الحشاشون في معرض الرياض الدولي

بسم الله الرحمن الرحيم

من المؤسف أن يكون هذا هو العنوان الذي يقف على جبين موضوعي هذا لكن هذه الحقيقة المفجعة أوصلتني إليها مجموعة من المؤلفات التي روعني منظرها وأنا أتجول بين ردهات معرض الكتاب الدولي بالرياض في زيارةٍ, خاطفةٍ, أجبرتني عليها ما أسمعه عما يُعرضُ في معرض الكتاب، وفعلاً صدق من قال(ليس الخبر كالمعاينة).

يا لفضيحة الدهر، ويا لعظم الوزر، هل هذه هي الحضارة التي أرادت وزارة الثقافة والإعلام أن تغمسنا فيها حتى المشاشة؟.

ما الذي أشاهده؟ داروين بإلحاده، وكفره يقف على بوابة الرياض وداخل ردهات معرضها في طبعةٍ, فاخرةٍ, قشيبة يهزأ بالتوحيد الذي أقام كيانها، ويبصق على أبناء العقيدة الشامخة التي تحطمت تحت منائرها شبه الملحدين والمضلين والمشركين.

كتاب أصل الأنواع الذي هو أصل من أصول الملحدين والذي يقرر تقريراً رهيباً لنظرية عدم وجود الله - تعالى -موجودٌ في عاصمة التوحيد باسم الثقافة، وهو لا يبعدُ عن مكة المكرمة سوى ثمانمائة كيلو متر مربع!!!.

في مكان آخر مليء بالكآبة تقفُ كتبٌ أخرى مليئة بالزندقة والإلحاد بدايةً بالثابت والمتحول للأخرق أدونيس إلى إلحاديات محمود درويش الشيوعي، وهرطقات علاء حامد، وبذاءات السخيف جداً والمقرف جداً نزار قباني.

يا إلهي ماذا أرى أيضاً إنها بحق رواية(مدن الملح) ومن منا لا يعرف رواية مدن الملح التي تسوق للاستهزاء بالبلد ودينه ومؤسسته الرسمية الحاكمة.

أغمضت عيني عن هذا الخنا ولكن الخطب كان أعظم فالحشاشون جميعاً تقريباً منتشرون في زوايا المكتبات العارضة والدور المتآمرة على ديننا وثقافتنا وقيمنا وأخلاقنا.

نعم وللغثائية بقية فعبد الوهاب البياتي الشاعر الماركسي الحداثي موجود، ونجيب محفوظ وروايته المحظورة (أولاد حارتنا) موجودان، وكتب نصر حامد أبو زيد موجودة وهو الذي حكم الأزهر بردته وفرق بينه وبين زوجته وهو يعيش الآن في المنفى في هولندا ومن هناك يضحك علينا وعلى خيبتنا بعد أن وجد من يروج لكتبه التي تسب القرآن وتتطاول عليه بين أظهرنا وهو في منفاه.

والخزي والعار الذي لطخنا به القائمون على معرض الرياض لن ينتهي عند هذا الحد بل هناك روايات جنسية فاضحة تُروج في بلادنا وفي مجتمعنا النظيف ليزيدوا الطين بلةً والأمر علةً ويكونوا بوابةً جديدة فُتحت لحرب القيم ويا ليت شعري هل نحن محتاجون لمصائب جديدة؟.

رواية ثلاثية الصلب الوردي لهنري ميلر موجودة بكل تفاصيلها وأبعادها الماجنة، رواية ملامح موجودة، ورواية الآخرون موجودة، روايات محمد شكري، رواية شنغهاي بيبي، وغيرها من روايات الانحطاط الخلقي، والسلوكي، والفكري، الذي طفحت به قرائح هؤلاء الحشاشين تم عرضه في معرض الكتاب الدولي بالرياض، ليقوم المسؤولون عن المعرض بزلزلة مراهقينا ومراهقاتنا فوق الزلالزل والفتن التي تأتي من كل حدب وصوب.

الذي حصل في معرض الكتاب تحدٍ, صارخٍ, لمشاعرنا كمواطنين، وإرهابٍ, فكري يلامسنا في جوهر مكنوننا في أبنائنا وبناتنا، ولا والله لا نقبل أن تهان المقدسات، ولا نقبل أن يكون مثل هذا المعرض مكاناً يُسبٌّ الله - تعالى -فيه جهاراً نهاراً من خلال مؤلفات الملاحدة والزنادقة التي عُرضت وإنني كأحد أبناء هذه البلاد المحبة لها أُطالبُ علمائنا وأطالبُ حكامنا وولاة أمرنا بمحاسبة المتسبب في هذه الكارثة الفكرية أشد المحاسبة وإلا فلننتظر مقت الله وعقابه إن نحن سكتنا ولم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.