بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني أحد الأصدقاء قال: كنت أتصفح بعض المواقع على الإنترنت فعثرت على موقع متخصص بشؤون العراق، وقد حدد أهدافه ومنها أنه لا يقبل من المقالات إلا: أبيض - أسود، ولا يريد المقالات الرمادية التي فيها غمغمة وبعد عن الحق الصريح بحجة الموضوعية وبحجة البعد عن تـهمة الفكر الأحادي.. فهذا الموقع يريد أن يكون الكلام واضحاً لا لبس فيه، جريئاً صريحاً.
ولمعترض أن يقول – ومعه الحق – أن هناك بين الأبيض والأسود مساحات كثيرة وألوان متعددة، بل إن النقد ينصب كثيراً في هذه الأيام على من يفسر الأمور من زاوية إما أبيض أو أسود، ولا شك أنه يوجد ضمن المقبول آراء متعددة كما أنه يوجد في المرفوض درجات متعددة، ولكن الناس في بلادنا عندهم ميل نحو التطرف، فهم يميعون الفكرة بحجة الرأي والرأي الآخر، وبحجة عدم التشدد، وهكذا تطرح أمور واهية مما يجعل أمثال صاحب هذا الموقع يضيق صدره من كثرة اللون الرمادي الغائم الموجود على الساحة الثقافية.
ولذلك يطرح شعاره (أبيض أسود) ولاشك أننا بحاجة في كثيرة من القضايا إلى أن يكون وجه الحق سافراً مجلجلاً، فلعل أن يكون له من التأثير ما يحل بعض المعضلات، ويزيح بعض المشكلات التي نحن واقعون فيها وخاصة إذا كان الأمر متردداً بين الحق والباطل، فلا مجال هنا للزوغان عن الحق حتى لا يغضب فلان أو لا تغضب الجهة الفلانية. والله - سبحانه وتعالى - يقول: ((فماذا بعد الحق إلا الضلال))...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد