بسم الله الرحمن الرحيم
تبقى الهوة بين أفضل مدير وأسوأ مدير عميقة إذا ربطنا ذلك بالآثار الناتجة عنهما والتأثير الحاصل منهما.
يبدو أن المشكلة لا تكمن في من هو أفضل مدير أو من هو أسوأ مدير، ولكن يبدو لي أن المشكلة تكمن في متى يشعر المدير بأفضليته، ومتى يشعر المدير بسوئه. الحقيقة التي يجب أن نعيها أن كلا المديرين: الجيد والسيئ يصف نفسه بالأداء الفعال وربما يعمد المدير السيئ إلى وضع قائمة بالإسقاطات على العاملين أو السوق أو المنتج أو خلافه تبريراً لعوامل الفشل والأزمات التي تمر به.
السؤال الذي يطرح نفسه، متى يبدو لك أنك مدير جيد أم مدير سيئ؟
هذا السؤال في هذا الموضع جيد عندما تطرح على نفسك هذا السؤال تعتبر هذه خطوة إيجابيةº لأنك تريد تقييم نفسك، وهذا أمر لا يفعله إلا المدراء الأكابر.
إن هناك علامات وأمارات ومعايير من خلالها تستطيع تقييم نفسك كمدير، بل وربما تعرف مواطن ضعفك من قوتك.
المدير الجيد لا يعنى أن كل ما لديه حسن، بل ربما يوجد لديه أمور سيئة ولكن الحسن يغلب على سوئه، وكذلك المدير السيئ ليس كل ما لديه يعتبر سيئاً بل ربما يوجد لديه أمور جيدة فالقاعدة تقول:
لا يعني أن تكون مصيباً أن لا تخطيء
ولا يعني أن تكون مخطئاً أن لا تصيب
إذاً اتفقنا أن لدينا مؤشرات ومعايير وأمارات تبرز لنا أفضل مدير وأسوأ مدير في المنظمات، فإن التطبيق الإيجابي لهذه المعايير يدل على جودة المدير، والتطبيق السلبي لهذه المعايير يدل على سوء المدير، فمنها:
1-استغراق العمل وقتاً طويلاً وبجودة أقل.
2-فقدان روح الحماس والالتزام بين الموظفين.
3-تَصرٌّف اللامبالاة من الموظفين.
4-ظهور الصراعات والخلافات في العمل.
5-كثرة تأخر وتغيب الموظفين.
6-انعدام الاستقرار النفسي والوظيفي.
يقبع المدير السيئ في مكتبه الوثير، ولا يكترث بمن حوله من موظفين وبما يعانونه من مشاكل، فهو يجيد فقط فن التوبيخ والمحاسبة على تقصير الموظفين الذي ساهم فيه هو من حيث لا يشعر، والمشكلة التي تليها أن هذا المدير السيئ يرى نفسه أنه ناجح في عمله، وأنه منافسº بل متفوق على أغلب المدراء كما يقال:\"حشف وسوء كيل\"مما يعيقه عن التقدم والتطور.
أما المدير الجيد والجاد في عمله فهو كما يقول James B. Miller في كتابه Best Boss.. worst Boss\"لقد أصبحت الاستراتيجية التي يركز عليها المدير الجاد في إدارة الأفراد تتكون من خطوتين:
1-أن يزيل أسباب الشكوى أولاً.
2-أن يوفر أسباب الشكر ثانياً.
إن المدير الجيد والأفضل يدير العمل من خلال العاملين، ويؤمن بمبدأ (Win-Win) بينه وبين العاملين، فلذا في ظل سياسة المدير الجيد يسير العمل ولو لم يتواجد المدير في منظمتهº لأن الالتزام والولاء ليس للمدير، بل للمنظمة التي يعتبرها الموظفون ملكاً لهم ومستقبلهم متعلق بمستقبل هذه المنظمة. إن صناعة جو الإنتاجية ورفع الروح المعنوية يزيد من حماس وإبداع الموظفين، والتي يعتبرها المدير الجيد همَّا يحرص على أدائه بصورة فعالةº لتسود مشاعر الألفة والتعاون بين المدير والموظفين.
ولو عملنا مقارنة بسيطة بين أفضل مدير.. وأسوأ مدير لحصلنا على هذه الفروقات:
أسوأ مدير: أفضل مدير :
إنتاجية ضعيفة إنتاجية عالية
كثير الشك بموظفيه يعطي الثقة لموظفيه
يؤمن بمبدأ التقليل والتحقير يؤمن بمبدأ التشجيع والتحفيز
يعمل على إلقاء اللوم على الموظفين يتحمل مسؤولية أخطاء الموظفين
يسند النجاح لحكمته ودرايته يسند النجاح إلى موظفيه
يعتبر الموظف أجير يعتبر الموظف شريك
يتعامل بمبدأ- كسب/خسارة يتعامل بمبدأ - كسب/كسب
يعتبر التدريب والتنمية ترفاً وضياعاً للوقت يحرص على تدريب وتنمية نفسه وموظفيه
لديه نقائض أخلاقية لديه فضائل أخلاقية
متشكك في نفسه وقدراته واثق بنفسه وبقدراته
والآن عزيزي المدير حدد نفسك من أي المدراء أنت؟ هل تميل لأن تكون أفضل مدير أو أسوأ مدير؟ (كن واقعياً ومتجرداً) فليس العيب أن تخطئ ولكن العيب أن تستمر على الخطأ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد