بالملفات المساعدة التي يحتويها ذلك البرنامج وهذا من شأنه زيادة العبء عليه من جهد ووقت إذا كان يتعامل مع أكثر من برنامج تعليمي. لتدارك ذلك لا بد من توحيد هذه الطرق في البرامج التعليمية وتصميم طريقة موحدة يستطيع الطالب والمعلم من خلالها التعامل مع جميع البرامج المستخدمة بحيث لا تتطلب مهارة عالية عند الاستخدام.
الإعداد الجيد للبرنامج التعليمي وما يحتويه من معلومات تخدم الأهداف المرسومة في إطار الأهداف العامة للمنهاج المقرر له أثره الكبير ليس على الطالب فحسب وإنما على المعلم أيضاً. فعندما يجد الطالب أن ما يقوم به من عمل أمام شاشة الحاسوب جزء مما هو مقرر عليه وأن المعلومات الموجودة هي امتداد وتعزيز لما هو موجود في الكتاب المدرسي من شأنه تقوية علاقة هذا الطالب بالحاسوب للاستفادة من إمكاناته الكبيرة.
أما بالنسبة للمعلم فإن ذلك يدفعه للمزيد من العطاء حيث يجد هذا الانسجام بين المنهاج المقرر والبرنامج قد وفر له وقتاً وجهداً يستطيع بذلهما في أمور أخرى كإعداد المطبوعات والبحث والمتابعة تخدم العملية التعليمية وترقى بها.
لا بد من الإشارة هنا إلى أن هناك نوعين من البرامج التعليمية يستطيع الطالب الاستفادة منهما الأول:
البرامج التي تتصل مباشرة بالمنهج الدراسي وتكون جزء منه لها وقتها المستقطع من وقت المادة نفسها وتدخل في التخطيط الدرسي والسنوي بنصيب معينٍ, من إجمالي الحصص الأسبوعي للمادة. وتشمل في محتواها أهدافاً قد يسهل إيصالها للطالب من خلال الإمكانات التي يوفرها الحاسوب أو ربما يصعب تحقيقها في الدرس التقليدي أو أهدافا يتعين استخدام الصوت والحركة من السهل توفيرها من خلال الحاسوب …. الخ.
أما النوع الثاني فيحتوي على مادة تعزيزية من شأنها ربط وتقوية ما يحتويه المنهج الدراسي قد تشتمل على تمارين أو أسئلة و إجابات أو معلومات توضيحية موسعة. يستطيع الطالب استخدام هذا النوع من البرامج في البيت أو في مكتبة المدرسة بمفرده إذا ما توفرت فيها أجهزة الحاسوب.
هناك أمر آخر أيضا بغاية الأهمية فعند الشروع في تصميم البرامج التعليمية يجب الأخذ بعين الحسبان نوعية أجهزة الحواسيب المتوفرة التي سيتم استخدام البرامج من خلالها ومعرفة إمكانات هذه الأجهزة فيتم تصميمها بناءً على هذه الإمكانات المتوفرة .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد