الإعلام الغربي معنا أم علينا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يشكل الإسلام منظومة حضارية ضمن إطار الحضارات الإنسانية، ونظراً لما له من قوة وتأثير فقد أصبح يمثل هاجسا للغرب و أذنابه، لذلك كان لابد لهم من التحرك بخطى محسوبة لمحاولة دفع الإسلام والحد من انتشاره والعمل على تشويه صورته بكافة الطرق والوسائل الممكنة وخاصة عن طريق التغطية الإعلامية.

وبداية لابد لنا أن نعترف أن الإعلام الغربي بكافة آلياته عمل من فترة زمنية بعيدة على تشويه صورة الإسلام ببث معلومات مغلوطة.

 ويتضح ذلك في التغطية الإعلامية التي تحاول أن تظهر الإسلام والمسلمين في وضع متخلف بحسب زعمهم, وهذا ما نجده واضحاً جلياً في الإعلام المرئي والمقروء الذي لا يكاد يخلو من لقطات عديدة تتضمن صوراً كاريكاتورية عنصرية مهينة للمسلمين ممثلين في علمائهم وأئمتهم وعلى رأسهم خاتم النبيين وإمام المرسلين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - والذي لم يسلم من هذه الحملة الدنيئة وذلك ما حدث مؤخراً في \' الدانمارك\'، ومن العجب أن هذه الصور السلبية هي الأكثر شيوعاً وذيوعاً من كل ما عداها.

 ومما يؤسف له أن تلك القطاعات الإعلامية تمتلك من القوة والعزم على نشر وترويج تلك الصور المشوهة للإسلام ورموزه، ويساهم في ذلك المراسلون الصحفيون الذين غالباً ما يستبدلون الواقع بأباطيل وأكاذيب ينتجه المراسل بنفسه ويضفي عليه من خياله من الحبكة والحياكة ما يجعله متقبل ومستساغ بشكل طبيعي من شعوبهم المضللة.

ويلعب المستشرقين الأكاديميين والمستشرقين الصحفيين دوراً كبيراً بوصفهم خبراء في بعض المناطق العربية، حيث تستعين بهم مختلف وسائل الإعلام الغربية بهدف تزويدهم بخبراتهم ومعلوماتهم، وبذلك أصبحت تلك الفئة أحد المعاول الهدامة التي تساهم في تشويه صورة الإسلام في الغرب والتي تعمل الأداة الإعلامية الغربية على تكريسها وترسيخها مجندة لها كل الوسائل والسبل المتاحة سواء كانت مشروعة أم غير مشروعة.

وعلى النقيض من ذلك يلاحظ وجود أصوات فاعلة وجمعيات غربية تنادي بتبني مواقف معتدلة تجاه الإسلام والعمل على الحد من المبالغة في تشويه صورته في الغرب، وذلك بالدعوة إلى إبراز سمو الإسلام وسماحته وعلو ونبل مبادئه وتعاليمه، وبعده عما يلصق به من تهم وافتراءات لا تمت له بصلة من قريب أو بعيد.

ولا شك أن مثل هذه المواقف من بعض الغربيين المنصفين سوف تساهم إلى حد ما في التخفيف من حدة التخويف من الإسلام والمسلمين وربما تساهم أيضا في كشف السحب الكثيفة التي ألقى بها أعداء الإسلام على الوجه المشرق الوضاء لديننا الحنيف.

ويبقى علينا نحن معشر المسلمين دور هام ومسؤولية عظيمة لا تقل في قيمتها عن قيمة الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الإسلام بل وتعتبر من الجهاد ألا وهي المحاولة الجادة في البحث عن سبل لتصحيح صورة الإسلام في الغرب بمواجهة الزحف الإعلامي الغربي التتري، ويجب علينا إيجاد طرق تحسين وتلميع تلك الصورة وكشف الغيوم التي تحجب بريقها الذي طاله التشويه والتزييف لعقود طويلة.

وهناك سبل عديدة لتصحيح صورة الإسلام في الغرب أهمها محاولة رصد كل الافتراءات التي يطلقها الإعلام الغربي عبر قنواته المختلفة وكذلك من خلال المناهج والكتب الدراسية والتي غالبا ما تحاول بث روح العداء للإسلام والمسلمين في قلوب النشء من الغربيين، وكذلك رصد الانتهاكات التي تمارس ضد الأقليات الإسلامية في شتى بقاع الأرض والبحث عن أسبابها وخلفياتها وذلك من باب الاهتمام بأمور المسلمين كما قال رسولنا الكريم: \' من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم\'.

وبناءاً على ما سبق فيجب علينا نحن المسلمين عامتنا وعلماؤنا من المفكرين والمثقفين ورجال الدين الرد على كل ما يسئ إلى الإسلام والمسلمين كل من موقعه وعلى قدر المكانة التي يتبوأها وذلك في شتى المحافل المحلية والدولية.

و لا ننسى ها هنا ونحن بصدد الحديث عن الإعلام واستخدامه كسلاح لدى أعدائنا من الغرب فيجب علينا وقد حبانا الله بنفس السلاح - إلا أننا أسأنا استخدامه بل وأطلقناه على أنفسنا- أن نحسن توجيهه و نؤكد هنا على أهمية استغلال البث الفضائي الذي لو أفردنا للحديث عما أحدثه سوء استخدامه من دمار بين أبناء الأمة ما وسعتنا الصحف ولا أسعفتنا الأقلام ولكنا في هذا المقام لسنا بصدد ذلك- ولكن يجب أن نفيق من غفوتنا ونستخدمه في العمل على تصحيح صورة الإسلام في الغرب حيث أنه من أكثر الوسائل تأثيراً وفاعلية لسهولة انتشاره في كافة أرجاء المعمورة.

 كل ما سبق كان على سبيل الإيجاز لا الحصر وأخيرا فلا شك أن هناك طريق من أهم طرق تصيح المفاهيم الخاطئة التي ألصقت بنا ألا وهو مبدأ الحوار والذي يحمل مكانة بارزة ترتكز في أصولها على التوجيهات القرآنية والنبوية، تلك التوجيهات الداعية إلى إقامة حوار ديني يقوم على الحجة والتفاهم ويقطع الطريق أمام كل الدعاوى المغرضة والهدامة هذا والله من وراء القصد وإليه السبيل.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply