ما بالُ دجلةَ في العراق يخضَّبُ؟!
والنَّارُ في أهلِ الخَصيبِ تلهَّبُ؟!
والمَوتُ يحصدُ في السَّواد سَواده...
وعلى الفُراتِ النَّائحاتُ تحوٌّبُ..
واللَّيلُ أضحَى بالقَذائفِ شُعلة..ً
واليوم من حمَّى الحَرائقِ غَيهَبُ..
وعَلَت بلادُ الرَّافدين كَآبةٌ..
وجهُ الزَّمانِ من الفَظاعةِ مُغضَبُ..
وعيونُه تبكي الحضَارة دُمِّرَت..
بغدادُ عَاصِمَةُ العَراقَةِ تُضربُ..
والقَصفُ مُستعرٌ بها وبأَهلها..
والحِقدُ أسودُ والضَّغينةُ أَحزَبُ..
وبكلِّ أسلحَةِ الدَّمارِ تَفَنٌّناً..
فالقُطبُ طَاغٍ, والزَّمانُ تَقلٌّبُ..
والغَربُ يُرغي بالتَّقدُمِ خدعةً..
فالطٌّهرُ يُسبى والكَرامَةُ تُغصَبُ..
والشَّرٌّ يَزحفُ للمَعَالمِ كلِّها..
والكَيدُ أعمَى والدَّواهي تنشبُ..
والظُلمُ يَنشُرُ في البِلادِ رمَادَهُ..
فَترى الغُزَاةَ بكلِّ ساحٍ, صَوَّبوا؟!
فإذا الفَنَاءُ مع القذائِفِ منَّةٌ!!
وإذا الحرَابُ مع الرٌّجومِ تقرٌّبُ!!
والاعتداءُ على الشٌّعوبِ مُبَرَّرٌ!!
والاحتلالُ كرامَةٌ لا تُسلَبُ!!
أي الخُطوبِ دَهى؟ وأيَّةُ غارةٍ,؟؟
رعناءُ تُرمى بالجنون وتُرعبُ..
والمسلمُونَ من المُصيبةِ زُلزِلوا!!
وبِلادُ يعرُبَ أصبَحَت لا تُعربُ!!
والكلٌّ يركنُ للسَّلامِ وأمنهِ..
والكلٌّ من صَوتِ الدَّويِّ يؤدَّبُ..
عصرُ الغُثَاءِ فلا قرارَ ولا حجى..
ماءُ الكَرامَةِ من عُقُودٍ, يَنضُبُ
والرَّأيُ همِّشَ في الخطوب مذيَّلاً
والأرضُ تَغلي والخَلائقُ تشجُبُ
قَرنٌ يَفوحُ الغَدرُ من أقطَابِهِ..
دَعوَى التَّحرٌّرِ للشٌّعوبِ تُكَذَّبُ..
والمجلِسُ الدٌّوليٌّ صَاغَ قَرَارَهُ..
أَفعَى مُرقَّطةٌ ويُملي ثَعلَبُ..
والأمنُ للقطبِ الأصَمِّ وحِلفِهِ!!
فالقِسطُ يَبكي والعَدَالَةُ تَنحُبُ..
والسِّلمُ هُدِّدَ والسَّلامُ بنكبةٍ,
والمَجلسُ الأمَميٌّ لاهٍ, يَلعبُ؟!
أترى التَقدٌّمَ بالمجازِرِ والفنا؟!
وخَرابِ بَصرَةَ والحَقيقةُ أرهَبُ..
أترى التحرٌّرَ للشٌّعوبِ بذبحها؟!
يا ضَيعَةَ الأوطَانِ إلا تَغضَبُ
دارُ الخلافَةِ والرَشيدِ تضرَّجَت
ودمَاءُ إِخوانِ العقيدةِ تُسكَبُ
بغدادُ يا صرحَ الشٌّموخِ مُعَلَّقاً
بغدادُ شَمسُكِ للعُلا لا تغربُ
بغدادُ صوتُكِ في الزَّمانِ مُجلجِلٌ
وإليكِ تَاريخُ الحضَارةِ يُنسَبُ
بغدادُ يا مدنَ المدائِنِ زَهوَةً
كيفَ الغُزاةُ بصلبِ طُهرِكِ تَشغَبُ؟!
كيفَ الغُزاةُ تَكالَبوا وتَجَاسَروا!؟
كيفَ العُدَاةُ تَجرَّؤوا وتَحزَّبوا؟!
غَابَت شَريعَتُنا وشُتِّتَ شَملُنا
والوَهنُ دَبَّ وفي البِلادِ تَألٌّبُ
والحَالُ من دُنيا المَبادئ ذِلَّةٌ..
وئدَت كَرامَتُنَا وعَاشَ المَنصِبُ؟!
درسٌ تخضَّبَ بالدِّمَاءِ لأُمَّتي
فلقد تَبَدَّى في الزَّمانِ العَقرَبُ
عَصرُ السٌّباتِ مَضَى ودبَّت صَحوةٌ
بَصُرَت مَراكبَها ولمَّا تَركَبُ
ورأت شُمُوسَ المَكرمَاتِ بدينها..
فالحَالُ من ليلِ التَّغربِ مُجدِبُ
والعزٌّ والحصنُ الحصينُ عَقيدَةٌ
شَمَّاءُ قَائدُها الرَّسُولُ الأنجَبُ
هذا السَّبيلُ إلى الثٌّريا والعُلا
فسَعادةُ الدٌّنيا ودَارٌ أرحَبُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد