بسم الله الرحمن الرحيم
يعاني الفكر العربي المعاصر في الوقت الراهن أزمة وانتكاسة خطيرتين على جميع المستويات وخصوصاً على مستوى الأطروحات الفكرية النظرية التي يتبناها ثم على مستوى التطبيقات العملية التي يمارسها، وتعود أسباب انتكاسة الفكر العربي في العصر الحديث إلى مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي أسهمت في جعل المفكرين والمثقفين العرب يعيشون مظاهر التخلف والتردي والانحطاط والتيه والضلال، وهكذا تحفل البلاد العربية والإسلامية بمجموعة كبيرة من الاتجاهات والمدارس الفكرية والثقافية والأحزاب السياسية والنقابات العمالية والطلابية. ما كرس المزيد من التفرق والتمزق والتشتت في صفوف الأمة وبالتالي التخلف العام في جميع مجالات الحياة والتأخر عن اللحاق بركب الحضارة المتقدمة والضعف في مواجهة التحديات الخطيرة التي تعيق النهضة العربية الإسلامية وتكرس التبعية للدول الغربية الأوروبية والأمريكية.
- الفكر العربي المعاصر وانعكاساته السلبية على الأمة:
إن التأثيرات والانعكاسات السلبية للفكر العربي الحداثي المعاصر على الأمة العربية والإسلامية في الوقت الحاضر كثيرة ومتعددة ويمكن أن نستعرض بعض أهم هذه التأثيرات الخطيرة في الفقرات التالية بإيجاز:
تفشي كل مظاهر الفرقة والتمزق في صفوف أبناء وجماعات الأمة: إن من أخطر النتائج السلبية للفكر العربي الحداثي على الأمة اليوم تتمثل في تفشي كل مظاهر الفرقة والتشتت والصراع والتمزق، ولا أدل على ذلك من تعدد الأحزاب والاتجاهات السياسية والجمعيات الثقافية والمنظمات النقابية والحقوقية والتي تتميز علاقاتها بالتوتر والصراع والتطاحن وتصل أحياناً إلى التقاتل من أجل تحقيق المكاسب والأطماع السياسية والمادية والمعنوية والاجتماعية بشتى الطرق والوسائل الممكنة حتى ولو كانت غير شرعية أو قانونية أو أخلاقية انطلاقاًِ من تبريرها الواهي الذي يقول إن الغاية تبرر الوسيلة هكذا وبفعل شيوع مظاهر الفرقة والشتات تعيش الأمة الفوضى والاضطراب وعدم الأمن من ما يهددها باندلاع الحروب والفتن والصراعات العسكرية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد