سلة المهملات


بسم الله الرحمن الرحيم

  

أبدًا لن يبقى الحال كما هو عليه، كل المعطيات في عصرنا الحالي تقول ذلك، فالتغيير أصبح بالفعل الثابت الوحيد في حياتنا اليومية، وأصبحت مقاومة التغيير عملية غير مجدية، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى نتائج وخيمةº بل إن قيادة التغيير قد تكون أيسر من مقاومته، هذا المفهوم من المفترض أن يمثل قناعة لدى المسؤولين عن الأنشطة التسويقية في المؤسسات العربية. هنالك الكثير من المعتقدات والقناعات تمثل أسلوب عمل في الكثير من مؤسساتنا، على الرغم من أنها أثبتت فشلها في التعامل مع معطيات الواقع الاقتصادي الجديدة. هذه المعتقدات والقناعات ربما كانت مجدية في عصر البدائل المحدودة والسوق المغلق والمستهلك الأكثر انغلاقًاº أما الآن فأفضل مكان لها هو سلة المهملات..! بالتأكيد سلة المهملات لا تحوي أشياء ذات قيمة، على الأقل من وجهة نظر صاحب السلةº فهي تحوي كل ما تم استهلاكه وأصبح غير ذي جدوى، وهكذا كل شركة في عالم اليوم مطالبة بأن تمتلك ولو لفترة مؤقتة سلة مهملات تلقي فيها كل الممارسات والمعتقدات التي أصبح بقاؤها يشكل أضرارًا أكثر مما يشكل مدافع: الجودة تحدد داخل الشركة وليس خارجها، المنتج الجيد يبيع نفسه، نحن الأفضل في السوق، لا يوجد مشاكل طالما هناك أرباح. العميل يأتي إلينا ولا نذهب إليه، عندما تنخفض المبيعات الحل الوحيد هو تخفيض الأسعار، ارتفاع الحصة السوقية يعني بالتأكيد كفاءة الشركة، التفاصيل الصغيرة في المنتج ليست ذات أهمية كبيرة، بحوث التسويق نشاط ترفيهي، الولاء للمنتج مفهوم مبالغ فيه، المنتج الناجح في السوق لا داعي لتطويره، كلما زادت مساحة الإعلان كلما كان فعالاً، التسويق يعني الإعلان، من المفروض أن نسعر منتجاتنا بداءً على أسعار السوق، إننا نعرف ماذا يشتري عملاؤنا ولا داعي لبذل جهود إضافية في هذا المجال، زيادة المبيعات تعني رضا العملاء، الشركة تتعامل مع فئة وحيدة من العملاء وهي الفئة التي تستهلك منتجاتها... كل شركة يجب أن تمتلك سلة للمهملات قبل أن تجد نفسها في سلة المهلات.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply