أسس حل المشكلات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  أولاً: ماهية المشكلة:

    أ - تحديد المشكلة

    ب - تصنيف المشكلة

 

  ثانياً: الحلول البديلة

 

  ثالثاً: الحل المختار

 

  أهداف الفصل:

    لدى إكمال هذا الفصل، ستكون قادراً على:

تحديد المشكلات القائمة والتعرف على المشكلات المتوقعة.

التعرف على المشكلات وتحليلها.

اتباع وسائل محددة للتوصل إلى الحلول المقبولة.

الحد من المشكلات المتوقعة عبر التحليل الوقائي.

 

أولاً: ماهية المشكلة

 

  أ - تحديد المشكلة

  غالباً ما تحدث مشكلة بسبب تغير يطرأ على عامل بارز أو آلية عمل أو ظرف معين، وتكون النتيجة وضعاً جديداً غير مرغوب فيه. ولتحديد أي مشكلة والتعرف عليها يجب منذ البداية التساؤل عن السلوك أو النشاط الذي خرج بالعمل عن نطاقه المعتاد، وكيف تم ذاك الخروج أو تلك المخالفة، وهل النتيجة الجديدة مقبولة أم غير مقبولة، وما الغاية المرجوة من حل المشكلة القائمة؟

 

  من الضروري، ابتداءً، أن نفهم المشكلة قبل الشروع في محاولة حلها. ويقوم هذا الفهم أولا على التعرف على طبيعة المشكلة، بتحديدها ثم تصنيفها على أساس من التجربة والخبرة. إن الوعي بوجود المشكلة يعد خطوة هامة في عملية حلها.

 

  ولإدراك حقيقة أي مشكلة وتحديد معالمها، علينا الرجوع إلى مصادر ومراجع أساسية، منها:

  1 - المعلومات التاريخية وما تتضمنه من نشاطات ومشكلات ونتائج وحلول سابقة، وتحليل المعلومات المتوافرة حول المشكلات الدورية المعروفة سواء منها اليومية أو الشهرية أو السنوية أو أكثر من ذلك أو أقل حسب المعطيات القائمة.

 

  2 - معلومات حول التخطيط تتم من خلالها المقارنة بين النتائج الواقعة والأهداف المرسومة.

 

  3 - النقد الخارجي الوارد من جميع الفئات المعنية، سواء القادة المنتخبون أو المعينون أو أعضاء اللجان المختلفة أو عموم الأعضاء.

 

  4 - المقارنة بمن هم في أوضاع مشابهة للظروف التي ننتقد فيها عندما يكون النقد سلبياً. ويمكن أن تكون هذه المقارنة مرتجلة أو بناءً على تخطيط مسبق ودراسة دقيقة للوصول إلى نتائج.

 

  أهم ما في الأمر أن يتم تحديد طبيعة المشكلة بدقة، وإلا فان الحل المقترح قد لا يأتي بالنتائج المطلوبة. إذا اتبع هذا الأسلوب المنظم في تحديد طبيعة المشكلة، فسوف يعجب المرء لعدد المشكلات التي تختفي منذ اللحظات الأولى لمحاولة تحديدها، ولعدد المشكلات الجديدة التي تطرأ، ولم يكن احد يشعر بوجودها.

 

موقف عملي

 

فرز القضايا وتصنيفها!

  قال الحارس الليلي لمليكة يوماً: «لقد رأيت الليلة في المنام انك سوف تقتل ظهر اليوم». فاخذ الملك الاحتياطيات لإنقاذ حياته ضد مؤامرة كانت تعد، وعند العصر ابلغ الملك الحارس انه سيكافئه ويعاقبه في آن واحد.

 

  لماذا؟

  المكافأة مقابل إنقاذ حياة الملك. أما العقاب فلأنه نام أثناء نوبة الحراسة الليلية ولا ينبغي له ذلك.

 

  والدرس المستفاد من هذه القصة هو ضرورة التعرف على طبيعة القضايا وعزل بعضها عن بعض. فكثيراً ما نهتم اليوم بالعموميات والتصورات الكبيرة ونهمل الجوانب الدقيقة، في الوقت الذي يجب ان نعير اهتماماً مناسباً لها جميعاً. فعلينا أن نتعامل مع الأمور كل على حدة، فنكافئ على العمل الحسن ونعاقب على العمل السيء، وان يكون ذلك مبرراً على أسس واضحة ومنطقية في الحالتين. ولا يحق لنا الأخذ بقانون المعدل الوسط في الأمور لأننا نخلط بين القضايا ونسيء فهم قانون المتوسطات فنكون كالذي يضع يده اليمنى في ماء مغلي واليسرى في ماء مثلج ثم يدعي أن متوسط الحرارتين معتدل.

 

  ب - تصنيف المشكلة:

  يمكن تصنيف المشكلات بالقياس إلى ما تنطوي عليه من درجة المخاطرة. وبعد تحديد موقع كل مشكلة من الأهمية، يمكننا التركيز على المشكلات الأخطر شأناً على نجاح مشروعاتنا. أما المشكلات القليلة الخطورة، فقد يغض النظر عنها مؤقتاً إلى أن تتوافر الامكانات الكافية لحلها مستقبلاً.

 

ثانياً: الحلول البديلة:

  تحديد الحلول البديلة هو الخطوة التالية في حل المشكلات، ويمكن تحقيق ذلك بعدة طرق. فبالإمكان مقاربتها اتباع الأسلوب التقليدي إذا كانت هناك ضوابط ثابتة أو مسؤول خبير قادر على توجيه عملية الحل. كما يمكن اتباع منهج علمي نظامي أو أسلوب تقريري أو مقاربة رياضية أو منهج جديد للتوصل إلى الحل. وفي المنظمات الإسلامية كثيراً ما يكون الأسلوب المطلوب أسلوبا جديداً يتطلب الإبداع والاجتهاد بسبب غياب السوابق لمشكلة بعينها.

 

  ولا يكون الاجتهاد مفيداً إلا عند وجود الحاجة له، وفي جو من الحرية في طرح الأفكار. فالاجتهاد الفكري الإبداعي يأتي نتيجة حصيلة معرفية وخبرة واسعة نابعتين من الملاحظات الشخصية والحوار مع شخصيات واسعة الإطلاع والتفاعل الواعي مع القرآن الكريم وسيرة الرسول - عليه السلام -. ينبغي طرح اكبر عدد ممكن من الأفكار وعدم الحكم على أي منها، حتى تكتمل عملية الطرح. وعندها نستخدم المنطق والتجربة والتحليل الموضوعي لتحديد أيها أصلح. وبناءً على المعطيات الخاصة، فان فكرة من تلك الأفكار ستبرز بوضوح لتحدد معالم الحل المناسب. إن العقل المتوقد الفطن سيصل إلى هذه المرحلة بأسرع مما يصل إليها غيره.

 

ثالثاً: الحل المختار:

  ينشأ الحل المختار أساسا من عملية تمحيص دقيق للبدائل المتوافرة بحسب قدرتها على الحل في إطار المحددات القائمة. وقد لا يصل أي حل من الحلول المطروحة إلى درجة الكمال، بحيث يزيل جميع مخلفات المشكلة او آثارها، لكن يجب التركيز على البدائل التي تحقق ما يلي:

 

  أ - الحد من الأضرار.

 

  ب - تفادي الأضرار بجوانب أخرى من خطة العمل.

 

  ج - جدوى مقبولة في إطار المحددات والموارد المتاحة.

 

  ويمكن لكل بديل من تلك البدائل أن يؤدي إلى الحل، وقد يحقق كل منها النتائج المطلوبة في إطار محددات الوضع القائم، إلا أن اختيار البديل الأفضل يتوقف على أي العوامل المطلوبة في محصلة الحل يعد أكثر انسجاماً مع الظروف القائمة. ومن ناحية أخرى قد يتطلب حل من الحلول المطروحة توظيف موارد وإمكانات غير متوافرة أو باهظة الثمن، وعليه يمكن وضع قائمة مواصفات عامة للحلول المقبولة. فالحل المناسب:

 

  أ - يحقق القدر الأدنى من النتائج المطلوبة;

 

  ب - ألا يتطلب الحل تكاليف أو موارد أكثر من المتوفر.

 

  ويجب اتباع أساليب إجرائية منظمة لحل المشكلات كلما أمكن ذلك، لأن هذا الأسلوب - إضافة إلى فعاليته وجدواه - يتيح فرصة توثيق العمل والخبرة وتكوين رصيد مسجل يمكن الرجوع إليه إذا نشأت أوضاع مشابهة في المستقبل مما يمنع التكرار وإهدار الامكانات.

 

  إلا أن عامل الوقت أو العوامل الأخرى الحساسة، كالنواحي القانونية والأمنية مثلاً، قد لا تسعفنا في البحث عن الحل من خلال إجراءات منظمة، وفي هذه الحال يجب التشاور بين القائمين على الحل وتقدير بدائله، مع العلم انه يجب تدوين العمل والاحتفاظ بالوثائق والملفات كلما سنحت الفرصة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply