بسم الله الرحمن الرحيم
القسم العلمي والصحي
بعد الغزو المشهور لإنفلونزا الطيور، وتمكنها من العبور، فلم يمنعها حاجز ولا سور، راودنا الشعور أن أكل الطيور محظور، والبيض مهجور، وبكى صاحب مزارع الطيور، وظن آدم أن الوباء قادم، فإن طال الفيروس البشر فلن يبقي ولن يذر، ولن يهدأ البشر ويعود صفو الجو، إلا بمعرفة..ماذا لو؟
ماذا لو؟
كنت من مربي الدواجن في المنزل.
ظهرت أعراض إنفلونزا الطيور على بعض الطيور التي تربيها.
كنت من العاملين في مزرعة دواجن.
كنت تريد طهي دجاجة أو أية طيور في منزلك.
صادفت أحد الطيور النافقة في منطقة سكنك.
وجدت عشا للحمام أو العصافير على شرفة منزلك.
كنت تريد أكل بيض المنتجات الداجنة.
أصبت بأنفلونزا وانتابك الشك في أنك مصاب بإنفلونزا الطيور.
كنت طبيباً واكتشفت حالة إصابة بإنفلونزا الطيور.
تحور الفيروس ليصبح قادرا على الانتقال بين بني البشر.
أصيبت الفصائل الحيوانية الأخرى بفيروس إنفلونزا الطيور.
********
- كنت من مربي الدواجن في المنزل!
إذا كانت الطيور المرباه في مكان مفتوح كسطح المنزل سليمة ولا يظهر عليها أي أعراض مرضية مثل زكام، عطس، وكحة، أو ذبول العرف وتجعد الريش وقلة إنتاج البيض فينصح في هذه الحالة بذبحها وتخزينها للأكل.
أما الطيور التي تربى في حجرات مغلقة ونوافذها مغطاة بستائر، فلا يوجد مشكلة بإذن الله في استمرار تربيتها، ويفضل في هذه الحالة اتخاذ الاحتياطات التالية:
- وضع بعض المطهرات على أبواب هذه الحجرات مثل: الصودا الكاوية بتركيز 2%، أي 20 جم في لتر ماء أو استخدام الفينيك بنسبة تركيز 10%.
- ارتداء حذاء خاص بالمكان الذي يربى فيه الدجاج وخلعه بمجرد الخروج من الحجرة وترك الحذاء بالداخل.
- لبس قفازات وقناع واق على الفم والأنف والعين أثناء التعامل مع الطيور.
- غسل الأيدي بالماء والصابون بعد الانتهاء من التعامل مع الطيور.
********
- ظهرت أعراض إنفلونزا الطيور على بعض الطيور التي تربيها!
إذا ظهرت أعراض مرضية على الطيور التي تربيها على شكل زكام وعطس وكحة، أو ذبول العرف وتجعد الريش وقلة إنتاج البيض فينصح في هذه الحالة بالآتي:
- الإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبه في إصابتها لدى الوحدات البيطرية أو الزراعية أو الصحية حتى يمكن السيطرة على المنطقة المصابة.
- جمع الطيور المصابة وحرقها جيداً، أو دفنها على عمق لا يقل عن نصف متر في منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية أو البحار والأنهار وتغطيتها بالجير الحي.
- الحرص على تطهير المزرعة أو المكان المربى فيه بالمنزل بعد التخلص من الطيور النافقة عن طريق رشها بالمطهرات المتعارف عليها مثل: مركبات الصودا الكاوية بنسبة 2% أو مركبات الجلسرالديهايد. وكذلك التبخير بخليط من مادة الفورمالين ويوديد البوتاسيوم حتى تتخلل المطهرات داخل الشقوق.
********
- كنت من العاملين في مزرعة دواجن!
بالنسبة للمخالطين للطيور الحية بشكل مستمر بحكم عملهم فلابد لهم من اتباع الآتي:
- ممنوع دخول الأماكن التي تربى أو تذبح فيها الطيور إلا بارتداء ملابس واقية أهمها: حذاء بلاستيكي ذو رقبة طويلة، و\"أفارول\" أو زيّ عمل يغطي جميع أجزاء الجسم والرأس، كذلك استخدام قناع واق \"ماسك\" يغطي العينين والفم والأنف لأنها أماكن دخول العدوى.
- لا يتم الخروج بهذه الملابس خارج عنابر تربية الدواجن لأي سبب من الأسباب.
- تغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون بعد الانتهاء من العمل مباشرة، فهذا يعد حجر الزاوية في مكافحة أي عدوى.
- توضع مطهرات على أبواب العنابر لوضع الأحذية والأرجل فيها ليتم تطهيرها قبل الدخول وأثناء الخروج.
- تلاحظ الطيور لرصد أية حالات يُشك في إصابتها، والإبلاغ عنها لدى الهيئات البيطرية وهذا هو الإجراء البسيط الأولي.
- ينصح للمتعاملين مع الطيور الحية أو مخلفاتها بأخذ تطعيم الإنفلونزا العادية تحت إشراف الطبيب.
********
- تريد طهي دجاجة أو أية طيور بمنزلك!
إن السلوك الأصح للحصول على الطيور لأكلها - بغض النظر عن انتشار فيروس إنفلونزا الطيور- ليس من محال بيع الطيور الحية المنتشرة داخل المدن والمحافظاتº لأن الفضلات التي تخرج من هذه المحال بعد ذبح الطيور تؤدي إلى تلوث بيئي كبير وعليه فإن تحويل هذه الأماكن إلى أماكن بيع دجاج مثلج أو مبرد في ثلاجات هو مطلب تلح عليه كثير من الدول لوقاية المواطنين من أكثر من 200 مرض يمكن أن ينتقل من الدجاج إلى الإنسان عن طريق الهواء أو الملامسة في تلك المحال التي تبيع الطيور الحية.
بعد شراء الطيور من أماكن بيعها مثلجة أو مبردة في ثلاجات يتم التعامل معها بالطريقة التالية (هذا إن اعتبرنا حملها للفيروس):
- تلبس قفازات لليدين وماسك على الأنف والفم عند تنظيف الدجاجة أو الطير المراد أكله.
- تغسل الدجاجة بالطريقة المعتادة بالماء جيدا.
- توضع الفضلات الناتجة عن تنظيف الطير في كيس مجهز لذلك لغلقه جيدا بعد الانتهاء.
- تخلع القفازات ويتم التخلص منها في كيس الفضلات ويغلق الكيس جيدا.
- تغسل اليدين جيدا بالماء والصابون بعد الانتهاء.
- توضع الدجاجة أو الطير في الماء المغلي، علماً بأن السلق هو أفضل الطرق لضمان وصول درجة الحرارة إلى جميع أنسجة الطير، ويفضل تجنب الطهي بالشي أو على البخار.
- يراعى تنظيف الأسطح التي تم تنظيف الطير عليها بالكلور أو بالماء والصابون، والأفضل تخصيص لوح خشبي لتنظيف الطيور فقط عليه.
********
- صادفت أحد الطيور النافقة في منطقة سكنك!
في حال وجود أي طير نافق فإن الإجراءات واحدة بالنسبة للدول أو الأفراد وهي كالتالي:
- تجمع الطيور النافقة داخل أكياس بلاستيكية سميكة وتربط جيدا على أن يكون الجامع لهذه الطيور مرتدياً قفازات على اليدين وقناعا واقيا \"ماسك\" على فمه وأنفه وعينيه.
- تسلم الأكياس إلى أقرب وحدة طبية بيطرية أو لأقرب مركز شرطة.
- في حال إذا تعذر تسليم الأكياس لجهة معينة يفضل دفن هذه الأكياس على عمق لا يقل عن نصف متر في منطقة بعيدة عن التجمعات السكنية أو البحار والأنهار وتغطيتها بالجير الحي.
- يتم إبلاغ السلطات الصحية المسئولة عن المنطقة التي تم العثور فيها على الطيور النافقة لاتخاذ الإجراءات الوقائية المتبعة.
- تؤخذ مسحات من الأنف والحلق لجميع المخالطين للطيور النافقة وتفحص معمليا للتأكد من خلوهم من الإصابة.
********
- وجدت عشا للحمام أو العصافير على شرفة منزلك!
إذا صادف ووجدت عشا من الطيور على شرفة منزلك فقد يتبادر إلى ذهنك نقله إلى سطح البيت ولكن هذا أمر غير صحيح حتى في المناطق التي لم يظهر فيها الفيروس حتى الآن نظرا لاحتمالية الاحتكاك المباشر بين هذا العش وبين الطيور البرية بشكل عام، خاصة أن الحمام يصاب بالعدوى دون ظهور أعراض واضحة عليه ويمكن أن ينشر العدوى من خلال الروث إلى الطيور الأخرى والإنسان كذلك.
وينصح في هذه الحالة بـ:
- التخلص من الطير بذبحه للأكل إن كان يؤكل أو نقل العش داخل أكياس وربطها جيدا، والتخلص منه بدفنه بالطريقة المذكورة سابقاً، ينصح بارتداء قفازات بلاستيكية أثناء التعامل مع الحمام واتخاذا الإجراءات الوقائية السابقة.
********
- تريد أكل بيض المنتجات الداجنة!
بالنسبة للبيض فلا داعي للتفكير كثيرًا بكونه حاملاً للفيروس أو لا، فقد ثبت علميا أنه خال من الفيروس، علمًا بأن الدجاج المصاب يقل إنتاجه للبيض وقد ينعدم.
وبغض النظر عن إنفلونزا الطيور فإن النصيحة الصحيحة هي أكل البيض معاملا حراريا (مسلوق، مقلي) بشكل جيدº نظرًا لاحتمال احتوائه على ميكروبات أخرى قد تؤدي إلى قيء وإسهال إن لم يطهَ جيدًا.
ويراعى غسل قشرة البيضة من الخارج بالماء والخل نظرا لاحتمال وإن كان بنسبة بسيطة- تلوثها بفضلات وروث الطيور.
********
- أصبت بالإنفلونزا وانتابك الشك في أنك مصاب بإنفلونزا الطيور!
لابد من التأكيد على أن فيروس إنفلونزا الطيور حتى الآن لا ينتقل من إنسان لآخر. وإن ظهر عليك أية أعراض مرضية للإنفلونزا، فلك أن تعلم أن أعراض إنفلونزا الطيور مماثلة لأعراض الإنفلونزا العادية.
وقبل الشك في كونك مصابا بإنفلونزا الطيور لابد من طرح سؤال هام وهو: هل كنت مخالطا لطيور مصابة؟ أو تعاملت مع طيور مهاجرة مثلا بالصيد أو غيره؟ إن كانت الإجابة بنعم فلا بد من التوجه إلى أي مستشفى وسيتم أخذ عينة من سائل الأنف لتحليلها، والتأكد من الإصابة من عدمها.
********
- كنت طبيباً واكتشفت حالة إصابة بإنفلونزا الطيور!
كما ذكرنا أعراض إنفلونزا الطيور مماثلة لأعراض الإنفلونزا العادية من هزال وارتفاع درجة حرارة حتى 38 درجة وزكام وسعال وآلام في الجسم... إلخ.
والأهم من ذلك هو وجود تاريخ مرضي للمصاب يؤكد مخالطته المباشرة للطيور أو كونه جاء من بلد ظهر بها المرض وخالط الطيور بشكل مباشر هناك. فإن كانت الإجابات بالنفي فهذا ينفي احتمالية الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور.
أما إن كانت الإجابة بنعم، فهنا نحرص على عزل المريض خوفا من تحور الفيروس داخله لا قدر الله- ونعني بالعزل هنا العزل في غرفة خاصة ذات ضغط جوي سلبي (يدخلها الهواء ولا يخرج منها) أو على الأقل غرفة ذات باب مغلق وستائر.
وبالنسبة للفريق الطبي لا بد من اتخاذ الاحتياطات القياسية الوقائية بالنسبة له بلبس الملابس الواقية وكذلك تقليل عدد أعضاء الفريق الصحي المتابع للحالة المصابة، وكذلك تقليل عدد الزائرين للمريض قدر الإمكان.
كذلك ينصح بألا يعالج الفريق الطبي عددا من المرضى الآخرين خلال تلك الفترة، حتى عزل الفيروس والتأكد من عدم تطوره ليصبح قادرا على الانتقال بين البشر.
********
- تحور الفيروس ليصبح قادرا على الانتقال بين بني البشر!
بالنسبة لتحور الفيروس وانتقاله من إنسان لإنسان فهي مرحلة في منتهى الصعوبة وتحتاج إلى عوامل كثيرة متداخلة من ضمنها أن يكون الإنسان مصابا أصلاً بإنفلونزا البشر العادية، وفي أعلى قمة منحنى الإصابة، ويعاني من حرارة شديدة ويخالط طيورا مصابة بإنفلونزا الطيور تكون هي أيضًا في قمة منحنى الإصابة بالفيروس.. في هذه الحالة فقط يمكن أن يتلاقى فيروس الإنفلونزا البشري مع فيروس إنفلونزا الطيور وينتج عنه فيروس جديد شديد الضراوة ينتقل من إنسان إلى إنسان، وفي هذه الحالة قد يحدث وباء قاتل يودي بحياة ملايين البشر.
ولكن هذه العملية في غاية التعقيد، ولا يمكن أن تحدث في فترة زمنية قصيرة، إنما هو احتمال قائم وتحاول منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة وضع الإجراءات الوقائيةº لمنع حدوث هذا الاحتمال بالتنسيق مع الدول التي تظهر بها إصابات بإنفلونزا الطيور.
********
- أصيبت الفصائل الحيوانية الأخرى بفيروس إنفلونزا الطيور!
إن الطيور البرية والطيور المهاجرة والطيور المائية مثل البط تعتبر مخزنا للفيروس بمعنى أنها تأخذ العدوى وتنقلها إلى الفصائل الحيوانية الأخرى دون ظهور أعراض مرضية.
على سبيل المثال: يمكن أن تنقل الطيور العدوى إلى الفصيلة الخيلية لكن الفصيلة الخيلية لا تنقل العدوى إلى الإنسان.
كذلك الطيور البرية يمكن أن تنقل العدوى إلى الثدييات المائية، ولكنها غير قادرة على نقل العدوى إلى الإنسان حتى بأكل لحومها.
أيضا الطيور البرية والمائية يمكن أن تنقل العدوى إلى الدجاج والدجاج قادر على نقل العدوى إلى الإنسان.
والطيور البرية والمائية قادرة على نقل العدوى للخنزير، والخنزير المصاب قادر على نقل العدوى للإنسان كما أنه يستطيع أن يأخذ العدوى من الإنسان.
وهذه تعتبر الخريطة الوبائية ومحورها الطيور البرية والمائية وعلاقتها بالفصائل الحيوانية المختلفة بما فيها الإنسان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد