القادمونَ غزاةٌ كيـفما ظــهروا وإن تخفَّوا بثوبِ العدلِ واســتترُوا
والغربُ مهــما توارَى عـن حقيـقتِه يلوحُ في وجههِ الإجرامُ والخـطرُ
كـذا البغيٌّ وإن صاحت بعفـتِها في عينِهَا جمرةُ الفحشاءِ تسـتعرُ
واللصٌّ لصُّ وإن أبـــدى نزاهــتَه وبانَ في عمةِ الأبرارِ يعـتجرُ
وللنـفاقِ علامــاتٌ مبــــينةٌ وجـهٌ صفيقٌ وأنفٌ راغمٌ قــذرُ
ودولةُ الكـــفرِ خرقــاءٌ مدمـرةٌ وتدَّعِي أنــَّها للــحقِ تنتـصرُ
وهيـــئةٌ تُشتَرى في كـلِّ نــازلةٍ, ليست سوى مومـس عشاقها كُـثُر
وأمـةٌ ليسَ تعــنيـها هويتـُها لا بدَّ يعســفُها الإذلالُ والـــخَدَرُ
وعالمٌ نـــسيَ الرحـمنَ خالـقَهُ وراحَ في حوبةِ الشيطانِ يأتـــمرُ
النورُ يرفعُ عن عــينَي بصيرَتــهِ ولعنةُ الله في الأرجـاءِ تنـــتشرُ
والعقلُ يُحجَبُ عن رُؤيَا حقيــقتِهِ ومـن مرارتِهِ يَهـــذِي ويحتَضِرُ
من يتَّخِذ وثــناً نفطاًً ويعـبدُهُ يومــاً به الوثنُ المعبودُ ينفـجرُ
وكـــلٌّ ظلمٍ, لهُ ظلمٌ سيظلمه شريعــةٌ ذنبـها ما كـــان يُغـتَفرُ
يا أيها الحُبٌّ لا تعزف على وترِي لم يبـقَ من كَثرَةِ الآلامِ لي وَتَـرُ
ما عادَ صوتُكَ مثلَ الأمسِِ يُطربـني ولِلصبابةِ والأحلامِ أعــتذرُ
وكـــيفَ ألـهـو وبغدادٌ مضرجـةٌ بقلبِها وفؤادُ الدينِ مــنكسرُ
ألا ترى نهــرَها بالحزنِ مُؤتزراً وتحتَ أسوارِهــا الآمالُ تنتحرُ
كأنها لم تكـن يوماً منارَ هـدىً ولِلحضارةِ في ساحاتِها صــورُ
أهكذا يُـسلَبُ الإسلامُ قلــعتَهُ ولا تغارُ لها قـيسٌ ولا مـُضرُ
في أيِّ شــرعٍ, أخٌ يـُلقي أخاهُ إلى جوفِ الرَّدَى وعلَى الأرحامِ ينتصرُ
كفرتُ بالنفطِ والزيتِ الذي مزجـُوا فيهِ الدماءَ ومن أفلاذِنا عـصرُوا
ويحَ العروبةَ ماذا قد أحـاقَ بها أهَالها الخطبُ أم تاهت بها الفـكرُ
أين المروءة هل ماتَت فـندفِنَـها أم أنها في قيودِ البغيِ تنتـظرُ
كم صورةٍ, في جدارِ العارِ قد حـُفِرَت يكادُ يَبكي عـلى مأساتِها الحجرُ
تـباً لكلِّ جبانٍ, لا يُحركــه صدى الصـواريخِ في بغدادَ تـنفجرُ
ولا يغارُ على الأعراضِ إذ كُشِفَت ستورُهَا ولهـا الأوغادُ قد نظرُوا
كم طفلةٍ, سرقوا منها وداعتـَها وبسمةٍ, في ثرى الزوراءِِ قد قـبرُوا
لهفِي على الأسـدِ في الهيجاءِ خائضة لم يَثنِها عن حياضِِ الموتِِ من غدرُوا
لـبوا النداءَ ولكـن خانهم عربٌ كما الحسين الذي أودَت به الــغِيَرُ
لا يرتَضِي الليثُ إلا الموتَ منتصراً إذا الذئابُ على أوطانهِ كــثُرُوا
تَدمَـــى مخالـبُهُ لـكن عزيمتُهُ أقوى من الغدرِ من كلِّ الذي مكرُوا
حزيــنةٌ أنتِِ يا بغدادُ لابـسةً ثوبَ الـحدادِِ ودمعُ العـينِ منــهمرُ
كأنَّ ليـلَكِ موصولٌ بأغنـيةٍ, مـنَ الأنـينِ فمنها يوحِِشُ القـمرُ
ومَن تـلومينَ؟ من أرضَعتِـهم فَنَسَوا حليبَ عزٍ, وفـــي الميدانِ ما صبرُوا
باعوكِ ما نظرُوا عَينَيكِ إذ دمعت فيها الحضارةُ والـتاريخُ والسـيرُ
قوميةٌ تعبدُ الطـغيان لا عجبٌ إن أدبـرت وهي بالطاغوت تفتـخرُ
حقـيقةٌ خطَّها الفاروقُ خـالدةً لله دَرٌّكَ مـَن أنباكَ يـا عـــمرُ
إنَّ العروبةَ نورٌ في مُحَمَّدِهـــا وإن تخلت فلا حسُّ ولا خبرُ
هانحنُ نبدأُ يـا بغدادُ رحلتـنَا في مركبِ الحقِّ لا غـدرٌ ولا خـوَرُ
هذي العلوجُ أتت من قبلُ واندحرت واللـيلُ إن أقبلَ الإشراقُ يــندحِرُ
هل تسمعينَ بني العباسِ هائجةً تحتَ الجنادلِ والأجداثِ قـد هَدَرُوا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
منبع للضاد
13:49:28 2020-05-04