الاضطجاع على الأيمن


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

يشكّل النوم من الحاجات الجسمية الأساسية. فهو يحقق إحدى الحاجات العضوية للجسم، ويساعد على حيويته واستمرار صحته وقوته. 

ولئن كان النوم من الحاجات الجسمية فإنه لا يمكن أن تتحقق منافعه إلا إذا تم على الهيئة الصحيحة. ولذا فإن السنة النبوية قد بينت الكثير من آداب النوم والوضعية المناسبة له حتى تتم عملية النوم على الوضع الصحيح وتتحقق منافعه المرجوة.

 

ومن تلك الآداب النبوية: النوم على الشق الأيمن.

 فقد جاء في صحيح البخاري عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إِذَا أَتَيتَ مَضجَعَكَ فَتَوَضَّأ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاة، ثُمّ اضطَجِع عَلَى شِّقكَ الأَيمن)).

فالحديث بيّن الوضعية الصحيحة للنوم وهو الاضطجاع على الشق الأيمن، لكن دعونا نقف على ما بينته الدراسات الحديثة عن فوائد النوم على هذه الهيئة حتى نجلي عظمة هذا الدين وشموليته للحياة وأنماطها، وليزيد إيماننا بالحبيب المصطفى -صاحب المعجزات الباهرة -صلى الله عليه وسلم-، وتطمئن قلوبنا بما قاله من الحق والصدق.

فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النوم على الشق الأيمن أحسن الوضعيات عند النوم وفي هذا يبين كمال مويل -في كتابه الإعجاز الطبي (ص 178)- حيث يقول موضحاً فوائد النوم على الشق الأيمن: ((فهي تحرر القلب من ضغط الرئة، وتحرر المعدة من ضغط الكبد، وتحرر العمود الفقري من الأوضاع السيئة، وتسمح للقفص الصدري بالحركة الجيدة، وتحافظ على التنفس عن طريق الأنف بإبقاء الفم مغلقاً)). 

وفي المقابل فقد أثبتت الدراسات الطبية أن النوم على الوضعيات الأخرى له مضاره الصحية على الجسم. فالاضطجاع على الشق الأيسر يوقف الهضم، ويؤدي إلى ضيق التنفس، والاختناق، وإلى حدوث حركات في القلب تضغط عليه وتؤذيه. 

وكذلك فإن النوم على البطن يمنع عظام الصدر من التحرك بحرية في الشهيق والزفير، فيتعرقل التنفس، ويتراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الدم فيتعب القلب، ويتخدر الدماغ.[انظر: الحقائق الطبية في الإسلام لعبدالرزاق الكيلاني ص161]

وفيما سبق يظهر بجلاء معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أمر المسلم بالنوم على الشق الأيمن قبل أن تصدر تلك الدراسات الحديثة، وقبل أن يعرف الأطباء تلك الفوائد الطبية بخمسة عشر قرناً!. فيا سبحان الله الذي أنطقه بالحق والصدق والمعجزات والحقائق، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.

كذلك يظهر فيما سبق عناية المنهج الإسلامي بالتربية الجسمية التي تسهم في النمو العقلي للفرد، وفي بناء شخصيته السوية.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply