بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ يوسف جاسم الحجي علم من أعلام الخير في دولة الكويت, وشخصية إسلامية معروفة في شتى أرجاء العالم الإسلامي, مارس العمل الإسلامي الرسمي في نهاية الثمانينات عندما كان وزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية, واليوم يقف على رأس أكبر هيئة خيرية إسلامية عالمية تضم كبار رجال الخير في العالم الإسلامي·· مجلة الوعي الإسلامي حاورته لمعرفة رأيه ورؤيته لعدد من قضايا العمل الخيري الإسلامي المعاصر···
* من هو صاحب فكرة إنشاء الهيئة وفيما تم ذلك؟
- الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية أسست عام 1404هـ - 1984 وقد انطلقت الهيئة في وقت كان بأمس الحاجة لها, فكان لابد من تأسيس هيئة عالمية تقوم على خدمة المسلمين ورعاية الفقراء والمعوزين في جميع أنحاء العالم· ويعود الفضل في إنشاء الهيئة بعد الله - سبحانه وتعالى - إلى فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الذي نادى إبان إنعقاد مؤتمر للمصارف الإسلامية بالكويت, وفي حضور نخبة من علماء الأمة بضرورة إنشاء هيئة عالمية تعنى بالنهوض بأحوال الأمة الإسلامية ومواجهة ثالوث الفقر, والجهل, والمرض· ومنذ ذلك الحين احتضنت الكويت هذا المشروع, وصدر قانون بمرسوم أميري بتأسيس الهيئة رقم (64-1986م) ومنذ ذلك الحين وعلى مدى أكثر من 20 عاما والهيئة تعمل في الحقل الخيري وتمضي بخطوات ثابتة في اتجاه العمل النهضوي والتنموي ومحاصرة أخطار الفقر والجهل والمرض·
> مجالات عمل الهيئة هل تقتصر على العمل الخيري والإغاثي أم أن هناك مجالات أخرى؟
- إلى جانب ما تقوم به الهيئة من أعمال إغاثية وإنمائية في البلدان التي تحل بها كوارث, فإن الهيئة تولي الإغاثة والتنمية والإنتاج أهمية قصوى, حيث رفعت ضمن خطتها الاستراتيجية شعارات مثل (معا لا يعود السائل إلى السؤال) ويستهدف هذا الشعار تمكين الفقير والمعوز من مشروع إنتاجي يساعده على إعالة نفسه وأسرته كما رفعت شعار (ابن مدرسة يحيي أمة), والهدف منه الاهتمام بالجانب التعليمي وبناء المدارس النموذجية, وقد نجحت في ذلك حيث أسست عددا من المدارس النموذجية ثنائية اللغة التي تهتم بالعلوم الشرعية, وكذلك العلوم المدنية والتكنولوجية الحديثة حتى يتخرج فيها الطالب عنصرا منتجا وفاعلا ومالكا لناصية العلوم الحديثة التي يتطلبها العصر إلى جانب خلفيته الشرعية، ومن نماذج هذه المدارس مدرسة الرؤية ثنائية اللغة في الكويت, ومدرسة الروية ثنائية اللغة في السودان، كما أسهمت الهيئة في دعم العديد من الجامعات الإسلامية في إسلام أباد, والنيجر, وأوغندا, وغيرها من الدول· وتهتم الهيئة بالمشاريع ذات الصبغة التأهيلية والإنتاجية كورش العمل والتدريب والمشاريع الصغيرة والمزارع وغيرها·
تقوم هذه المشاريع على صدقات أهل الخير وقت ضرب النبي- صلى الله عليه وسلم- [أروع الأمثلة في الجود والكرم والعطاء والمسلمون مدعوون إلى الاقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم- والاهتداء بسنته الشريفة· كما أن الأمة الإسلامية نعتها القرآن الكريم بالخيرية قال - تعالى -: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وستظل الأمة بإذن الله - تعالى - ماضية في عمل الخير· ومما يساعد على تذليل الصعوبات ما يقدمه الخيرون وأهل الإحسان من تبرعات ومساعدات وصدقات وزكوات أسهمت في استمرار تدفق العون إلى الفقراء والمساكين وذوي الحاجة والأرامل والمطلقات وغيرهم·
*ما أهم انجازات الهيئة في الآونة الأخيرة؟
- كما أشرت من الإجابة السابقة إن العمل الخيري تواجهه صعوبات كثيرة, ومنها هذه الهجمة الشرسة التي حاولت النيل منه وتشويه سمعته, لكن حب المسلمين للعمل الخيري والذود عنه أسهم في دحض هذه الشبهات والافتراءات التي وقفت خلفها جهات لا تريد الخير للمسلمين, ولا تريد إشاعة قيم السلام والأمن في العالم، ولله الحمد والمنة مسيرة العمل الخيري ماضية رغم هذه الدعاوي الباطلة·
* كيف تردون على الهجمة الشرسة على العمل الخيري؟
- نصيحتي للعاملين في العمل الخيري أن يحرصوا على تعميق الصلة بالله - سبحانه وتعالى - وأن يعملوا بدأب وإخلاص وبشفافية عالية, وأن يبحثوا عن المحتاجين والفقراء لتلبية احتياجاتهمº لأن من واجبنا أن نقدم لهؤلاء ما يسد عوزهم ومن واجب المسلمين أن يخرجوا زكواتهم وصدقاتهم لهذه الشريحة التي تعاني بؤسا وشقاء· أما محاولة البعض الربط بين العمل الخيري والإرهاب فهذه محاولة باطلة وخبيثة والهدف منها تشويه سمعة العمل الخيري وقد أكدنا مراراً براءة العمل الخيري من هذه الشبهات·
> منحتم جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز الخيرية ماذا تريد أن تقول بهذه المناسبة؟
- قلت وأقول إن ما قمت به من أعمال خيرية هو واجبي وأن من واجب كل مسلم أن يشارك في هذه المسيرة المباركة فالعمل الخيري بات شريكات أساسياً في عملية التنمية ونهضة الأمة وعلى جميع المسلمين أن يسهموا بفاعلية في إنجاح مسيرة الخير· أما بخصوص جائزة الملك فيصل العالمية ونيلي لهافكما قلت إن حصولي على هذه الجائزة هو تكريم للعمل الخيري والعاملين فيه فالعمل الخيري لا يعرف العمل الفردي وإنما يعرف العمل المؤسسي الجماعي وأجدد شكري وتقديري لمن رشحوني لهذه الجائزة التي تعتبر تشجيعاً كبيراً للعمل الخيري ورسالته السامية·
> كيف يخدم العمل الخيري الثقافة الإسلامية؟
- العمل الخيري له شقان شق إنساني وشق دعوي وكلاهما يعززان الثقافة الإسلامية فالعمل الخيري يهتم بإنشاء المدارس والجامعات والتعليم بصفة عامة والاهتمام بالتعليم يصب في النهاية في تنمية الثقافة الإسلامية· كما أن العمل الخيري يعنى بمراكز تحفيظ القرآن الكريم ومراكز إعداد الدعاة وكفالة أساتذة الجامعات·
*بماذا تنصحون المسلمين في خضم الواقع المؤلم الذي تعيشة الأمة؟
- نصيحتي للمسلمين بشكل عام أن يعمقوا صلتهم بالله - تعالى - وأن يعودوا إلى كتاب ربهم وأن يتمسكوا بسنة نبيهم فلا نجاة ولا خلاص إلا من خلال اتباع ما جاء في كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه [القائل – (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي)· أما الشباب فهم أمل الأمة وعدة المستقبل وعليهم أن يتسلحوا بالعلم الحديث والشرعي من أجل رفعة أمتهم ونهضتها كما عليهم أن يشغلوا أوقات الفراغ بالنافع من العمل·
* ما الذي يحتاجه العمل الخير لتحسين أدائه؟
- نحن نؤمن بخطورة دور الإعلام وأهميته، فما يشاع عن العمل الخيري من افتراءات واتهامات بالباطل تقوم جهات ومؤسسات إعلامية مغرضة بترويجها وإشاعتها· وفي المقابل نحن نهتم بالإعلام المساند للعمل الخيري, ولدينا منابرنا الخاصة المتمثلة في مجلة العالمية, وموقع الهيئة على الانترنت بالإضافة إلى منشوراتنا ومطبوعاتنا التي تبين حجم انجازاتنا ومشاريعنا كما تربطنا بالإعلام المحلي والفضائيات الإسلامية صلة وثيقة من خلال هذه الوسائل بإبراز جهودنا يضاف إلى ذلك أن الجمعية العامة التي عقدتها الهيئة مؤخرا أوصت بإنشاء قناة فضائية وقد تبرع الأخ الفاضل عبد الله العلي المطوع عضو مجلس الإدارة بتحمل تكاليف تأسيس هذه القناة التي مازالت قيد الدراسة ونأمل أن ترى النور في الوقت المناسب·
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد