الذهبية

5.5k
5 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

وَدّع ظُـنـُونـَك َ إنّـنــا غُـرَمَــاء ُ*** وسَــيقضي يَوماً بَينَنا الحُكماءُ

وَدّع ظُنونَـكَ فالحَياة ُ قَصـــيرَة *** ٌ يا قلبُ مَهـلا ً فالأمَـانُ غَبــــاءُ

إلعَق جراحَكَ حَربُنا عَشـــــواءُ *** فهيَ الليالي سَــــوادُهنَّ سَــواءُ

وَدّع ظُـنونَـكَ فالـزَفـيرُ أزيـزُها *** ولـهــا تُـقـدَمُ أنفـُــسٌ ودمــاءُ

قد عِشتُ دَهراً يا فؤادُ مُحَطمــاً *** بثـرى بلادِكَ يَحكُمُ الغُـرَبــاءُ

هذا زَمانٌ سادتِ الفَحشــــــــاءُ *** تَعِظُ القِيـانُ ويُـطعِمُ اللـؤمـَـاءُ

كم مِن بلادٍ, مثلَ حال ِعراقِــنــا؟ *** فالـقدسُ كَـربٌ والعـراقُ بـلاءُ

لكن ومِهـما قـد يَطولُ ظَلامُهُـم *** لابُـدَّ يومــاً وتَنجَـلـي الغَبـراءُ

ودّع حَبـيـبــاً فالفـِراقُ مظَـنَّتـي *** وأنا المُسَــهَّدُ شِــيمَـتي اللأواءُ

ودعتُ قلبي فاســتُثيرَت دَمعَتي *** فهيَ المَدامِعُ وصــفُها حَمقــاءُ

سَــحّيتُ دَمعي فالحَبيـبُ مُكبـّلٌ *** يَشـكو المَهانَةَ، خانَهُ العُمَلاءُ

وسَعَيتُ أنشدُ راحة ًفي رَوضـَـــة ٍ, *** فـإذا الغُيـُومُ تَلبّدت سـَـــوداءُ

ورأيتُ في دُنيا العَجـائـب ِأمرَنا *** فالأرضُ جَدب ٌوتُســتَدرُ سَماءُ

ودّعتُ قلبـــي كي أنالَ مَفـَـازة ً *** نَحـوَ المَعالـي مَطيتــي العَنقـاءُ

فإذا وإنّي في الضَبابِ سِـــراحَتي *** فَهيَ الهُمومُ سـَــفينةٌ خَـرقــاءُ

وإذا وقلبــــي بـَلاقِـعٌ بَـيــــداءُ *** حارَ الأطبَة ُ، ملَّت ِ الأدواء ُ

وإذا بنَفســــي تَســتَغيثُ مََنيَتـي *** فَـأَنــا الـميـاهُ حُـرِِمتُها وهَـواءُ

ودّع لـي هَمّـاً يا فُـؤادي رَيـثَـما *** يَغشَــاني فألٌ ويَحتَوينـي رِفـاءُ

وإذا الغَـوالــي للحَـقيـقة ِوهـمُها *** قَـد كـانَ ظَـنّي إنّـها حَســـناءُ

إنَّ الظُـنونَ خَديعَـة ٌ وصَـــنيعـَة *** ٌ كَسـرُ القُلوب ِفأرضُها رَمضَـاءُ

وبَكـيتُ سـَــيلا ًفالعُروبة ِجُثـّــة ٌ *** أتعودُ يوما ًعَروسَـــــة ٌ لمَياءُ؟

فَشـَـكوتُ للهِ العَظــيمِ مُصـَـابتــي *** ما زلتُ أشـــكُو والكَلامُ عَناءُ

ورَحَـلتُ عَن دارِ الكَريــم ِبـذِلَّـة ٍ, *** يَزداد ُ هـَمّي فناقَـتي عَرجــاءُ

ولّيـتُ وجهـي للأُخـوةِ رِحلَتــي *** كُلٌّ الأَمانــي تَضُمُنـي النَجـلاء ُ

ورَجَوتُ في دارِ الأخُـــوةِ بُغيَتـي *** يَغشـــانـــي ودٌ، عِنايـة ٌوَرِداءُ

فإذا الأُخوةُ خِنجَـرٌ في جانِـبــي *** وإذا اللـقــاءُ تَهَكٌّـمٌ وجَفــــاءُ

وإذا المَراحُ تنكّـَرَت وتـَعبَّـســَـت *** فهيَ الوجُوهُ قَبيحَـــةٌ صَــفراءُ

وإذا الرَغيفُ يَفـرٌّ منـــي هاربــاً *** خَلط ُ السـَــــجايا وخامَةٌ بَلقاء ُ

كُنـّـا نـَظُـنٌّ بالأُخُـــوةِ دِيـمَــــة ٌ *** قَحط ٌ تَجَلى فأرضُهُم سَــــوداءُ

وأخَذتُ مِن وَحي الأخُوةِ غَدرُهــــا *** لكنَّ طَبعي تَجَشـٌّــــمٌ ووَفَـــــاءُ

مَن قــالَ يومــاً للأخُـــوة ِحَقٌّهــا؟ *** مَن قالَ يَوماً أخُوة ٌســَــمحَـاءُ؟

ما زالَ نَزفـي مِن جِراحِ أُخوَّتــــي *** مازالَ ظُلمٌ يَلُفـٌّنـــي وشَـــــقاءُ

وتَجأجَأوا يـَـومَ الوَطـيسِ بذلـَّــــةٍ, *** أينَ المزاعِمُ؟ أينَها الكَحـــلاءُ؟

أبنـــاءُ عَــلاتٍ, حَقيقـــة ُأمرهِــم *** ليسـُــوا شُموســـــــاً إنَّهم بُلَهاءُ

يا أيٌّها العِرقُ الشَــريفُ عراقُنــا *** رأسٌ تعالى وقامةٌ هَيفـــــــــــاءُ

ورَفَعتَ رايــاتِ المحبــةِ عُنـــوةً *** أصـــلُ النوايا نَبيلة ٌبَيضـــَــــاءُ

أعدَدنا للحَربِ الضَروسِ كُماتَهــا *** فَخراً تأبطَ تاجُها العُظَمَـــــــاءُ

وبَذَلنا للأوطــانِ كـُـلَّ عَزيـــــزة ٍ, *** هانَت وفاتَت مَواسِـــمٌ خَضــراء ُ

هذي جُـذوري وهؤلاءِ عُمومَـتــي *** هذي الخِصالُ تَزاحَمت وَســناء ُ

شُم ٌّالأنُوفِ شَريفة ٌ أنســــابُهُم *** ظلُّ مديــدٌ و عِترَة ٌ وَرقــــــاء ُ

يا فَخــرَ تاريـخ ِ البَريـّــةِ مِلَّتــِـي *** أصـواتُ عزٍّ, تَرُوقُني وحُــــداء ُ

وقَدِمنـا للفعـلِ العظيـم ِبرايــــَـة *** ٍ, رَفَّـت وغـَنَّت رايـة ٌعَليـــــــاءُ

هذي فِعالٌ، رِفعةٌ وســـَــــــناءُ *** إخلاصُ قَـول ٍ, وعِـفَّــــةٌ وَ وَلاءُ

من أينَ ابتدأُ الكَلامَ أحبَّتــــــــي؟ *** لا عُذرَ عِندي تَرومُني الشَهباءُ

ولأهـلِنـا في النازِلاتِ فِعــالُــهُــم *** شَـَرفُ العُروبةِ، رَوضَة ٌ غَنـّاءُ

أبناءُ إســـلام ٍ,تَقاطَــرَ شــَـهدُهُـم *** حُلـوُ المَذاق ِ، رجالُهُم رُحَمـاءُ

ولأهـلِ دجـلَةَ كُلٌّ حيـــن ٍ, مَوقفٌ *** فَهُمُ الرجــالُ حَـوارثٌ ونَقــاء ُ

أهلُ الفُرات ِ تزاحَمـــوا في نَخوة ٍ,*** كَيمـــا تُــزاحُ مَـعِـرَّةٌ كَئـداءُ

حَيّوا النَشامى حينَ يُتلى ذِكرُهُم *** ذِكرُ الكرامِ مَفاخِـرٌ وسَـــــخاء ُ

يا ليتَ شـِـعري أن أكونَ بقُربِهِم *** فأشـُـمٌّ عِطراً تَفُـوحُهُ الهَيجـــاء ُ

آســادُ دين ٍ, في المَصائب ِ زَمجَرت *** قام َ رِجـالٌ أعِـزَّة ٌ نُجَبــــــــاء ُ

أنتُم وقَـفتم للعَــدوِّ بمـَرصـــَــــدٍ, *** والبَعضُ خانوا، وجُوهَهَم زَرقاء ُ

وتَخَبـَّطَ العَـادونَ حتــى ما دَرَوا *** كَيفَ الهُروبُ، وإنَّهم فُرَقـَــــاء ُ

دارَت رَحـاها كُلٌّهــــــــــــا آلاء ُ *** حِكراً تَداولَ مَجدَها الخُطَبـــــاء ُ

ووقَفنا صَفـاً في الجِهــادِ مُوحَــدا *** ً كُنّا شـِـــداداً، لأهلِنا نُقَبـــــــاء ُ

وأســــوَدّت ِ الدُنيا عَليهم حينَها *** فبَكى الشَــبابُ وشَـيبَة ٌشَـــمطاء ُ

وضَرَبنا من فَوقِ السُروج ِرِجَالَهُم *** نَحنُ انتَصَــرنا والعُلوجُ هَبَـــاء ُ

هذا جَـزاءٌ من قَليل ِرِجَـامِنـــــا *** فــإذا نِداهُم تَخُــورٌ ورُغــــــاء ُ

زُبَرٌ تَناثَرَ دِرعُهُم أشـــــــــــلاءٌ *** نَصَــــبوا لَهُ في العالَميــنَ عـَـزاء ُ

حتى إذا نَفِدَت ذَخيرَةُ حَربِنـــا *** فهيَ البَديلُ سـِــلاحُنا الحَصباء ُ

وفَضَحنا في كلِّ النوادي زَيفَهُـــم *** فَهُمُ الصِـــــغارُ وإنّنا الزُعَمــاء ُ

ووَهَصـــنا مِنهُم كلَّ رأس ٍ,أشـعَث *** وُقِذَت بِنار ٍ,مُعدَّة ٌ عَجمَــــــــاء ُُ

أبكينا من بينِ السـَـــرايا رَمزَهُـم *** حتى تَباكى رجَالُهُ الجُبَنــــــاء ُ

فهيَ الجُهَينـةُ عنــدَها أخبــارُهُم *** فَهُــم الكُلــوحُ أذلـَّـةٌ وجِــــراء ُ

فإذا جُيوشُ الغَربِ تَلعَقُ ذِلَّهــــــا *** تَعِسَـــت جُيوشٌ هَزيلةٌ وَخَواء ُ

ويَقومُ غِرٌّ للعَـدو ِّ مُناهِضـــــــــــاً *** قامَـت تُنافــحُ بنتُنــــــا العَذراء ُ

وانحازَ للشأنِ العظيمِ رجَالُنـــــــا *** عَلَـمُ الجِهـادِ وعِفَّـةٌ عَصـمـَــــاء ُ

وَتَعَطَّرت بالنائِباتِ ثيابُنــــــــــا *** نَحنُ الحَنُوط ُ وعِطرُنا الحِنـّــاء ُ

ودّع وَودّع فالبَقـــــاءُ لأُمـّـــــــــة *** ٍ, عَزَّت فقامَت، رجالُـها الأُمَـراء

وَدّع ظُنونَــــكَ إنَّنـــــــا بُرَئــــاء ُ *** حِقدٌ دَفينٌ وجُوهُهـُم وَقَفـَـــــاءُ

ضَرَبُوا العراقَ فكانت ِالدَهمَــــــاءُ *** قَـتـلُ العـراقِ جَـريمــةٌ نَكـراء ُ

ماذا عَســـــاني أن أقولَ بحقِّــــهِ *** مِلحُ الزمـان ِوليلــــــةٌ عَـفـرَاء ُ

وأشتدَ غَربٌ والتَعَسُـــفُ طَبعُهُم *** باللهِ يُكفَــرُ والنَّبيٌّ يُسُــــــــاء ُ

فـَهُمُ الذيــــنَ تَجَــرؤا وتَهَــيــؤا *** وهمُ الذينَ تَقدمُـوا وأسَــــاءوا

وهُمُ الذيـــنَ تَطـاولـوا وتَجـاوزوا *** كُلَّ الحُـدود ِ، عُقُولُهُم صَـــمّاء ُ

جاءُوا إلينا والشـُــــرورُ تُعينُهم *** حِقداً عَلينا حَياتُنا نَعمَــــــــاء ُ

ولكم وقفتُ على الحَوادث قارِضاً *** أبكَتني دَمعَاً قَصائِدي العَصماء ُ

ولَكم لَكم هَاجت بنَفســـي لَواعِجٌ *** كانت لرُوحي تَقـَرٌّحٌ وعَنـــــاء ُ

لكنَّ شــِــــعري للعــراقِ مُنمـَّق ٌ *** شـِعري يَقولُ ما العِراق ُ يَشـاء ُ

نَحنُ الذينَ يَقولُ فينا رَبُنــــــــا *** صُــدقُ العُهود ِ أئِمَةٌ عُظمــاءُ

وهمُ الذينَ يقولُ فيهِم رَبُنــــــا *** حَطَـبٌ لِنارٍ, أذلَّةٌ وغُثَـــــــــاء ُ

جَنَّاتُ خُلدٍ, في النهايةِ فوزُنـــــا *** زُمَرٌ نُســاق ُ والجِنانُ حَفــــاء ُ

نيرانُ خُلدٍ, في النهايــــةِ أمرُهُم *** تَعِسـَـت قُلوبٌ قَبيحَةٌ عَميـــاء ُ

الأُمنياتُ تَراقَصت من ضَربِنـــا *** حَربٌ ضَروسٌ يَؤمُها العُلَمـــاء ُ

صارَت مَضاربُنــا مَفاخِرَ عِزِّنـا *** نَحنُ الكُماة ُ لدينِنـــــا سـُـفَراء ُ

إنّا أُناسٌ ليسَ يُؤمنُ مكرُنــــــا *** صِــيدٌ وإنّا للسـَّـلام ِنَمــــــــاء ُ

أنا الذي أبكاني دَهراً حالُنـــــا *** عُذراً بلادي قَريحَتي لَكنـــــاء ُ

ألَمٌ تُقَطَّعُ أرضُنا أشــــــــــــلاء ُ *** غارَت مياهٌ فَتَمرُنــا شَيصـــاء ُ

قالوا سَنَبني في العراقِ جُنـينـةً *** حَكَوا الكَثيرَ وَغَابتِ الفَحــواء ُ

وَطَـنٌ مُباحٌ ومِحـنَةٌ بُرَحـَـــــاءُ *** شَعبٌ يُعاني هَدَّهُ الإعيـــــــاء ُ

هذا أنا قد بُحتُ كُلَّ حَشــــيتي *** فهوَ العِراقُ طَبيبُنــــــا ودَواء ُ

وهوَ العراقُ سَـــبيلُ كُلِّ ضَعِينَة ٍ, *** إنَّ العـراقَ تَبَسـٌّــــــــمٌ وعَلاء ُ

كلأٌ بِلادي والكَـرامــةُ مـــــاؤه ُ *** مَرعـىً تَنافسَ أرضَهُ اللُقَطــاء ُ

هذي الحَياةُ تَكدٌّرٌ وَهَنَـــــــــاءُ *** رَمــزُ التقلٌّبِ إنَّــها الأنــــواء ُ

ذَهَبٌ حُروفي والمـِدادٌ صَفَــــــاءُ *** عَجَباً تَناولَ سـَـــكَّها الشٌّعراء ُ

ذَهبيتـــي فَيضٌ لكُلِّ حَقــيقَــةٍ, *** ألـقٌ ويُطـعَمُ حَرفـَها الفُقـَراء ُ

عَبثاً يُحاولُ طَمسَها الخُبَثـــاءُ *** وغداً تُقوَّم ُ ملَّة ٌ عَوجـــــــــاءُ

هذا مَقـالي للعراقِ قَصيدتـــي *** ما قُـلتُ دُراً وما يُقـالُ هُــراءُ

فهو العِراقُ حَديقةٌ وخِبـــــاء ُ *** إن مَـرَّ صَـيفٌ أو أطَلَّ شِتـــاءُ

يا رَبٌّ صَلِّ على النَبيِّ مُحمـد ٍ, *** ما أنَّ طِفلٌ وهَدهَدتهُ نِسَـــــاءُ


أضف تعليق