كن كما عهدناك

5.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

وقفت بهم الركائب

ولن يتجاوزوا العقبة

فهم أقل من أن يحوزوا ما بعدها

وبعدها الشمس

للصادقين العطاء

(فكن ابنا للشمس)

هكذا قال الراوة

و ابتسمت غيمة عابرة

سمعت نصحهم

لا يعرف القمم إلا أهلها

و لطيور الليل مواويل تشبه النهار

لكنها ليست منه

فبين الضوء و الظلمة

حقائق و مسافات

و سيكون على المرء أن يكون على فراش الموت

كابن الوليد

و يكشف في جسمه مواضع الجراح

أو في قلبه الوهن

فلا تكشف حينها إلا مواضع سيوف لم تقتلك

و ندوب سهام اجتزت أخطارها

و عشت لتكون عبرة

و سينظرون إلى الأفق المعتم

حين الغرغرة

و لن يروا غير هباء منثور

قدموه لغير وجه الراحلين إليه

فلا تستقبل إن عقلت غير وجهه

فكل الوجوه إلى هلاك

و كل الأماني إلى هباء

و أنت الحامل في جنبك حرية أصحابك الرائعين

من طينة العزة خلقت

و من ظهر بلال استللت ظهرك

و أحببت الصقور و القمة

و كم كنا نرى في عينيك أجنحة تحلق

فرجاء لا تخذلنا حين نطلب منك غدا أن تفرد الجناح

و هل تذكر؟

كانت عيناك بسعة أحلام أمة

و مواجع أمة

فلا تكن غير أب للمظلومين

حين يصطف غيرك مع الدخان

و لا بالله

لا تفجعنا في قلب عرفناه في جنبك

يسكنه الفقراء

و الصعاليك

و الناظرون في الشمس

هي الفتنة يا صاح

تقلب الكبار صغارا

فانظر حولك إلى الفرحين بيوم سينقضي

و بعز سيزول

انظر إليهم يؤدون أنشودة الخداع

و يرقصون في زمن الدجل الأسود

تكرههم العاديات

و يكرهونها

و يحبون نخلة من ذهب

و هل للنخل غير خضرته

و الرمل الذي يحضنه

كنت رائعا كمن يعرفون أنفسهم

و تعرفهم أنفسهم

و كانت الضابحات على حدود الجرح تعرفك قامتك

و تطلق في رئتيك الصهيل الجميل

و سيأفل نجم هنا

ثم هناك نجم

و نجمان و ألف

و حقل من زهور الضوء السماوية

و سيقفل القافلون نحو المقابر

يحملون في أكفهم المقطوعة أكياسا من هواء

يفتحونها على كثبان النهاية

ليكتشفوا أن الرجل قلب

و حين يخذل الرجلَ قلبُه

تورق في جنبيه شجرة الدخان الخادعة

فلا تكن إلا على الشاطئ الشرقي

مقابلا لقمة الصقور

كما عرفناك

أما الآخرون فأقل من أن يذكرهم القلب


أضف تعليق