بسم الله الرحمن الرحيم
العمل الدعوي مجال مفتوح، له طرق ووسائل عدة، الابتكار فيه لا مانع منه، واستخدام بعض الطرق والوسائل التقليدية مشروع أيضاًº وذلك وفق ضوابط وأصول متفق عليها من قبل الدعاة بناءاً على أسس الشريعة الإسلامية الراسخة، ولكل داعية أسلوبه وطريقته.
لكنه من الملاحظ أن هناك آفة قد استشرت في بعض الصفوف، تلك الصفوف التي يحرص أصحابها على الكسب الذاتيº فهم يحرصون على كسب أكبر عدد من المدعوين، وهذا واقع حاصل، والآفة التي يقع فيها هؤلاء كثيراً هي ما أسميه تجاوزاً: (الفوضى الدعوية)º حيث يقوم كل واحد منهم بالتوجه إلى شخص واحد، فيتوجهون كلهم إلى الشخص نفسه، ويبدأ كل منهم بسلوك أساليبه وطرقه الدعوية معه، وأسباب توجههم له بهذا الشكل عديدة مثل حرصه على المحافظة على الصلاة، أو حسن أخلاقه، أو أنه في بداية طريق الانتكاسة، فيعملون كما سلف كل بحسب أسلوبه وطريقته، ويحرص كل منهم على أن يكون التزامه واستقامته على يده، ويعمل على أن يضمه لمجموعته، وما إلى ذلك، وبهذا يقومون بالهدم لا البناء، فلا يجد أحدهم غضاضة في التحذير من فلان ولو بطريقة غير مباشرة ليكسبه هو في صفه، ولا مانع عندهم أيضاً من التصادم الذي قد يبدو كله أو شيء منه أمام المدعو، إضافة إلى ما يحصل من هدم بسبب الاختلاف في الطرق والوسائل الدعوية تبعاً لاختلاف وجهات النظر، وفي هذه الحالة فإما أن يكون المدعو ذكياً ويصادمهم بعضهم ببعض، وإما أن يأخذ كلامهم ويضرب به عرض الحائط، وإما أن يجامل الجميع فيصبح مذبذباً، وإما..
وإما..
وعندئذ يكونون كالمنبتِّ الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، حرصوا على الكسب لحساباتهم الذاتية، فهدموا، أو جعلوا أساس البناء هشاً إن لم يهدموه.
وهذه الآفة علاجها سهل يسير، وهو أن يحرص كل من يعمل في المجال الدعوي على نقاء النية وإخلاصها لله، إضافة إلى الوعي بأهمية العمل المنظم المنسق، وهذا جانب مهم في العمل الدعوي، وهو أن هذا المجال يحتاج إلى تنظيم وتنسيق وتضافر وتعاون، لئلا يحصل الهدم دون شعور، ونكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد