بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة صفة جبلية ولدت مع الكائن الحي، واستقامة الحياة وانتظارها - بل واستقرارها- قائم عليها، العنصر البشري إما أن يكون قائداً أو منقاداً، فالقادة ارتضوا لأنفسهم تحمل أعباء الجماعة، وتحمل المشاق والصعاب في سبيل إنجاح الجماعة، لذا فهم - أي القادة- يتصفون بصفات قيادية جعلتهم يتصدرون المناصب القيادية.
أما المنقادون فهم ليس لديهم مؤهلات تمكنهم من الوقوف أمام الجماعة، ولا يمتلكون صفات قيادية، لذا فهم يفضلون الانـزواء تحت مظلة قيادية، وسوف يكون موضوعنا عن الفئة التي تحرك الناس نحو تحقيق الأهداف، والقادرون على التأثير في الآخرين، وهم القـادة Leaders.
القائد The Leader
هو الشخص القادر على تحريك الناس نحو تحقيق الأهداف، فهو يمتلك خصائص ومهارات وقدرات جعلته يمتطي صهوة القيادة، ويكون قدوة لمن حوله، وهو من يمسك بزمام الأمور ويسير المنظمة إلى بر الأمانº لتحقيق أهدافها بأعلى درجات الفاعلية والإنتاجية، إن القائد الفاعل والمبدع هو طموح وحلم المنظمات، وذلك لأن جودة العمل والإنتاجية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بجودة القيادة، وإذا أردت أن تعرف جودة السمك فاكشف عن رأسها!!
إن القائد الفاعل قبل أن يكون قادراً على سياسة وإدارة الآخرين، يجب أولاً أن يكون قادراً على سياسة نفسه، يقول (وارن بينيس): لا بد قبل أن يكون المدير فاعلاً أولاً أن يطبق ذلك على المستوى الشخصي، فلا بد قبل أن تدير الآخرين أن تدير نفسك أولاً، ونجد أنه كلما زادت درجة قيادة القائد لنفسه زادت درجة قيادته وفاعليته في الآخرين، فالقيادة تنطلق من الداخل. يقول (بريان تراسي): القيادة هي شخصيتك قبل أن تكون عملك.
القيادة Leadership
هي ممارسة التأثير على سلوك وتوجيهات المرؤوسين في سبيل تحقيق أهداف المنظمة وأهداف الفرد (الأهداف المشتركة) أو هي كما يقول (بريان تراسي): (هي القدرة على تحقيق إنجازات متميزة من أشخاص عاديين)، إذًا القيادة هي عملية مستمرة الاتصال فيها مع الآخرين لتحقيق الإنجازات، ولن يتحقق ذلك إلا بتحمل الصعاب وتجاوز العقبات وتحمل الأذى والتضحية، فهي ليست منصبًا أو مرتبة يتمتع به القائد ويتلذذ بعبارات المدح والإطراء، بل هي عناء ومشقة ونصب، القيادة أمر غير محسوس ومع ذلك فلها الأثر الكبير على استقرار الحياة عامة والحياة الإنسانية خاصة.
القيادة هي دفع الآخرين نحو الرؤية المحددة ذات الأهداف الواضحة، فهي بمجملها حسن توجيه الآخرين لتحقيق الإنجازات بنجاح واستخراج أقصى ما عندهم من جهد بطوعية، والقيادة الفعالة هي منحة من الله - تعالى - تعتمد على صفات قيادية (فطرية) وعلى مهارات قيادية (مكتسبة) وبالتالي فإنه يمكن تعلم المهارات القيادية واكتسابها وإتقانها، أما الصفات القيادية فهي تختلف من فرد إلى فرد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أهمية القيادة وأثرها:
القيادة ضرورة لأي تجمع بشري ليقام فيه العدل والخير والإنجاز، ولا يسود مبدأ الغاب، ويأكل القوي الضعيف، ويشيع الظلم وتختفي الإنجازات، لذلك نجد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أدرك هذا الأمر (أعني القيادة) فقال: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم) هذا في السفر فكيف بالحضر، وقديماً قال القائد الفرنسي (نابليون): (جيش من الأرانب يقوده أسد أفضل من جيش من الأسود يقوده أرنب) وقال الناظم:
وألف ثعــــلب يــقودها أسدٌ
خير من ألف أسدٍ, إن لم تقد
وتكمن أهمية القيادة في:
01 أنها قيادة المنظمة من أجل تحقيق الأهداف.
02 حلقة وصل بين العاملين وخطط المنظمة ورؤيتها ورسالتها.
03 السيطرة على مشكلات العمل ورسم الخطط اللازمة لحلها.
04 مواكبة المستجدات والمتغيرات وتوظيفها لخدمة أهداف المنظمة.
05 أنها بمثابة صمام الأمان للمنظمة.
هدف القيادة:
ليس المهم قيادة الناس من خلال العمل، ولكن الأهم قيادة العمل من خلال الناس.
تصنيف القيادة:
01 القيادة القائمة على المركز الوظيفي Leadership by Job
وتعني أن المركز الوظيفي هو الذي يمنح السلطة (حسب النظرية الفرنسية للقيادة) والسلطة بدورها تمنح الدور الفاعل للقائد مثل مدراء المنظمات.
02 القيادة القائمة على المعرفة Leadership Knowledge
وتعني أن المعرفة هي التي تمنح القائد سلطته وأهميته وقيادته (حسب النظرية الألمانية للقيادة) مثل الخبراء والعلماء.
03 القيادة الشخصية Leadership by Personality
وتعني أن الصفات الشخصية التي يتمتع بها القائد مثل (القدرة على الحكم، والعدالة، والشجاعة... إلخ) هي التي تمنح القائد قيادته وأهميته وسلطته.
04 القيادة المنهجية Leadership by Principles
وتعني أن منهجية القائد والمنهج الذي يدعو إليه هي التي تمنح القائد قيادته وأهميته وسلطته مثل الرسل - عليهم الصلاة والسلام والعلماء من بعدهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد