محطتان للدفء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

  \" المحطة الاولى \"

 

 * أناخت عن ظهرها يوما متعبا..

 

تلفتت حولها.. اشرأبت بعنقها الصامت..

 

يوم كغيره من أيام حزنها وانفرادها.. مع النفس، مع الأشياء..

 

· مع الذاكرة.. وحطام الأنين.. غداً يوم جديد

 

في رحلة مع العمر لا تنتهي..

 

رحلة باتت تكرر نفسها منذ سنوات طوال..

 

الضجيج نفسه في انتظارها غداً..

 

الطريق الصامت الملتوي كأفعى تتمطى لتسلخ جلدها،

 

في كل منعطف وامتداد.. ليس أجمل من إطلالة صبح لطيف

 

ينفض عن عينيه غبار الكسل ويدعو البشر إلى عراك الأيام والأقوات، والأحلام.. غصّ قلبها للحظات في أحضان الكسل، والرفض..

 

إلام؟؟ إلى متى هذا الاجترار مع الأيام والأقدار؟؟

 

لكن وجوهاً شقية.. عابثة.. بالضجيج حيناً

 

بالتمرد حيناً

 

بالصراخ أحياناً..

 

تطاولت تزاحمت أمام ذاكرتها..

 

أنت يا\" روضة\" ارمي اللبان من فمك..

 

و \" شهد\" يا سمراء العراق المكلل بالغد..

 

كم مرة كررت عليك.. ارمي اللبان..

 

وأنت \" لارا \" العابثة ببراءة الأيام..

 

يأبى فمك إلا أن تتزاحم فيه ألفاظ العجمة إلى أن تغلبه؟؟

 

\" هنادي\" أيتها الرائعة.. كم أسعد لإحساسك بوجودك بعد طول نسيان..

 

· وأنت \" حنين\" الأيام إلى السلامة.. ما بك كأنك أبيت إلا الانخراط في خضم العبث؟؟ ازداد تزاحم الوجوه الحبيبة..

 

هناك احتجاج.. \" ديمة\" وأنا يا \" مس \"؟

 

· ونحن.. عشرات الأصوات تعالت باحتجاج بدا تارة، وتخزن في القلوب أخرى.. تسارع نبض قلبها..

 

هدوءاً.. الزمن الهدوء فلست آلة.. ما أنا إلا كائن بشري من لحم ودم.. ليتكن تدرين ما أصبحتن في عالمها الموحش المتكرر

 

كل يوم..

 

غاب طيف حبيب إلى روحها..

 

· لتحل محله أطياف وأطياف.. سألتها أقرب الناس إليها في لقاء ليس بالبعيد

 

\" لقد تغيرت.. لست كأنك أنت ما كنت؟؟ \"

 

رنت إليها بعينين سبقهما القلب إليها..

 

 ليس تغيراً ذاك غاليتي..

 

 بل رحمة ممن اعتاد أن يغدق رحمته على عبد

 

 ألقاه ذات مرة في رحاب الأرض،

 

 وقال له اسع.. ولا تنس أنني هنا

 

 أرقبك بعينين لا تعرفان إغفالا..

 

· غاب طيفك عن العين.. غاليتي..

 

  ذاك مصير

 

  أو لحظة اختبار..

 

 رحمة ممن لا تغفل عينه أبدا

 

أزاح طيفك قليلاً..

 

فاشرأبت آلاف الأطياف

 

 تبرد ناره، تهدئ لوعته

 

· هدأت نفسها حينذاك..

 

وراحت تعد ما سترتديه

 

ليوم جديد...

 

 \" المحطة الثانية \"

 

من قال إن الصغير يظل صغيرًا.. اشرأبت الأعناق والعيون الشقية البراقة..

 

مزيج من الصبا.. التمرد، وطفولة تأبى إلا

 

أن تلوح وراءهما..

 

حقاً لم يكن في توقعها أبداً ما حصل..

 

أخطأ الحمداني حين قال:

 

\" وفيت وفي بعض الوفاء مذلة \"

 

لا يمكنك أن تعطي يوماً إلا وتجد الزرع ينمو..

 

والوفاء والعطاء أكثر فأكثر.. وفاء رائع لاح في تلك العيون الجميلة..

 

تلك الأرض ما أطيبها.. ما أجودها..

 

 أصنافاً من البشر أعطت

 

 بعيون لوزية وأخرى زمردية..

 

· هدأ الضجيج المعتاد في كل يوم..

 

قوبلت كلماتها بصمت مهيب، بإنصات عجيب..

 

\" لم كل ذاك الحزن؟ \"

 

\" هل تعانين من الوحدة، من الانفراد،

 

من العزلة بعد سفر ابنتك؟ \"

 

\" هل ينعزل المرء عن الدنيا إذا أراد أن يكتب؟ \"

 

 وأسئلة أخرى غدت مداً جهدت لإيقافه..

 

· من قال إنكن صغيرات

 

يخطئ من لا يعطي الصغير أبعد الآفاق..

 

يخطئ من ينظر إلى تمرده بضيق أو استغباء.. أجمل اللحظات تلك حين يثور الضجيج والنقاش

 

يفتح آفاقاً من الحب أرحبآ فاقاً في سماوات لا تعرف لها حدوداً..أهو قلبها المتفتح للحب دوماَ أم هو حبهن طغى وجمح ومدّ جسوراً وفرش أزاهيراً ورياحيناً.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply