علوج الروم على أسوار عاصمة الرشيد

(1)

بغداد

هل دجلة يذكر أسماء الخلفاء

هل يذكر وجه الصبح العباسيِّ..

يعانق غابات النخل الكوفيِّ..

وخيل المعتصم الدّهماء

هل يذكر سيف المنصور البتارِ..

يحزّ ذيول الفتنة واللقطاء

هل يذكر دجلة..

حبر دواوين الوزراء

آه يا عاصمة الخلفاء

هل دجلة باقٍ, فيكِ..

ويطفأ شيئاً من ظمأ البيداء

اليوم أتوك علوج الروم

وعلى أسوارك قطعان الغرباء

وعواصمنا سكرى

تتعاطى الخمر الشارونيِّ

تفيق بمؤتمراتٍ, للبؤساء

ومنابرنا

لا تنطق حرفاً من اسمك

غير (التأمين) على أصوات دعاء

لا تنتظرينا خلف الأسوار الخرساء

فالوهم هنا نبتٌ بريّ

وعزائمنا أوهى من سطح الماء

الناس هنا

لا شيء جديد

غير الصمت المستنبت في الأحداق

ووجوهٌ تُحرث بالبأساء

المشهد في صحراء قبائلنا

لا شيء جديد

روما تتبختر في الصحراء

وشفاه القوم تُحرّقها آهات كالرمضاء

ورمٌ عبريُّ ينمو في الآفاق

ويظلّل قرص الشمس

لتنام العزّة في ليل الزعماء

بغداد

اليوم أتتك كلاب الروم

كي تكسر أسياف العباسيين

وليسرق راعي الأبقار المسعور

أختام خليفتنا المأمون

من جوف خزائن سامراء

يا عاصمة الشرفاء

لا تنتظرينا..

ماء فراتك فوق القهر

ونخيل البصرة يهزأ دوماً بالأعداء

    (2)

بغداد

لن تخنق دجلة رائحة البارود

وحرائر (تغلب) لن تُسبى

وسيبقى وجهك قنديلاً..

يتوهج بالنصر الموعود

وشموخك فوق الجرح

يتحدّانا

يتحدّى صمت مقابرنا

وضمائرنا وقلوبٌ تسكن أضلعنا

كحجارة صخرٍ, قُدّت من جلمود

بغداد

قولي

لوجوه الخيبة في أرجاء مدائننا

أنَاَ أرفضكم

لا يعجبني..

أن أسجد للوثن الأمريكي

وأنَا إن متٌّ سأحيا..

مثل (غلام الأخدود)

بغداد

هارون إليك لسوف يعود

وخراج (سحابته)

في كابل أو أسدود

إبلٌ بيضاءُ.. إليكِ ستحملهُ..

بقوافل تعبر كل حدود