اختراق قاتم سحاب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مضى في سيره بخطوات واثقة نحو المجهول..

ليكشف عن تلك الصفحة بيدٍ, من عزمٍ, وأمل في غدٍ, مشرق..

مضى يخترق الغمام لا يلوي على شيء.. يحتضنه...

والسحاب.. يزداد قتامة.. يحيطه بذراعيه الدقيقتين...

.. تدفعه الريح ليندفع السحاب تاركاً له في وحدته المقيتة..

.. فتكاد تقتلعه الرياح من بين ذراعيه.... فيزداد تشبثاً.. به..

تصفعه الريح.. وهو مازال ممسكاً به.... يزداد ظلمة....

. يتشبث به ويمضي وقد اشتعلت.. أوار العزيمة في نفسه..

.. إرادته.. تتقد.. تشتعل وكأنها في أتون مستعر...

والدم أخذ يتدفق في عروقه دفق عزيمة وإصرار...

مازالت الريح تمارس عليه إذلالاً..

تصفعه صفعةً فيدير وجهه يمنة وتصفعه أخرى فيدير وجهه نحو الجهة الأخرى..

.. وتزداد الصفعات. وينفذ صوتها إلى عمق عزيمته... هاهو صوتها يعلو في أذنيه..

ومازال ممسكاً متشبثاً.. بذلك السحاب.. ومضى يخترق ذلك الغمام.. والحلكة تزداد

كادت أنفاسه تنقطع... نفسه.. أخذ في الثوران. وصدره يعلو وينخفض..

. تبسمت الريح له ابتسامة إيعادٌ بنصر.... أوشكت أن تعلن نصراً...

... علا صفيرها الموحش...

دفعت ذلك الغمام بعيداً عنه...

لتحمله على إطلاق ذراعيه في الهواء ليحتضن... ليحتضن لاشيء..

لكنه عبثاً ألصق خده عليها.. يتحسسهابحنو..

.. وازدادت قبضة يديه وذراعيه عليها..

حتى كلت أضلاعه تعباً. وباتت ترجوه فكاكاً.. كاد أن يفلت يديه....

.. فقد تظافرت قتامة الاختراق.. وصوت الريح وهشاشة سحابته.. تؤذن بهزيمة..

و تثني عزمه على البقاء.. و تلقي به أو تسقطه على قارعة طريق مجهول.. لا يدرك له

نهاية... أو تراه يستسلم.. !!؟؟

وفي حمأة الصراع.. وهو يكاد يلفظ أنفاس الأمل الأخيرة.. إذ بالسحاب يفتر ثغره

عن ابتسامة مشرقة نفذت لمعاناً في قلبه وقلبها فولدت قوة عجيبة...

رذاذ ندى أخذ يتساقط بلطافة.. ليبلل وجهه الشاحب ويغسل عنه تلك الكآبة الماثلة بإصرار..

تتابع الغيث هطولاً.. ليزداد الكون إشراقاً ونوراً...

... وتنجلي تلك الغمة عن صفحة الكون. وتغادرها إلى غير رجعة..

ليعانق صاحبنا المطر عناق حب وشوق.. ويهمس له بأحاديث الأمل واللطف..

... وتعلو ضحكاته في المكان لتنقشع الغمة.. وتؤذن بفرج...

...إذا مررت بذلك المكان ربما.. تسمع صوت أقدامه يعبث بالماء الذي غطى

وجه الأرض... ليمحو آثار الألم.. التي مرت من ذلك الطريق..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply