إذا حكت النسوان


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

بعدما احتُلّت الأوطان... وتغطرس السجّان... وعمّ الطغيان...

بعدما عُبد الشيطان... وتربّع الفلتان... وتفشّى العدوان...

كان هذا الذي ينقصنا: \"حكي نسوان\".

بعدما اكتسحت الفضائيات الهواء... وقطعت عن ذوي الأخلاق الماء... وتخطّت الخطوط الحمراء...

جاءتنا مسرحية: \"حكي نسوان\" لتزيد الطين بِلّة وبلاء...

الإذاعات تُطبّل وتُزَمِّر، والفضائيات تُرَقِّص وتُفقِّس، ودور السينما تخلع وتقلع، وجاء دور المسرح ليكون رائداً في مجال الحديث عن المحرّمات (بصراحة).

مسرحية لا من أدبنا ولا حتّى من قلّة أدب بعض كُتّابنا، خُتِم عليها \"صُنِع في الويلات المتعددة الأمريكية\" لكنّها بامتياز لبناني، ولا فخر.

قامت بـ (لبننة) النص مخرجة خارجة عن فطرة المرأة، أكلت على مائدة المقلّدين العُميانº قرأته وأنّى للأعمى أن يقرأ فسحرها بقذارة كلماته وانحطاط أسلوبه، وانبهرت بوقاحة مشاهدهº فأخذت عهداً على نفسها أن تُطعم المشاهدين من هذا الطبق النتن حتّى يتعوّدوا على هذا الأسلوب \"المتحضّر\" في حلّ مشكلاتهم الواقعية.

خاضت حرباً مع الرقابة دامت سنة ونصف السنة لتحصل على إذنٍ, بالعرض بعدما نقّحته ليصبح أقلّ وساخة، وقد حرصت على أن يُحافظ النصّ على رسالته المتعفّنة.

لقد جاء الزمان الذي تأخذ فيه \"النسوان\" دورها في الحكي!! وليس أيّ حكي... حكي \"بصراحة ووقاحة\"... وهو بصراحة: يضيّع الحُرُمات... ويكشف الستور... ويخرق الخدور... ويقتل الحياء... ويهدم البيوت وينشر الفساد.

والأعجب من عرض هذه المسرحية المخزية هو حال الجمهور الذي تهافت لحضورها، وصفّق طويلاً أمام مواضيع محرّم الحديث عنها... ووفاءً لهذا الجمهور \"المثقّف!! \"، وعَدت المخرجة بعرض المسرحية طوال موسم الصيف.

وأعجب العجب وأحملكم أيّها القرّاء مسؤولية الردّ عليه مقطع من حديث المخرجة في مقابلة أُجريت معهاº حيث تقول: \"إنّ المسرحية لم تواجه انتقادات من رجال الدين، ولكن هناك أقليّة محافظة كانت رافضة لها، الأغلبية كانت سعيدة لأنّ المسرحية قدّمت توعية (جنسية) وحياتية. هذه المسرحية لم أعمل لها دعاية أساساً، ولكن إقبال الجمهور هو الذي مدّد لها العرض وجعلها تنجح\".

بالله عليكم... كم مصيبة تضمّن كلامُها الزٌّعاف؟

فكّروا جيداً واجتهدوا في إيجاد حلول لها، فإنّكم مسئولون، وتذكّروا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمّا سُئل عن إمكانية وقوع العذاب في قوم فيهم صالحونº فأجاب:\"نعم...إذا كثُر الخبث\".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply