بسم الله الرحمن الرحيم
المتطلع إلى حالة الشباب وبحثهم الدؤوب عن النجاح والتقدم يلحظ أن غالبيتهم تتجه بتفكيرها نحو العمل في القطاع العام (الحكومي). إذ يجذبهم إلى ذلك تحقيق الاستقرار الوظيفي وضمان الحصول على دخل ثابت مع ساعات عمل قليلة ومجهود أقل . رغم ذلك فإن هؤلاء الشباب يكثرون من الشكوى بأن دخلهم لا يكفي وبأن فرص الترقي وتحقيق الذات نادرة. إذاً ما الحل وأين الخلل؟
كان التوجه للعمل في القطاع الحكومي في الخليج وقبله في الدول العربية الأخرى بنظر الكثيرين حلاً رائعاً لحل مشاكل البطالة والعمل. وكان ذلك عندما كانت الأجهزة الحكومية آخذة في التوسع كي تستطيع أن تغطي بخدماته كافة مناطق الوطن ومحافظاته. إضافة إلى ذلك لم تكن الحكومات مثقلة بالديون أو بقيود البنك الدولي وغيره. لكن الوضع أخذ في التغير منذ الثمانينات في دول مثل مصر والأردن، ووصلت رياح التغيير إلى دول الخليج في السنوات الأخيرة. إذ لم تعد أن الأجهزة الحكومية لم تعد تتوسع مثلما كانت في السابق، وأصبحت الحكومات تشد الحزام بحثاً عن وسائل للتوفير والتقشف بعد أن أصبح لديها عجز متزايد في الميزانيات وديون متراكمة.
من أجل هذا أصبح لزاماً على كل طموح ساع للنجاح أن يطرق أبواباً أخرى في سعيه لبناء ذاته وتحقيق النجاح في الحياة والعمل. وهنا يقدم القطاع الخاص، وخصوصاً الشركات الكبرى فرصاً أفضل من فرص العمل الحكومي . لكن النجاح هنا مرهون بمستوى الأداء ومدى النتائج التي يحققها الفرد للشركة، وفي هذا ما فيه من سلبيات.
إن الحل الأمثل الذي أثبتت الوقائع صحته يكمن في توجه الشباب نحو إقامة المشاريع الصغيرة ذات التكلفة المنخفضة أو المتوسطة. فهذا التوجه أنقذ دولاً عدة من مشاكل البطالة وأثبت نجاحه في العديد من دول العالم. إن الصعوبة في القيام بمشروع صغير تكمن أولاً في كسر الحاجز النفسي الذي يعيق الناس عن العمل لأنفسهم. سواء كان ذلك بحجة عدم توفر رأس المال أو عدم القدرة على المخاطرة أو التسويق أو إدارة الآخرين.
إن الخطوة الأولى هي تقرير نقاط قوة وتميز الفرد ثم التوكل على الله في بدء العمل، فإن لم يكن لديك رأس المال فإنك ستجد بقليل من التفكير وسائل أخرى كي تبدأ مشروعك، وإن كانت المشكلة في التسويق فإن قليل من البحث سيفتح لك مجالاً تبدأ فيه تسويق منتجك أو خدمتك . ولا تنسى أن تستشير من هم حولك من أهل الثقة والخبرة إن توفروا، فهؤلاء سيوفرون عليك العديد من الأخطاء ويقصرون لك المسافة التي تحتاج إلى قطعها وصولاً للنجاح. لن يكون الأمر سهلاً بالتأكيد، لكنه ليس مستحيلاً وهو قطعاً ليس بالصعوبة التي يتخيلها الناس.
فقط ابدأ بالخطوة الأولى وستجد أن النجاح أقرب إليك مما تتخيل.هيا انطلق.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد